كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو "الصناعة والتجارة” تطرح عطاء لشراء قمح وشعير ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين العدوان على غزة يدخل يومه 412 والاحتلال يوصل ارتكاب المجازر جلسة تعريفية بالبرنامج الوطني للتشغيل في غرفة تجارة الزرقاء ناجحون في الامتحان التنافسي - سماء 3 وفيات و8 اصابات بحوادث على طرق خارجية وداخلية 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا شمال غزة

القسم : بوابة الحقيقة
المشكلة فينا
نشر بتاريخ : 6/10/2017 12:30:43 PM
د هايل ودعان الدعجة
 
بقلم: د . هايل ودعان الدعجة
 
ربما لا توجد منطقة في االعالم تعاني من فوضى وازمات وأوضاع صعبة مثل منطقتنا التي ارهقتها هذه الويلات والمصائب ، فلا تكاد تمضي ازمة الا وتحل مكانها ازمة اخرى ، باعتبارها مشبعة بالعوامل والظروف المساعدة على اظهارها واثارتها وبالوقت المناسب الذي يقرره غيرنا ، كونها تمتلك الكثير من الثروات والموارد التي يستهدفها هذا الغير ، لتعزيز حضوره ومكانته ونفوذه في الساحة الإقليمية والدولية على حساب دول المنطقة ، التي عليها ان تبقى تعيش في دائرة الخلافات والتوترات القابلة للاشتعال في الوقت الذي يقرره غيرنا ، الذي يمتلك الاسباب ( المفاتيح ) لتثويرها وبما يتناسب ومصالحه . ما يعني ان دول المنطقة مهيأة للتدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية مع وجود الكثير من المبررات التي تبرر هذا التدخل وبضوء اخضر داخلي . ولو اسقطنا هذا الكلام على الأقطار العربية والإسلامية ، لوجدنا انها ورغم ما تمتلكه من عناصر قوة ووحدة ، الا انها مخترقة ويعاب عليها كثرة الخلافات فيما بينها ، بطريقة أسهمت في تباعد مواقفها حيال قضايا وملفات مشتركة ، وبات من الصعب عليها التوافق والتفاهم على موقف معين من شأنه ان يعكس وجهة نظر موحدة ، تجعل الاخر يحسب لها حساب ، بدلا من التسلل من ثغرة الخلاف ، والتعاطي مع كل قطر على حده ، وبلغة لا تخلو من التحريض واثارة الفتن بين اقطار المنظومة الواحدة حتى تبقى دائما بحاجة الى مساعدة الغريب على القريب . وهذا بالضبط ما يحدث في منطقتنا التي عليها ان تبقى دوما مشغولة بالاقتتال والحروب وغيرها يبحث عن وسائل التقدم والتطور ، لتحقيق المزيد من المكتسبات الحضارية والعصرية . واذا ما تم التفكير بعقد قمة او ملتقى عربي او إسلاميمثلا ، فان الاهتمام ينصب على معرفة مستوى التمثيل ، وما اذا كان على مستوى الزعماء ام اقل من ذلك . ما يعكس الانطباع لدى الكثيرين بوجود خلافات واجواء مشحونة بين قيادات بعض الدول العربية والاسلامية .
واللافت ان هذا الاخر اذا ما استهدف دولة عربية او إسلامية عمد الى تنفيذ مخططه بايدي عربية وإسلامية ، واذا بالجميع بدائرة الاستهداف كما حصل مع العراق أيام الرئيس صدام حسين ، عندما انضم ( الاشقاء ) الى حلف الأعداء ، واسهموا بهدم الجدار العراقي الدفاعي الذي كان يحميهم من ايران ، التي شعرت بان الأمور باتت مهيأة لتنفيذ مشروعها الطائفي في المنطقة .

والملاحظ أيضا ان هذه العدوى انتقلت الى الشعوب العربية والإسلامية ، ويكفي ان تطرح قضية عربية او إسلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثلا او أي وسيلة اتصال أخرى ، لتكتشف التباين والاختلاف في المواقف ، وصعوبة التوافق على رأي واحد ، فاذا بنا امام معركة كلامية شرسة كفيلة باعطائنا فكرة عن حجم الخلافات الداخلية ، حيث يدعي كل طرف انه يمتلك الحقيقة وانه على صواب ، وما يطرحه يمثل الراي السديد وعلى بقية الأطراف اعتماده وتبنيه . حتى ان بعض اطراف هذا النزاع ، لا يتوانى عن الاستشهاد بمصادر خارجية إسرائيلية وغربية ، لدعم موقفه وتعزيزه . الامر الذي يمكن ان يستدل عليه من طرح قضايا عربية للنقاش على طاولة وسائل التواصل الاجتماعي ، كالقضية الفلسطينية والموقف من فتح او حماس .. من مفاوضات السلام او المقاومة . وهناك أيضا الازمة السورية والموقف من النظام السوري او المعارضة ، والأوضاع في العراق والموقف من السنة والشيعة والاكراد ، دون ان نغفل الموقف من ايران واذرعها الطائفية كحزب الله وجماعة الحوثي والحشد الشعبي . إضافة الى الموقف من الازمة الخليجية الأخيرة التي تفجرت على وقع قيام كل من السعودية والامارات والبحرين ومصر بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر .

 ما يؤكد ان المشكلة فينا نحن ، وان الاجواء الداخلية مهيأة لتمرير اجندات خارجية ، وتنفيذ حروب خارجية تستهدف امن الأقطار العربية والإسلامية ووجودها واقتصادها وثرواتها وخيراتها ، فعندما تكون في صف الأعداء ضد اقطار شقيقة وصديقة ، فلا عجب ان تكون الهدف القادم على قاعدة اكلت يوم اكل الثور الابيض !! .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023