بوتين يعيد تعيين ميشوستين رئيسًا للوزراء في روسيا بقيمة 400 مليون دولار.. واشنطن تعتزم الإعلان عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا روسيا تبدأ هجوما بريا في خاركيف.. وزيلينسكي يعلق الهند تسحب آخر جنودها المتمركزين فى جزر المالديف أمير الكويت يحل مجلس الأمة ويعلن وقف بعض مواد الدستور لمدة لا تزيد عن 4 سنوات ممثل (إسرائيل) لدى الأمم المتحدة يمزق الميثاق الأممي أمام الجمعية العامة.. فيديو وزير الخارجية: (إسرائيل) أصبحت دولة منبوذة وزيرة التنمية ترعى حلقة نقاشية حول عوائق توظيف المرأة وريادة الأعمال إنطلاق فعاليات مهرجان الجميد والسمن الثامن في حدائق الحسين غزة.. 39 شهيدا في 6 مجازر ارتكبها الاحتلال خلال الـ24 ساعة الماضية الأردن يرحب بقرار للجمعية العامة يدعم طلب عضوية فلسطين بالأمم المتحدة الأمم المتحدة تتبنى قرارا يدعم طلب العضوية الكاملة لفلسطين "مفارقة السمنة".. هل يمكن للسمنة أن تكون عاملا وقائيا من الخرف؟ لتعويض توني كروس.. ريال يراقب "قنبلة البوندسليغا" لتجنب أخطاء كورونا.. مساع لصياغة "معاهدة الجائحة"

القسم : بوابة الحقيقة
أنْهِ اللعبة؛ تعلم كيف ترحل
نشر بتاريخ : 10/22/2019 12:09:56 PM
أ. د. صلحي الشحاتيت

عندما ينتهي دورك، وعندما تضطر لتكرار نفسك، عندما يكون وجودك مساوي لعدمك، وعندما لا تجد الإحتواء الذي يلائم قلبك، عندما تشعر أنك في الحكاية الخاطئة وفي المكان الخاطئ ...! عندها حتى تكسب نفسك، يجب أن تتعلم كيف ترحل .

 

   أكبر التحديات التي تواجهنا في حياتنا وفي علاقاتنا مع الآخرين، أننا لا نعرف موعد الانسحاب، والقدرة على الترك، لأن قرار الانسحاب من المكان وترك الأشياء عادةً يحتاج منا إلى إرادة، يحتاج إلى مهارة يجب أن نتعلمها، يجب أن نتعلم كيف ندرك أن دورنا قد انتهى في هذا المكان، يجب أن نتعلم أن نقول للأمور توقفي هنا، يجب أن نتعلم أن نصنع قراراتنا الحاسمة ونرحل من دون التفات ولا عودة، متيقنين أن الرحيل عند هذه اللحظة أقل ضرراً من البقاء.

 

   ولا شك أننا نكره الفشل، نكره الاستسلام، نفضل التحدي ومجابهة التحديات لنصل إلى الانتصارات العظيمة التي تعزز ثقتنا بأنفسنا، ولكن أحياناً لا يتحقق ذلك، فنقع في فخ المحاولات البائسة محاولين النجاح مراراً وتكراراً لكن دون فائدة، فهنا يجب أن نتعلم كيف نتعرف على هذه الأوقات، قبل أن ترفضنا الأماكن والأشياء، قبل أن تنتهي الفرص لدينا، يجب أن نتعلم كيف ندير ظهرنا ونغادر ونحن مرفوعي الرأس وبكامل شموخنا، فأغلبنا يستصعب الرحيل ولكننا لا نعلم أنه أحياناً يكون قوة، وعزة، وانتصار.

 

   وليس من الذكاء أيضاً أن نواجه كل شيء، لا بأس أحياناً أن نتوقف ونصمت، فالحياة عبارة عن مسرح يكثر فيها الأبطال، وليس من المهم أن نلعب دائماً دور البطل، فلا بأس أن نختفي من المشهد ونكون من المتفرجين أحياناً، وليس من الذكاء أيضاً أن نجادل في كل شيء، لا بد وأن نتوقف أحياناً، لأن كثرة الجدال توصلك لطرق مسدودة، فهنا يجب أن نقول رأينا ونصمت، وان ننصح ونسكت، وأن نتعلم متى نرحل.

 

  وفي مقولة "إن لم تشعر بالإنتماء، فلا تطل البقاء"، فإذا لم تشعر بقيمتك في المكان الذي أنت فيه فلا تطيل البقاء لا تكمل وفي يدك خيار الرحيل، فإذا بقيت تكون قد استنزفت وقتك وهمتك ونفسك بالمجان، وستتحول بالمدى البعيد إلى ألم يسيطر على مجريات حياتك، فنأى بنفسك بعيداً عن كل هذا وتعلم كيف ترحل، تعلم كيف تبدأ من جديد في المكان المناسب وبوجود الأشخاص المناسبين الذين يقدرون وجودك، ولا شك أن هذا الأمر ينطبق على العمل والوظيقة، فإذا شعرت بنفسك عاجزة عن الاستمرار في مكان عملك، لا تمتلك المزيد من الطاقة للاستمرار، لا ترى المزيد من التطور والنجاح ، لا يوجد من يقدرك فيها ويقدر عملك، فارحل! لا تصبح هامش وعشوائي لا تعلم ماذا تريد، وإلى أين ستصل، في المقابل هناك الكثير من المناصب والوظائف التي لويعلم أصحابها أن وجودهم فيها غير مفيد، يكون الرحيل لهم أفضل.

 

     الرحيل مهارة يجب أن نتعلمها لنحافظ على أنفسنا وسعادتنا وعلاقاتنا الشخصية من دون أن نؤذي أنفسنا أو غيرنا، وأن نتغاضى ونسامح، فالحياة ما هي إلا خسائر متتالية، من آلام وقصص لا تنتهي، لكنها تمضي وتسير بنا ولا شيء يتوقف، لذلك يجب أن نمضي مع الحياة ولا نضيع الوقت ونتعلم متى نحضر، ومتى نرحل .!

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023