بقلم: زيدون الحديد
تتصاعد الأحداث والحروب في منطقة الشرق
الأوسط وتتجلى أهمية استعادة خدمة العلم كوسيلة لتحصين الجبهة الداخلية وتعزيز
الوطنية لدى الشباب الأردني، فتأثر الدول المجاورة بالصراعات المستمرة، يزيد من
الحاجة إلى بناء مجتمع قوي وموحد يمكنه مواجهة التحديات.
فالأوضاع الأمنية المتقلبة التي تعيشها
منطقة الشرق الأوسط، يبرز التحدي الكبير الذي يواجه الدول في تأهيل شبابها لمواجهة
المخاطر المتزايدة، وإن عودة خدمة العلم لنا كأردنيين ليست مجرد إجراء عسكري، بل هي
خطوة إستراتيجية تهدف إلى بناء جيل قادر على التصدي للتحديات الراهنة والمستقبلية،
وضمان استقرار الوطن في وجه الفوضى الإقليمية.
فاليوم تشير الأزمات المتكررة إلى
ضرورة وجود شباب أردني مدرب ومؤهل، وهذا لن يكون إلا بخدمة العلم التي توفر بيئة
مثالية لتدريب الشباب على مهارات أساسية، مثل القيادة والعمل الجماعي والتفكير
النقدي، والذي من خلال هذه الخدمة سيحصل الشباب على تجربة عملية تعزز من قدراتهم
على مواجهة التحديات، مما يجعلهم عناصر فاعلة في المجتمع.
أيضا لا ننسى أن خدمة العلم تعتبر فرصة
لتعزيز الهوية الوطنية، في زمن تتداخل فيه الحدود الثقافية والسياسية كوننا أصبحنا
بحاجة إلى شعور أقوى للانتماء وتقوية الوحدة الوطنية.
وللعودة إلى صراعات المنطقة تتطلب
الفوضى الإقليمية الحالية وجود قادة مدربين ومؤهلين يمكنهم التصدي للأزمات بطريقة
فعالة، من خلال خدمة العلم، كي تعطي الشباب الأدوات اللازمة لفهم الديناميات
السياسية والاجتماعية في المنطقة، مما يمكنهم من اتخاذ قرارات مستنيرة تساهم في
استقرار المجتمع.
أما على صعيد الاستثمار فخدمة العلم
تعتبر استثمارًا في مستقبل الشباب فالأمر لا يقتصر على حماية الوطن فحسب، بل هم
أيضًا من سيقودون مسيرة التنمية والتقدم، وإن بناء جيل يمتلك المهارات اللازمة
لتحديات القرن الحادي والعشرين يعني ضمان استمرارية الأمن والاستقرار في المستقبل.
في النهاية علينا القول إنه وفي ظل الظروف
الأمنية المتقلبة، أصبح من الضروري إعادة النظر في كيفية تأهيل الشباب لمواجهة
المخاطر، وعودة خدمة العلم بشكل أكثر جدية كونها تمثل فرصة ذهبية لبناء رجال نخب
يعتمد عليهم الوطن في المستقبل، وذلك من خلال تعزيز الهوية الوطنية، وتطوير
المهارات القيادية، وتحقيق الوحدة.
فعودة خدمة العلم في الأردن اليوم تلعب دورًا
حاسمًا في تشكيل مستقبل أكثر استقرارًا وأمانًا، كون الخدمة ليست فقط واجبًا
وطنيًا، بل هي استثمار في بناء جيل يملك القدرة على التصدي للتحديات الراهنة
والأزمات المستمرة التي تعصف بالمنطقة.