بقلم: الأستاذ الدكتور عمر علي الخشمان
تابع الجميع ما صدر من نتائج التصنيف الأردني للجامعات الأردنية , حيث تم توزيع الجامعات إلى خمسة فئات من خمسة نجوم إلى نجمة واحدة , وكانت ردود الأفعال مختلفة وصلت إلى حد المطالبة بتغيير جوهري على بنيئة الهيئة والمطالبة بارتباطها مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
معالي الأستاذ الدكتور عادل الطويسي وزير التعليم العالي والبحث العلمي أشار في تصريح له حول التصنيف" عندما عرض النظام المعدل لهيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي على مجلس الوزراء لإضافة صلاحية التصنيف للهيئة قبل عدة أشهر, تم التأكيد بحضور رئيس الهيئة على إجراء تصنيف يقوم على تقييم البرامج والتخصصات, وليس تقييم على قوائم. وذلك لسببين: الأول قلة عدد الجامعات الأردنية مقارنة مع الإعداد الكبيرة للجامعات التي تدخل في التصنيفات العالمية, والثاني لتجنب خلق وصمة للجامعات التي ستبقى تظهر في ذيل القوائم في كل مرة بسبب ظروفها التي لا تخفى على احد" انتهى الاقتباس. نثمن ونقدر حرص معالي الوزير على الطرح والحس الوطني الذي عرفناه عنه.
التصنيف ستكون له نتائج سلبية على الجامعات التي حصلت على تصنيف دون الأربع نجوم في مجال استقطاب الطلبة وخاصة الطلبة الوافدين وكذلك برامج وخطط الاستقطاب والتسويق والترويج والتي بدأت بها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي , فلقد استطاعت الكثير من الجامعات الوطنية التي حصلت اقل من أربعة نجوم إن تقدم للوطن الكثير فمثلا جامعة مؤتة تخرج بجناحيها العسكري والمدني نخبة من المتميزين والقادة الذين يشهد لهم الداني والقاصي بالتميز والمهنية والحرفية,بالإضافة إلى البرامج التي ساهمت في تنمية المجتمع المحلي وتطويره على مدار أكثر من ربع قرن. وكذلك جامعة الحسين بن طلال أول جامعة أنشئت في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني المفدى التي واستطاعت هذه الجامعة إن تتميز بالكثير من التخصصات على المستوى الوطني والإقليمي بالإضافة إلى برامجها المختلفة في تنمية المجتمع المحلي واستطاعت إن تقدم برامجها التي تخدم المجتمع وتنميته على رقعة واسعة وشاسعة من جنوب الوطن الغالي|, وبالرغم من أنها جامعة طرفية تعاني الكثير من المشاكل وفي مقدمتها المشاكل المادية إلا أنها استطاعت إن تقوم بدورها الأكاديمي والتنموي على أكمل وجه.
من هنا لابد من تطوير عمل الهيئة والاهتمام بها أكثر من خلال توفير الكوادر العلمية المؤهلة والمدربة وان تكون مفتوحة على جميع الجامعات والاستفادة من أصحاب الكفاءات الأكاديمية المتميزة على مستوى الوطن وإشراكهم في برامجها والاستفادة من تخصصاتهم وخبراتهم, مع الأخذ بعين الاعتبار إن تطوير التعليم العالي يصطدم بالكثير من المشاكل لعل أبرزها المشكلة المالية , فالكثير من الجامعات تعاني من عجز مالي يجعلها غير قادرة على القيام ببرامجها ورويتها على أكمل وجه.
التصنيف يجب إن يدفع نحو التنافس بين جامعات الوطن لإعطاء مؤشر حقيقي للتميز العلمي والأكاديمي والذي سيؤدي بالنهاية إلى رفع سوية التعليم العالي في بلدنا, لا إن يكون سلبا وعبئا على جامعاتنا ويكون مدعاة للإحباط والتوقف عن العمل والانجاز والتميز. مع ذلك يحتم علينا في الجامعات والمؤسسات التعليمية الوطنية العمل على تحسين البنية التحتية وكذلك تأهيل الاكاديمين والإداريين من اجل تحقيق الأهداف التي أنشئت من اجلها هذه الصروح العلمية المتميزة, ونأمل إن تبقى جامعاتنا كما أراد لها قائد المسيرة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم إن تكون منارات للعلم والتعلم والتميز واحترام التنوع وقبول الرأي والرأي الأخر والبعد عن الانغلاق والتعصب ومكان مميز للممارسة الديمقراطية لكي نبني جيلا واعدا سلاحه الإيمان والعلم والولاء والانتماء يساهم في بناء مستقبل الأردن المشرق إن شاء الله.