بقلم: عصمت طاهات
من المعروف تمامًا أن الوطن هو أعز
وأغلى ما يملكه الإنسان، وبدون الوطن يصبح الإنسان كالسمك بدون ماء. حرارة الأرض
في الوطن خير من عدّ النقود في الخارج، وحماية الوطن واجب على كل حرٍّ طاهرٍ شريف،
فلا أمان بدون وطن ولا وطن بدون أمان.
تبقى أرواحنا متعلقة بتراب الوطن؛ إن
سافرنا نشتاق إلى العودة إليه، والحفاظ على إرث الوطن وهويته وتاريخه جزء من
الاعتزاز به، ويجعل الإنسان حريصًا على أن ينمي وطنه ويسجل اسمه في كتب التاريخ
العظيمة.
للأسف الشديد، نرى البعض منا منذ سنوات
طويلة يستغل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ويحولهما إلى منصات انتقاد وإساءة
للوطن والتشهير به والحط من مقدراته. يظهر علينا البعض منهم متبجحين بأن وطني
الأردني يعاني الويل وأنه بلد فقير لا يمتلك مواطنوه قوت يومهم.
طيب: إذا كانت الأمور هكذا، والتصريحات
والدعايات وحملات التشهير بوطني الأردني يستمتع فيها أصحاب النفوس المريضة
الحاقدين على أردن العز والكرامة، فلماذا نجد الدينار الأردني من أقوى العملات في
العالم؟ ونجد آخرين منهم يؤكدون بأن سبب قوة الدينار الأردني يعود إلى المعونات
الخارجية التي تأتي للأردن من دول عدة، وهذا الادعاء بطبيعة الحال غير صحيح على
الإطلاق، لأن وطني الأردني الشامخ هو من أكبر الدول التي تمتلك الفوسفات في
العالم. والأردن أيضًا من أفضل الدول المصدرة للعمالة الأمينة المخلصة الوفية
الماهرة، وهذه العمالة بالطبع تدعم الأردن بالتحويلات الخارجية، حيث بلغت هذه
التحويلات في العام الماضي 2023 حوالي ثلاثة مليارات ونصف المليار دولار. وهناك
بعض التقارير الدولية تؤكد أن أكثر من خمسة وسبعين بالمئة من المحتوى العربي على
الإنترنت مصدره الأردن. كما يعتبر الأردن من أفضل الوجهات السياحية في العالم لعام
2023، حيث وصلت إيرادات السياحة إلى حوالي سبعة مليارات دولار، إضافة إلى أن
الأردن العظيم يمتلك احتياطيًا كبيرًا من اليورانيوم الخام، ولهذا السبب تم إنشاء
محطة مفاعل نووي للبحوث والتدريب عام 2016.
من هنا نؤكد أن الأردن قوي بأهله ولا
يعتمد على أي معونات خارجية، بل على سواعد رجاله وأبنائه ومحصول أرضه، وأن العملة
الأردنية تعتبر واحدة من أقوى أربع عملات عربية في العالم.
هذا هو وطني الأردني، المحمي بقدرة
الله من كل عين حاسدة ونفس لئيمة حاقدة. بارك الله بوطني الأردني الشامخ وسلمه من
كل مكروه.