الإعلان عن استشهاد الطبيب البرش المعتقل من مستشفى الشفاء خبير الزلازل الهولندي الشهير يحذر من ظاهرة على سواحل المتوسط السيسي يوجه مدبولي بدعم مخصصات صندوق طوارئ العمال وحوار لطيف بينهما حول حجم الزيادة الكرملين يعلق على الضربة المحتملة ضد جسر القرم ولي العهد يزور الوكيل أول متقاعد إبراهيم الختالين تحديد سقوف سعرية لدجاج “النتافات” و”باب المزرعة” وللموزعين تفاصيل جديدة من الأمن حول حريق هنجر في بلعما السعودية تعلن تنفيذ حكم الإعدام بحق مواطن بتهمة "ارتكابه أفعالا مجرمة تنطوي على خيانة وطنه" 13 ألف سائح داخلي في "أردننا جنة" الخميس المفرق.. الدفاع المدني يتعامل مع حريق في بلعما - فيديو "ديوان أبناء الكرك" في عمّان يُهنئ عمال الوطن في عيدهم" “الصناعة والتجارة” تثبت سعر بيع الشعير والنخالة خلال أيار الملك يؤكد استمرار الأردن بدوره الديني والتاريخي في حماية المقدسات بالقدس تقرير: "إسرائيل" تحتجز جثامين 500 فلسطيني بينهم 58 منذ بداية العام "المركزي” يثبت أسعار الفائدة على أدوات السياسة النقدية

القسم : مقالات مختاره
أعلام التأزيم !!
نشر بتاريخ : 6/12/2017 12:22:32 PM
خيري منصور



خيري منصور

الاعلام شأن كل نشاط او حراك انساني ليس متجانسا، فمنه المسيّس والمسيّر والمؤدلج والغوبلزي نسبة الى غوبلز وزير الاعلام النازي، وقد يكون الاعلام النزيه او الموضوعي مطلبا عسير المنال في عالم مُتصارع، وكما ان المثقفين تبعا لما يقوله غرامشي يعبرون عن مصالح الفئات والطبقات التي ينتسبون اليها فإن الاعلامي ايضا كذلك، وان كان تعبيره اقرب الى المباشرة بسبب مهنته المرتبطة بالاحداث المتسارعة .

لكن ما اعنيه باعلام التأزيم هو الاعلام الذي لا يطيق البطالة عن الحروب، فإن لم يجدها يسعى الى اختراعها لهذا فهو لا يحلل الازمات او يحاول البحث عن مخارج لانفراجها بدلا من انفجارها بقدر ما يتغذى من الازمات، لأن معجمه سلبي وله نزعة هجائية، وقد ادى فائض الفضائيات في العالم الى فائض ايضا في اعلام التأزيم، لأن البث على مدار الساعة وعلى امتداد الليل والنهار يتطلب مادة لملء الفراغ، وكأن التكرار الممل للكثير من البرامج لا يكفي !

اعلام التأزيم يصاب بالانيميا والذبول اذا لم تكن هناك صراعات دامية، لأن ثقافته ومرجعياته كلها ذات علاقة عضوية بالازمات وليس لديه ما يقوله في الظروف العادية، رغم ان ما يعج به هذا الكوكب من كوارث مناخية واقتصادية إضافة الى مليارات المتسولين والمشردين لا يصلح للمقاربات والمعالجات الساخنة، وقد عرف العرب في خمسينيات وستينيات القرن الماضي نمطا من هذا الإعلام الذي تحول احيانا الى صراع ديكة تنتف ريش بعضها وتنقر رؤوس بعضها حتى تنزف من الدم اكثر مما تنزف من الحبر !

الاعلام بحكم اشتقاقه اللغوي على الاقل له وظائف اخرى، وقد لا ينتظر الازمات كي يتغذى من نزيفها، لكن عصرنا الذي تراجعت فيه القيم والمفاهيم كلها لصالح السوق اصبح مجالا بالغ الحيوية لتجريب كل الاساليب بلا اية روادع، والحصيلة ركام من الهجاء المتبادل وحمولة من مفردات التخوين والتكفير والهجاء سيعاني منها جيل لا ناقة له ولا بعير في كل ازمات هذا الجيل !

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023