"المياه" تضبط وتردم 30 بئرا مخالفة ومحطات معالجة وتحلية في الشونة الجنوبية هل يستطيع المحكوم بالسجن سحب اشتراكاته من الضمان؟ 201 يوما للحرب .. شهداء وجرحى في قصف مكثف للاحتلال على غزة منسف البيتزا يثير جدلاً بالأردن الهلال يودع دوري أبطال آسيا من بوابة العين مدعي عام سابق يفجر مفاجأة حول عدم قانونية تصوير مخالفات حزام الأمان داخل السيارة مؤيدون للفلسطينيين يتظاهرون في نيويورك ومدن أخرى الارصاد : توالي الارتفاع على الحرارة يومي "الاربعاء والخميس" وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاربغاء 24 – 4- 2024 تربويون : " كورونا " بريئة من تدنى مستوى التعليم في الاردن والوزارة تفتقد لـ"صناع قرار" - فيديو هيئة البث العبري: الجيش "الإسرائيلي" يستعد لدخول رفح قريبا جدا مسؤول أميركي : خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة مندوبا عن الملك وولي العهد..العيسوي يعزي عشيرة النسور الخوالدة: ضمانات قانونية لمنتسبي الأحزاب بعدم تعرضهم للمساءلة ما لا تعرفه عن تمرين الدفاع المدني الذي تابعه جلالة الملك

القسم : بوابة الحقيقة
جنون فواتير الكهرباء
نشر بتاريخ : 2/11/2020 3:45:26 PM
المهندس احمد محمود العليمات

أن تامين الطاقة وادامة تزويدها لمستهلكيها من القطاعات التجارية والزراعية والصناعية والمنزلية والخدمات وغيرها مهمة ليست بالسهلة خاصة ببلد كالاردن , فعوامل تامين الطاقة كثيرة ولا تنحصر بالامور الفنية والادارية الظاهرة للعيان وان كانت الاهم، فالجميع يعرف ان هذه العوامل تشمل عوامل سياسية ودبلوماسية واقتصادية وامنية وجغرافية وتاريخية وغيرها ، فجميع هذه العوامل ترمي بضلالها على مدخلات ومخرجات قطاع الطاقة وجميعها لها حساباتها ونسبتها في معادلة تامين الطاقة.

 

ما يهمنا بهذا المقام هي الطاقة الكهربائية وهي حديث المجتمع حاليا" وبالاخص كلفتها وارتفاعها الجنوني لشهري كانون اول وكانون ثاني وادعو الله الا تتعدى لشهر شباط الحالي. وما سنركز عليه من عوامل تامين الطاقة الكهربائية سيقتصر على عاملين فقط وهما العامل الفني والعامل الاداري والبين تاثيرهما على كلفتها وكوني صاحب اختصاص فني في هذا المجال.

 

وتتمثل عوامل تامين الطاقة الكهربائية فنيا" بما يلي:

توليد وادامة امداد الطاقة الكهربائية سواءاً باستخدام الوقود بانواعة او بمصادر الطاقة المتجددة.

 

انشاء وصيانة شبكة نقل الطاقة الكهربائية من موقع التوليد الى نقاط توصيل لربط المستخدم النهائي او شبه النهائي عليها وما تحتاجه من محولات ومعدات.

انشاء وصيانة شبكة توزيع الطاقة الكهربائية وما تحتاجه من محولات ومعدات لايصال هذه الطاقة الى المستهلك النهائي من خلال شركات التوزيع المعتمدة.

 

تركيب وصيانة معدات توصيل الطاقة الكهربائية للمستهلك النهائي.

 

اما العوامل الادارية فتتمثل بــما يلي:

ادارة عمليات التوليد والنقل والتوزيع وحمايتها.

تامين الاسناد اللوجستي لهذه العمليات.

عمليات الفوترة والتحصيل.

 

تحتسب كلفة الطاقة الكهربائية بالمجموع الجبري لتكاليف العمليات الفنية والادارية اعلاه وكلفة الامتياز بالاضافة الى نسبة استهلاك معدات التوليد ومعدات النقل ومعدات التوزيع ومعدات الخدمات المرافقة لها والخسارات المتوقعة نتيجة الاعطال والسرقات..الخ ونسبة ارباح الشركـــــات ( شركات التوليد ، شركة النقل وشركات التوزيع ) وتدخل جميع هذه العوامل بعملية احتساب التعرفة لكل فئة من المستهلكين.

