كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو "الصناعة والتجارة” تطرح عطاء لشراء قمح وشعير ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين العدوان على غزة يدخل يومه 412 والاحتلال يوصل ارتكاب المجازر جلسة تعريفية بالبرنامج الوطني للتشغيل في غرفة تجارة الزرقاء ناجحون في الامتحان التنافسي - سماء 3 وفيات و8 اصابات بحوادث على طرق خارجية وداخلية 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا شمال غزة

القسم : بوابة الحقيقة
استهداف المنطقة
نشر بتاريخ : 11/18/2017 2:01:22 PM
د هايل ودعان الدعجة

بقلم: د. هايل ودعان الدعجة

اصعب ما يمر به المواطن العربي في هذه الفترة ، مشاهدته لما حل ويحل بالمنظومة العربية التي ينتمي اليها من ضعف واستباحة واستهداف لمكوناتها العروبية على يد قوى دولية وإقليمية ، في الوقت الذي توسعت فيه مداركه وافاق فهمه ومعرفته ، لما يحاك لامته من مؤامرات وسيناريوهات عدائية على يد هذه القوى وبات بصورتها الكاملة ، ولكنه يقف عاجزا عن احداث التغيير الذي يرى انه من الممكن ان ينقذ الامة من براثن الكوارث والويلات التي اصابتها ، خاصة وهو يشاهد كيف تحول الشقيق الى أداة بيد الغريب لضرب شقيقه مع ان كلاهما في دائرة الاستهداف على قاعدة ( اكلت يوم اكل الثور الأبيض ) ، ووفقا للسيناريو الذي اعده هذا الغريب الطامع بهما .

 ولو اسقطنا هذا الكلام على الاحداث التي تشهدها المنطقة ، وتحديدا في سورية والعراق ، فلربما أكتشفنا وتأكدنا من صحة ما ذهبنا اليه وسط التناقضات التي يحفل بها المشهد هناك ، حتى اننا قد نصاب بالحيرة ونحن نحاول ان نفسر ما يحدث . فاميركا مثلا لم تدخل في صراع حقيقي مع ايران التي تدعم الارهاب وتهدد مصالحها كما تدعي ، وانها غير جادة في سياسة الحد من نفوذها ومحاصرتها وتطويقها في سورية والعراق واليمن ولبنان عبر اذرعها الطائفية المسلحة ، وان هناك من يرى بان التهديد الذي تشكله ايران وميليشياتها المسلحة في المنطقة يخدم المصالح الأميركية من خلال تخويف بعض الدول العربية وتحديدا الدول الخليجية به ، ونهب خيراتها واموالها بحجة الدفاع عنها ضد هذا الخطر الذي يتهددها ، واميركا التي تغاضت عن الاتفاق النووي الإيراني  كانت قد خاضت حربا تدميرية ضد العراق وسلمته لإيران . في الوقت الذي دعمت فيه إسرائيل وشجعتها على تدمير المفاعل النووي العراقي وهو ما زال قيد الانشاء . إضافة الى ان اميركا متهمة في توظيف البعد الطائفي في اذكاء نيران الفتنة الطائفية والاقتتال المذهبي في المنطقة ، كأداة من أدوات الفوضى الخلاقة التي بشرت بها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كونداليزا رايس . وساهمت بالصاق تهمة الإرهاب بالمكون السني ، واصباغها تنظيم داعش بالصبغة السنية رغم انه من صناعتها  بهدف تقسيم المنطقة ، كما تقول وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلنتون ايضا في كتابها خيارات صعبة. حتى ان حليفها الإسرائيلي الذي خاضت من اجله حروبا مدمرة في المنطقة ، لم يحرك ساكنا هو الاخر لجهة استهداف المفاعل النووي الإيراني ، ولم يحاول منع اقتراب الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله من المنطقة الحدودية معه في الجولان . واذا كانت إسرائيل تستهدف مواقع حزب الله في جنوب لبنان فعلا ، فلماذا لم تقم بضربها والاستيلاء عليها اثناء مشاركة عناصر الحزب في الاحداث السورية مثلا .

 لقد تكرس الانطباع وتعمقت القناعة بان التنظيمات الإرهابية مثل داعش وغيرها هي صناعة القوى الإقليمية والدولية نفسها ، والتي تدعي محاربة الإرهاب ، مع ان أيا منها لم يفعل ذلك . فروسيا مثلا تتهم الولايات المتحدة بانها تتواطئ مع تنظيم داعش ، وتقوم بتأمين ممرات امنة له للانتقال بين المناطق السورية والعراقية المختلفة ، كما هو الحال في الرقة ودير الزور ( والانبار ) . وروسيا متهمة بانها لا تستهدف التنظيمات الإرهابية ، بل تستهدف المعارضة المعتدلة ، وتمعن بقتل المدنيين واستهداف المدارس والمستشفيات والمرافق العامة والبنى التحتية في سورية ، وتسعى الى تمييع محادثات جنيف ، والاستعاضة عنها بمحادثات من إخراجها كأستانا وسوتشي ، وبما يتوافق وتحقيق مصالحها ، وانها تصر على بقاء الرئيس السوري بشار الأسد لشرعنة تدخلها وتوسيع نفوذها في سورية . إضافة الى ان القوات الإيرانية وميليشياتها المسلحة تكثف تحركاتها وتواجدها في المناطق السورية المختلفة وفي المنطقة الحدودية السورية العراقية ، تنفيذا لمشروعها البري الرامي الى ربط حدودها بلبنان والبحر المتوسط عبر هذه المنطقة الحدودية ، وتعمد ايضا الى ممارسة سياسة التطهير الطائفي والديمغرافي في الاحياء السنية بعد مهاجمتها وتحريرها من التنظيمات الإرهابية التي مهدت امامها ( ايران ) الطريق للسيطرة عليها ، فتظهر امام الأطراف الدولية التي تدعي محاربة الإرهاب وكأنها تقوم بهذه المهمة هي أيضا ، ما يعزز من ثقة هذه الأطراف في الاعتماد عليها  وبصورة من شأنها تعزيز حضورها في المشهد الإقليمي ايضا . من جهة أخرى ، فان تركيا متهمة هي الاخرى بإدخال الجماعات الإرهابية الى سورية بهدف اسقاط نظام الأسد وضرب المشروع الكردي الذي يهدد امنها القومي .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023