مع ترقب وتطلع العالم لبيئة انظف ولغد
مشرق افضل لتخفيف وطاة التغير المناخي
والاثار السلبية لهذة الظاهرة انطلقت الاحد الماضي 31 اكتوبرفعاليات قمة المناخ (كوب 26 ) بغلاسكو
في محاولة لانقاذ البشرية والكوكب من الاضرار التدميرية القاسية والشديدة لتغير
المناخ وقد اعلن رئيس المؤتمر الوك شارما خلال الافتتاحية ان هذة القمة هي
"الامل الاخير والافضل" لحصر الاحترار الحراري ب 1.5 درجة مئوية وهو
الهدف الرئيسي الاكثر طموحا في اتفاق باريس عام
2015 ان المؤتمر يهدف الى انتزاع تعهدات اكثر طموحا وواقعية لمزيد من جمع
المخصصات المالية بغية تمويل مكافحة التغير المناخي والانتهاء من الخطوات العملية
والقواعد الرئيسية في سبيل تنفيذ اتفاقية باريس وذلك بموافقة ما يقرب من 200 وقعت
عليها بالاجماع .
في 30 أيار الماضي شارك جلالة الملك عبدالله
الثاني، في أعمال قمة الشراكة من أجل النمو الأخضر والأهداف العالمية (P4G) 2030 الافتراضية التي نظمتها
كوريا الجنوبية.
وأشار جلالة الملك، في كلمة له في
القمة، إلى تأثير التغير المناخي على الأردن، والذي انعكس على شح المياه وتسبب
بتغيير خصائص النظام البيئي، مؤكدا أن المخاطر الناجمة عن التغير المناخي في بلد
واحد ينعكس على الجميع وشدد جلالته على أنّها "مسؤوليتنا المشتركة أن نعمل
لتبقى الأرض وطنا مستداما ونابضا بالحياة للجميع"
وجاء في كلمة جلالته " بالنسبة لنا في الأردن، إن تأثير التغير
المناخي أصبح حقيقة مؤلمة، فقد تسبب بتغيير شكل أجزاء من البيئة الطبيعية وخصائص
النظام البيئي بصورة جذرية، إذ ينحسر مستوى مياه البحر الميت بمعدل متر واحد
سنويا، ولدينا أحد أدنى معدلات حصة الفرد من المياه في العالم، كما أن جفاف أحواض
المياه الجوفية وانخفاض معدلات هطول الأمطار ظاهرتان مقلقتان، بينما نستمر بمشاركة
مواردنا المائية الشحيحة مع ملايين اللاجئين"
واضاف جلالته "لأننا ندرك تماما ضخامة تأثير التغير
المناخي وأبعاده الوجودية، أطلقنا أخيرا في الأردن الخطة التنفيذية الوطنية للنمو
الأخضر، والتي تركز على التعافي الأخضر من جائحة كورونا، وتتضمن إجراءات لرفع
كفاءة الطاقة، وتعزيز منعتنا وقدرتنا على التكيف في قطاعي المياه والزراعة، إضافة
إلى تعميم مفاهيم وممارسات التعامل مع التغير المناخي ضمن خطط التنمية
المحلية".
وقال جلالته "لقد حقق الأردن إنجازات في تبني أطر
شراكات بين القطاعين العام والخاص في التعامل مع التغير المناخي، كما أننا من
الدول التي وقعت اتفاقيات بيئية دولية محورية، بما فيها اتفاقية باريس للمناخ،
وبروتوكول مونتريال، واتفاقيات قمة ريو".
مشاركة جلالة الملك في مؤتمر قمة الامم
المتحدة للمناخ ) كوب ( 26 لها دلالة هامة
لما يمتلك به جلالة الملك من حكمة ورؤية ثاقبة وعقلانية في الطرح ومكانة مميزة
واستشراق للمستقبل وقبول جلالتة من قادة دول العالم فدوما حديث جلالة الملك مسموع ومرحب
به على مستوى العالم.
