بقلم: منذر أبو هواش القيسي
استخدم الكيان الصهيوني المحتل منذ مئة عام خلت على الوعد المشئوم كافة الوسائل المتاحة لتهويد القدس ومحي هويتها ، فمن هذه الوسائل ما اتخذ طابع القوة والقسر والإكراه ، ومنها ما اتخذ جانب الترغيب والإغراءات بكافة أنواعها ، كالتشجيع على بيع الأراضي لليهود أو للمؤسسات الاستيطانية .
وبقراءة عامة للوسائل المستخدمة نجد أن أكثر هذه الوسائل التي استخدمها الكيان الصهيوني لتهويد القدس تميل إلى الجانب الإرهابي ألقسري كان هو الجانب الأكبر الذي استعمله الكيان الصهيوني في تهويد القدس وفلسطين .
في بداية الاحتلال استخدم الكيان الصهيوني كافة وسائل الإرهاب وتفنن في قتل وتعذيب المقدسيين ، وقد شنت القوات الصهيونية عدوان غاشم على المدينة وأهلها المدنين ، قصفتها بالقنابل المحرقة جواً وأرضا ، واستخدمت كافة الأسلحة المتوفرة في ذالك الزمان ، مما أدى إلى استشهاد حوالي ثلاثة مئة من المدنين في حينها " كما هو موثق " والعدد لاشك أكبر من ذالك بكثير ، كان من بين الشهداء عائلات أبيدت بكاملها داخل المنازل والملاجئ ، كما وأحرقت ودمرت مئات العقارات السكنية والتجارية خارج سور المدينة وداخله ، وقد شمل التدمير عدد من المساجد والكنائس والمستشفيات ، بما في ذالك أجزاء من المسجد الأقصى ، ومئذنة باب حطة ، وكنيسة القديسية حنة الملقبة ب "صلاحية" وقد كان بداخلها ثلاثة مائة لاجئ من خارج المدينة ، والكنيسة المقابلة لكلية شميدت خارج باب العمود ، ومستشفى أوغستا فكتوريا في جبل الزيتون "وكان مكتظا بالجرحى والمرضى" ، وبعد توقف القتال استولت القوات الصهيونية على الكثير من الأبنية الكبيرة في المدينة ، كالمدارس والفنادق والمتاجر ودور السكن والسيارات ، وقد نهبت الكثير من محتوياتها .
وإن الناظر إلى ما يقوم به الكيان الصهيوني اليوم ليجد أنه مشابه تماما لما حصل في بداية الاحتلال ، فلازال هذا المحتل يهدم المنازل ويطرد السكان ويخرب المصالح ، بحجج واهية لا أصل لها من الصحة ، فتارة يتغطرسون ويهدمون المباني بحجة أنها غير صالحة للسكن ، وتارة بحجة عدم الترخيص ، وتارة يفرضون ضرائب عالية على سكانها الفلسطينيين والعرب بشكل لا يستطيعون تأديته .
ولقد استمرت غطرسة الكيان الصهيوني إلى يومنا هذا ، فلا يزال الاحتلال يتخذ من الإرهاب وسيلة أساسية في تهويد القدس وفلسطين ، لقد لجأت القوات الصهيونية بعيد احتلال القدس إلى وسائل إذلالية لأهل المدينة المقدسة ، فعمد إلى فرض نظام منع التجوال لساعات طويلة بحيث تشل حركة المدينة بأسرها ، وكانت تجمع سكان المدينة لساعات طويلة تحت أشعة الشمس المحرقة ، كما وساقت المئات إلى معتقلات مجهولة تعرضوا فيها إلى كافة أنواع التعذيب النفسي والجسدي ، وقد أدت هذه الغطرسة والسياسات الإرهابية إلى تهجير العديد من السكان إلى خارج المدينة .