كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو "الصناعة والتجارة” تطرح عطاء لشراء قمح وشعير ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين العدوان على غزة يدخل يومه 412 والاحتلال يوصل ارتكاب المجازر جلسة تعريفية بالبرنامج الوطني للتشغيل في غرفة تجارة الزرقاء ناجحون في الامتحان التنافسي - سماء 3 وفيات و8 اصابات بحوادث على طرق خارجية وداخلية 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا شمال غزة

القسم : بوابة الحقيقة
العبث الأميركي بالمنظومة الدولية
نشر بتاريخ : 12/16/2017 3:21:19 PM
د هايل ودعان الدعجة


بقلم: د. هايل ودعان الدعجة

تنتاب العالم حالة من القلق وهو يتابع التصرفات والمواقف غير المسؤولة الصادرة عن الإدارة الأميركية الحالية ، وقد انعكست بارتداداتها السلبية في كل الاتجاهات تقريبا ، كما تؤشر الى ذلك علاقات الولايات المتحدة المتوترة مع معظم الأطراف الدولية على وقع قضايا وملفات خلافية لم تراعى فيها مصالح هذه الأطراف . وبدا ان الرئيس دونالد ترامب أسير عقلية الصفقات التجارية التي تغلف شخصيته والتي تجنح الى المغامرة والمقامرة على حساب العقلية السياسية التي تتطلب الحكمة والاتزان عند التعاطي مع الاحداث ، خاصة ان بلاده هي التي تقود المنظومة الدولية وتتحكم بحركتها ، ما يتطلب منه ضبط إيقاعها بالتعاون مع الأطراف الدولية الأخرى ومراعاة مصالحها والأدوات والاليات التي تتحكم بهذه الحركة من مؤسسات ومنظمات وقوانين وتشريعات دولية ، وبما يضمن عدم مخالفتها وانتهاكها لاعتبارات وحسابات خاصة . كما هو حال قرار الرئيس ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي بصورة مخالفة للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية التي اتخذت بالاصل لحل القضية الفلسطينية الناجمة عن الاحتلال الإسرائيلي . والذي يفترض فيه مراعاتها واحترامها والالتزام بها عندما تقمص دور الراعي والوسيط في مفاوضات السلام بين طرفي الصراع الفلسطيني والاسرائيلي ، وذلك من اجل حماية المنظومة الدولية من أي اختراقات  او تهديدات قد تعترض طريقها . ولكنه بدلا من ذلك قام بتوجيه ضربة قاسمة للعملية السلمية ( التي يرعاها ) ، عندما قرر الانحياز الفاضح للاحتلال الاسرائيلي والوفوف الى جانبه كطرف في هذا الصراع ، منهيا  بذلك دور الولايات المتحدة كراع للسلام ، بعد ان فقدت الحيادية والصدقية وباتت غير مؤهلة للقيام بهذا الدور .الامر الذي ستكون له تداعيات خطيرة على امن المنطقة واستقرارها ، وعلى الجهود الدولية في محاربة التطرف والإرهاب في ظل هذه الأجواء السلبية التي تبعث على اليأس والإحباط والخيبة لتشكل بيئة مناسبة للتنظيمات الإرهابية التي ستعمد الى توظيفها في الترويج لاجنداتها المتطرفة . ما أدى الى ردود فعل عربية وإسلامية وعالمية غاضبة ورافضة لهذا القرار الذي يعد انتهاكا ومخالفا للقانون الدولي ولاعلان واشنطن 1994 ، ومعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية وتفاهمات اوسلو وميثاق الأمم المتحدة والقرارات والمواثيق الدولية  ، التي تعتبر مسألة القدس من قضايا الوضع النهائي التي سيحسم امرها بالتفاوض ، وان الأراضي العربية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس أراضي محتلة ، ولا سيادة لإسرائيل عليها . حيث رفضت جميع دول العالم القرار الأميركي ، معلنة احترامها لقرارات الشرعية الدولية وبانها ستواصل التزامها بحل الدولتين ، إضافة الى عدم اعترافها بالقدس عاصمة لاسرائيل باعتبارها مدينة محتلة ، لتبقى الولايات المتحدة وحيدة ومنعزلة جراء موقفها الارعن والمدان على وقع هذا الملف الخطير .

ان مثل هذه الأجواء التي لا تبعث على الثقة والارتياح ،  الى جانب التوتر الذي ساد علاقات دول الاتحاد الاوروبي مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس ترامب على اثر ظهور خلافات حول ملفات ( واتفاقيات ) امنية وسياسية واقتصادية بين الطرفين ، وكذلك الحال مع اطراف دولية أخرى في اسيا والمحيط الهادي وأميركا الشمالية ، قد تدفع دول أوروبا الى جانب هذه الأطراف الى إعادة النظر بعلاقاتها بالولايات المتحدة ، وربما التفكير بدخول تحالفات ومحاور جديدة بصورة قد تؤدي الى تغيير معالم المنظومة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة ، بحيث تتحول من الأحادية الى الثنائية وربما متعددة الأقطاب ، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه جراء التصرفات الأميركية اللامسؤولة وفي عهد الإدارة الأميركية الحالية تحديدا ، وبالشكل الذي ستقرره نتائج هذا التحول ، الذي سيكون بمثابة الإعلان عن رفض العبث الأميركي بالمنظومة الدولية ، بعد ان تاهت بوصلة الإدارة الأميركية ومواقفها وسياساتها واخذت تثير الخوف والقلق في كل اتجاهات الخارطة العالمية .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023