القسم : بوابة الحقيقة
لماذا الشماتة؟
نشر بتاريخ : 12/20/2023 7:40:21 PM
عصمت الطاهات

في حياة البشر الأطهار ومن شيم الرجال الكبار بل وفي ديننا الكريم القويم تعتبر الشماتة خزي وعار ، وجبن وقهر وإنكسار ، فديننا الإسلامي العظيم حرم علينا الشماتة بالعباد وكذلك رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام الى يوم الدين علمنا اصول الرحمة ومعنى الإنسانية والرفق وكان يعامل اليهودي مثل معاملة المسلم لأنه صاحب نفس زكية، والدليل قول الرسول صلي الله عليه وسلم عندما مرت به جنازة يهودي" أليست نفساً" ؟ .

 

فنفس الإنسان – أي إنسان كان ما لم يكن في قتال – يجب التعامل معها بشفقة وإنسانية ونحزن عليه ان مات دون ان يهتدي لما اهتدينا اليه ، هذا اولا:

 

اما ثانيـا :فلن ننسى موقف حبيبنا الهادي الأمين عندما حدث كسوف للشمس عند وفاة ابنه إبراهيم فقال بعض الناس أنذاك ان ذلك حـدث نتيجة لوفاة ابنه فكان رد الرسول مختلفا عما يقول بعضنا والرسول لا ينطق عن الهوي، وعندما يرد حديث عن الحبيب الهادي الأمين صلوات ربي وسلامه عليه  يجب ان نتعلم منه في كل احوالنا، فقد ورد في صحيح البخاري انه : حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا هاشم بن القاسم قال: حدثنا شيبان أبو معاوية عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة قال كسفت الشمس على عهد رسول الله يوم مات إبراهيم، فقال الناس كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال رسول الله : إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله “.


من هنا ، يمكن ان نقول ان هذه أية من آيات الله وله فيها حكمة اعتقد أنها ابعد ما تكون عن الشماتة العاجزة التي نراها في تعليقات البعض والشماتة ليست في كل الأحوال من سمت الأتقياء الأنقياء من الرجال وليست في كل الأحوال من شيم الرجال بل هي تلازم الضعف الإنساني فقط ورحم الله أباءنا واجدادنا الذين كانوا  يحزنون لحزن كل الناس حتي أعدائهم  ويروا  ان قضاء الله لا يشمت فيه الا خسيس عديم الكرامة .


ولهذا يجب علينا ان نتذكر دائماً قول سيدنا علي كرم الله وجهه عند حديثه عن الناس فقال "الناس صنفان أخ لك في الدين أو نظير لك في الإنسانية " ، وللاسف الشديد نسمع مثل هذا الكلام عندما يقول أحدهم ان الإسلام سبق الغرب في معرفة حقوق الإنسان ولكن عندما يحين موعد التطبيق وتستدعي الأحداث هذه الحقوق تجد من يتحدث ابعد ما يكون عما يفعل وعما يضمر في قلبه ، نعم أمريكا دولة مسيطرة مهيمنة ودافعها في ذلك مصلحتها ويجب أن نبحث نحن عن مصالحنا في إظهار ديننا كما طبقه رسولنا الكريم وصحابته الكرام وليس كما في نقائصنا نحن نعمل علي عز الإسلام عندما نمتلك نواصي التقدم والعلم ونصنع نحن صواريخ عابرة للقارات نهدد بها أمريكا ويكون لدينا حاملات طائرات تكبح جماح أمريكا وتتصدي لاساطيلها المنتشرة علي حدودنا .. أنا أكون في غاية السعادة عندما يمتنع جندي امريكي عن قتل إنسان كان من كان يقتل جندي أمريكي في أي مكان في العالم وافرح حتي ولو قتل جندي منهم في حادث سير ولكن هذا يختلف عن الفرح او الشماتة في كارثة ناتجة عن إعصار قد يموت فيه أبرياء ومنهم مسلمون .

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023