وهنا لابد من الاشارة الى مشاركة سمو
ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله في قمة مبادرة الشرق الاوسط الاخضر التي عقدت
مؤخرا في الرياض وعبر سمو ولي العهد عن أمله بأن تتخطى مخرجات القمة حدود الإقليم،
لأن آثار التغير المناخي لا تعترف بالحدود، حاثاً الجميع على الوقوف أمام هذا
التحدي، وأضاف سموه "نواجه في الأردن تحديات مناخية مختلفة أبرزها ندرة
المياه، فقد تأثرت مواردنا بشكل كبير جراء استقبالنا لموجات متتالية من اللجوء على
مدار العقد الماضي، ومع ذلك، فإننا لم نغفل عن أهمية الحفاظ على البيئة، فقد
استهدفت خطتنا الوطنية للنمو الأخضر 21-25 قطاعات عديدة منها الزراعة والطاقة
والمياه وإدارة النفايات"
موقعنا الجغرافي ضمن منطقة الشرق الاوسط بلد جاف او شبة جاف, بالاضافة الى وجود مساحة
كبيرة من الاراضي الصحراوية والتي ازدادت تصحرا بسبب انخفاض معدلات التساقط المطري
وبالتالي تقليل حصة الفرد من المياه
التغير المناخي حقيقة واقعية مؤلمة لها اثارها السلبية على حياة الانسان
والتوازن البيئي وهذا ما لمسناه في تناقص
واضح في كميات الامطار في السبعين سنة
الاخيرة بنسبة تتراوح ما بين 15-20% الى جانب الزيادة السكانية المتزايدة المرتبطة بالنمو السكاني المتزايد
واستقبال الاردن لاكثر من 1.4 مليون لاجي سوري مما انعكس سلبا وبشكل كبير على حصة
الفرد الاردني الى اقل من 100م3 سنويا, بحيث اقترب الاردن من خط الفقر المائي
العالمي مما جعلة يتقدم على سلم الدول الاكثر فقرا بالمياه علما بان 83% من
الاراضي الاردنية مناطق قليلة الامطار ولايزيد فيها الهطول المطري في 90% منها عن
200 ملم/السنة, بالاضافة الى اثار التغيرات المناخية التي اثرت بشكل كبير على
منطقة الشرق الاوسط ومنطقتنا الاردن بشكل خاص كونها تقع في قلب الشرق الاوسط, ولقد
شكل التغير المناخي تهديدا للأمن المائي واستدامة التنمية الاقتصادية في بلد يعاني
أصلا من شح المياه وتبرز أهم التحديات التي يواجهها الأردن في اختلال معادلة
التوازن بين الطلب والمتاح, حيث تزايد الطلب على المياه خاصة في هذا العام الذي
تناقص فيه كميات التساقط المطري بشكل كبير وخاصة جنوب المملكة.
الجامعات لديها فرصة ومسؤولية
حقيقية لتحفيز البحث العلمي وتطويرة ونشر
ثقافة البحث العلمي والتميز والابداع
والتركيز على ان البحث العلمي ليس جهد فردي فقط بل حواضن وبيئات بحثية وسياسات
واستراتيجيات وطنية وجامعية ومراكز بحثية متخصصة اضافة الى الدعم المالي المناسب
لانجاح هذة المراكز البحثية والعلوم
الهندسية والتطبيقية لتكون حواضن للعلم والمعرفة والبحث والابتكار وتحقيق النجومية
في التميز العلمي والبحثي والاختراع والتطور.
العالم الان يتجة كلة الى الاقتصاد والاستثمار الاخضر والمشاريع الكبرى
الخضراء علينا ان نكون على جاهزية عالية للتعامل مع التوجة العالمي والاقليمي في
الاستفادة من الصناديق العالمية التي بداءت تركز في برامجها على دعم الاقتصاد والاستثمارالاخضر علما بان البنك الاوروبي
لاعادة الاعمار والتنمية قد اعلن مؤخرا مع "صندوق الاستثمار الاخضر" عن
مليار دولار لدعم وتعزيز الاقتصاد والاستثمار الاخضر في 7 دول منها الاردن.
المسؤولية الوطنية تحتم علينا ان نمتلك ثقافة الوقاية من الكوارث والازمات
لخلق جيل واع متفهم لمفهوم التغير المناخي واثارة القاسية والشديدة المحتملة علينا
الامر الذي يتطلب القيام بمعالجة شاملة
ودراسة الابعاد والاثار الناجمة والعواقب للتغير المناخي ووضع التدابير التي تساعد
على التكيف والعمل على اجراءات تخفيف مسببات الاحتباس الحراري والعمل على التقاط
الاستراتيجية العالمية الجديدة وفهم
التوجة العالمي للتعامل مع التغير المناخي
حتى لانصل في يوم من الايام يصبح فيه التكيف والتخفيف من الاثار السلبية
امر صعب للغاية.
• الأستاذ
الدكتور عمر علي الخشمان
الكاتب: متخصص في هندسة المياه والبيئة
والتغير المناخي