مؤتمر التعدين الاردني الدولي العاشر ينطلق السبت المقبل الوحدات يفرط بصدارته الآسيوية توقيف موظف سابق في أمانة عمان احتال على مواطن مستثمرًا وظيفته الملك يلتقي في بروكسل أمين عام الناتو ووزراء خارجية الدول الأعضاء فيه نصراوين تعليقا على فصل الجراح : يجب تأييد قرار الفصل بقرار قضائي قطعي من المحكمة الإدارية مصدر رسمي : (حمزة الطوباسي) مرشح الشباب هو من يخلف الجراح إذا قرار الفصل اصبح قطعيا رئيس كوريا الجنوبية يعلن الأحكام العرفية.. والجيش يرفع حالة التأهب أسرة جامعة جرش تنعى عميد كلية تكنولوجيا المعلومات النائب الجراح: قرار فصلي من الحزب مفاجئ وسأطعن به أمام المحكمة الحزبية.. فيديو الصفدي يبحث مع وزير الخارجية التركي والمبعوث الأممي تطورات الأوضاع في سوريا والعدوان على غزة رئيس هيئة الأركان المشتركة يزور واجهتي المنطقتين العسكريتين الشمالية والشرقية وزيرة التنمية ترعى افتتاح أعمال الندوة الإقليمية حول حماية المرأة من العنف الإقتصادي نائب امين عام حزب العمال لـ"الحقيقة الدولية": "الاحتيال" احد أسباب فصل النائب الجراح مدير عام الغذاء والدواء يطلع خلال جولة ميدانية على مشروع بيض المائدة الذكي "خارجية الأعيان" تناقش تطورات الأوضاع في المنطقة

القسم : مقالات مختاره
أعلام التأزيم !!
نشر بتاريخ : 6/12/2017 12:22:32 PM
خيري منصور



خيري منصور

الاعلام شأن كل نشاط او حراك انساني ليس متجانسا، فمنه المسيّس والمسيّر والمؤدلج والغوبلزي نسبة الى غوبلز وزير الاعلام النازي، وقد يكون الاعلام النزيه او الموضوعي مطلبا عسير المنال في عالم مُتصارع، وكما ان المثقفين تبعا لما يقوله غرامشي يعبرون عن مصالح الفئات والطبقات التي ينتسبون اليها فإن الاعلامي ايضا كذلك، وان كان تعبيره اقرب الى المباشرة بسبب مهنته المرتبطة بالاحداث المتسارعة .

لكن ما اعنيه باعلام التأزيم هو الاعلام الذي لا يطيق البطالة عن الحروب، فإن لم يجدها يسعى الى اختراعها لهذا فهو لا يحلل الازمات او يحاول البحث عن مخارج لانفراجها بدلا من انفجارها بقدر ما يتغذى من الازمات، لأن معجمه سلبي وله نزعة هجائية، وقد ادى فائض الفضائيات في العالم الى فائض ايضا في اعلام التأزيم، لأن البث على مدار الساعة وعلى امتداد الليل والنهار يتطلب مادة لملء الفراغ، وكأن التكرار الممل للكثير من البرامج لا يكفي !

اعلام التأزيم يصاب بالانيميا والذبول اذا لم تكن هناك صراعات دامية، لأن ثقافته ومرجعياته كلها ذات علاقة عضوية بالازمات وليس لديه ما يقوله في الظروف العادية، رغم ان ما يعج به هذا الكوكب من كوارث مناخية واقتصادية إضافة الى مليارات المتسولين والمشردين لا يصلح للمقاربات والمعالجات الساخنة، وقد عرف العرب في خمسينيات وستينيات القرن الماضي نمطا من هذا الإعلام الذي تحول احيانا الى صراع ديكة تنتف ريش بعضها وتنقر رؤوس بعضها حتى تنزف من الدم اكثر مما تنزف من الحبر !

الاعلام بحكم اشتقاقه اللغوي على الاقل له وظائف اخرى، وقد لا ينتظر الازمات كي يتغذى من نزيفها، لكن عصرنا الذي تراجعت فيه القيم والمفاهيم كلها لصالح السوق اصبح مجالا بالغ الحيوية لتجريب كل الاساليب بلا اية روادع، والحصيلة ركام من الهجاء المتبادل وحمولة من مفردات التخوين والتكفير والهجاء سيعاني منها جيل لا ناقة له ولا بعير في كل ازمات هذا الجيل !

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023