 

ونظرا لعدم حدوث تغيير على التعرفة الكهربائية وادوات احتساب الاستهلاك ( العدادات) خلال الفترة الماضية فقد انحصرت اسباب ارتفاع فواتير الكهرباء بزيادة الاستهلاك المحسوب خلال الفترة الزمنية وخصوصا فئة المنازل علما بان معظم التبريريات التي اطلقت في هذا المجال سواءا الرسمية او غير الرسمية غير دقيقة وتبتعد عن المنطق الا القلة القليلة اصابت كبد الحقيقة ومن هذه الاراء الصائبة ما ورد على لسان من اثق بعلمه وخبرته الواسعة بهذا المجال وهو الدكتور المهندس اياد السرطاوي خبير وكبير مستشاري الطاقة في الاردن.

 

اما زيادة الاستهلاك وبالاخص فئة الاستهلاك المنزلي بهذه الفترة فقد يعزى الى:

1. زيادة الاستهلاك نتيجة زيادة ساعات استخدام الادوات الكهربائية لطول الفترة الليلية والحاجة للانارة خلال فترة الصباح الباكر والمساء لغياب الشمس المبكر.

 

2. حاجة المعدات الكهربائية خلال فترة البرد لطاقة اكبر خاصة ما يستخدم لتسخين الماء مثل الغسالات الاتوماتيكية والجلايات وما شابهها ( كمية الطاقة اللازمة لرفع درجة حرارة الماء من ٢٥ ْ مئوية الى  ٦٠ مئوية  اكيد اقل بكثير من الكمية اللازمة لرفع درجة حرارة الماء من ٢ ْ الى ٦٠ ْ مئوية).

 

٣. عدم الاستفادة من ضوء وحرارة الشمس نتيجة قصر النهار وتدني درجات الحرارة بالبيئة المحيطة.

 

٤. خسائر اضافية خلال اسلاك التوصيل ما بعد العداد باتجاه المنشأة نتيجة زيادة التيار وزيادة فترة الاستخدام وعدم استخدام المقاس المناسب للمعدة ( لا يجوز استخدام نفس قطر السلك في الابريز المستخدم لشحن الهاتف النقال والابريز المستخدم للمكوى).

 

٥. الانتقال من الشرائح القليلة الى الشرائح العليا بالتعرفة الكهربائية ( كل ١٠٠ كيلو وات ساعة بعد اول ١٠٠٠ كيلو من الاستهلاك يزيد الفاتورة بمقدار ٢٧،٦ دينار ، بما معناه، ٢٠٠ كيلو وات ساعة تحتسب بما يتجاوز ٥٥ دينار بهذه الشريحة بينما تحتسب باقل من ٩ دنانير على الشريحة الدنيا).

 

٦. عدم قراءة العدادات بموعدها المحدد وان تم توزيع الاستهلاك على فترة القراءة كاملة الا انه يمكن نقل فئة التعرفة الى الفئة الاعلى.

 

٧. عدم تمكن قارئ العدادات من اخذ القراءة الصحيحة شهرياً سواءاً بعدم الحضور او غياب اصحاب الاشتراك ولجوء بعض قارئي العدادات للقراءة عن بعد من خلال تقدير الاستهلاك حسب الشهر السابق وهذا يؤدي الى تراكم استهلاك غير محسوب يتم احتسابه خلال زمن فاتورة واحدة او اثنتين مما يزيد قيمة الفاتورة بشكل جنوني

 

8. التباين الكبير جدا بين فئات التعرفة مما يظهر فارقا" شاسعا" ما بين فاتورة شهر واخر نتيجة انتقال المستهلك من فئة تعرفة الى الفئة الاعلى رغم ان فارق القراءة قد معقولا".

 

اخيرا" لا بد من ايجاد حل لمعاناة المواطن مع فواتير الكهرباء من خلال تعاون الطرفين المورد والمستهلك كل من جهته حيث لا بد من اعادة النظر في التعرفة الكهربائية التي باتت تثقل حمل المواطن وبدوره لا بد للمواطن من تفقد معداته وبرمجة استخداماته لتتماشى مع امكانياته وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ينطبق على كل انواع الاستهلاك " لا تسرف وان كنت على نهر جار".

 

* خبير طاقة

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023