ولي العهد يحذر من خطورة الإجراءات "الإسرائيلية" الأحادية في تقويض السلام الوحدات يخسر من المحرق البحريني برباعية نظيفة في دوري أبطال آسيا 2 إربد .. هل يحسم القضاء اشكالية مشروع "حسبة الجورة" ؟ ترحيب عربي ودولي واسع بخارطة الطريق الأردنية السورية الأميركية بشأن السويداء ايمن هزاع المجالي: زيارة الأمير تميم تعكس عمق العلاقات الأردنية القطرية - فيديو الزعبي: المال السياسي شوّه الحياة النيابية وشراء الأصوات أضعف ثقة الأردنيين بالبرلمان - فيديو مجزرة جديدة.. عشرات الشهداء باستهداف الاحتلال مدينة غزة مبابي يكشف سر فوز ريال مدريد على مارسيليا إيزاك ينضم لقائمة ليفربول أمام أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا الفيدرالي الأمريكي يخفض الفائدة لأول مرة في 2025 علي السنيد يكتب : مستشارية العشائر والدور المنشود الاردن يدين قيام جمهورية فيجي بفتح سفارة لها في القدس المحتلة فريق طبي أردني ينقذ شاباً فلسطينيا تعرض لإصابة قاتلة من مستوطنين ورشة توعوية حول الآثار السلبية للإدمان والمخدرات في جرش مديرية شباب البترا تعقد لقاءً مع أصحاب المبادرات والمشاريع الصغيرة
القسم : مقالات مختاره
الضرورة ام الحرية ؟
نشر بتاريخ : 1/16/2017 7:42:49 PM
خيري منصور
 
خيري منصور

قد يعمل المواطن في المجتمعات الباترياركية التي تحرم الانسان من بلوغ سن الرشد التاريخي والوطني عشرين ساعة في اليوم ويتصبب عرقه على مدار الساعة ، لكنه في الحقيقة عاطل عن العمل بالمعنى غير العضوي، وبمقياس الشريك لا التابع، وهذا النمط من البطالة الذهنية والسياسية غالبا ما يكون من افراز مجتمعات لم تقطع المسافة الوعرة والصعبة بين الرعايا والمواطنين وتعيش ما قبل الدولة بمفهومها المعاصر .

فالمواطنة ليست مفردة فوسفورية تخطف الابصار، او حجرا كريما في جدار من الطين والتبن، انها منجز حضاري وتاريخي بامتياز، وفي الغرب شهدت المواطنة تطورا منذ الماغناكارتا حتى العقد الاجتماعي وكان لذلك التطور محدّدات وعوامل في مقدمتها انماط الانتاج، وما حققه الغرب من حريات لم يكن هبة من التاريخ او الاباطرة، وحين ترد كلمة الرغيف في الحراكات العربية كأقنوم ثالث للتغيير غالبا ما يُساء فهمه، وكأن الانسان يعيش بالخبز وحده، والحقيقة انه يأكل ليعيش ولا يعيش ليأكل، وهذا هوالفارق الحاسم والجوهري بين الضرورة والحرية وبالتالي بين اشباع الغرائز وتحقيق الذات !

واحيانا يعج واقع ما بالحراكات والاحزاب والسجالات التي لا تنقطع حول السياسة وشجونها لكنه في حقيقة الامر يعاني من بطالة سياسية وحالة من الاستنقاع، لأن حرية التعبير حتى لو توفرت ليست سوى مبتدأ الجملة السياسية، اما خبرها فهو الاستحقاق بكل ما يعنيه من معادلات يكون فيها الفرد فاعلا وليس منفعلا ان مفعولا به او حتى مفعولا لأجله !
واذكر ان كاتبا فرنسيا علق على منع الرقابة السوفيتية قبل سقوط الاتحاد لمسرحية بعنوان الخراتيت ليوجين يونسكو قائلا ان الحرية ليست هدفا بذاتها ولا يكافح البشر من اجل اقتنائها كشيء نادر وثمين، والاهم هو استعمالها والبحث عن مجالات حيوية لهذا الاستعمال، فالحرية تتغذى من نقصانها، كالديموقراطية، والوصفة النموذجية لحلّ أزماتها هو المزيد منها وليس قضمها !!

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025