بقلم: زيدون الحديد
مع اقتراب موعد الانتخابات، يترقب
الناس بفارغ الصبر الإعلان عن القوائم الحزبية، وهي القوائم التي ستمثلهم في مجلس
النواب العشرين، إلا أن الردود التي ستتلقاها هذه القوائم من المؤكد انها ليست دائما
إيجابية، بل تمتزج بين الاستياء والانتقادات اللاذعة.
فالحزب عندما يعلن عن قائمته، ستتنوع
ردود الفعل بشكل كبير، ومن بينها تلك التي تتسم بالحدة والتشاؤم، “هذه القائمة
تمثل كل ما هو سيئ في السياسة!”، هذه هي إحدى العبارات التي ستتردد بعد إعلان
قوائم بعض الأحزاب، وستعكس هذه العبارة عدم الرضا التام عن التمثيل السياسي الذي
يقدمه الحزب المعني.
ومن المؤكد أن مثل هذه الردود الحادة
ستساهم في تفاقم التوترات السياسية لبعض الأحزاب، حيث يصعب عليها التعبير عن الرؤى
والبرامج بشكل يلامس توقعات وآمال الناخبين، إلا ان البعض الآخر سيسير ولن يلتفت
لها كونه حزب بني على أسس سليمة وقوية بعكس الآخرين وهذا ما سيميز بعضها عن الآخر.
إلا أن الجديد في هذه الانتخابات سيكون
مدى تأثير دخول حقبة الأحزاب السياسية على البرلمانيين التقليديين، حيث تعتبر
مصدرا جديدا للتنافسية في الانتخابات، فأصبحت تمثل هذه الأحزاب التحدي الذي يتطلب
من البرلمانيين القدامى إعادة تقييم إستراتيجياتهم السياسية والانتخابية.
فالقوانين التشريعية الجديدة التي تم
تبنيها قد تكون أيضا سببا في انسحاب بعض البرلمانيين القدامى، إذ قد تجعل
التعديلات والتغييرات في النظام الانتخابي أو في شروط الانتخابات الجديدة صعوبة في
المنافسة.
أما على صعيد التغيير فستكون هناك
تغييرات جوهرية يصاحبها انسحابات متوقعة من الداخل الحزبي وهو ما سيبلور الأحزاب
بوجهة نظري ويجعلها أكثر ديناميكية، حيث قد تتسبب في إعادة توزيع القوى داخل الحزب
وفي المستقبل داخل البرلمان والمؤسسات السياسية الأخرى، كما قد تفتح الباب أمام
وجوه جديدة للتنافس في الانتخابات المقبلة وغيرها.
لنعود مرة أخرى الى إعلان أسماء
المرشحين وهي بلا أدنى شك ستكون نقطة تحول حاسمة في العملية الانتخابية، كون هذه
الأسماء ستعبر عن حالة الاستقرار في الساحة السياسية الحزبية، وستهيئها بشكل محكم في محاولة لإعادة هندسة المشهد
السياسي وزرع وجوه جديدة في البرلمان القادم .
هذه الوجوه الجديدة ستحفز الناخبين
لاختيار مرشحيهم وقوائمهم بحسب توجهات
وبرامج المرشح والحزب، لكنه في الوقت ذاته يخلق مناخا لتحديات جديدة، حيث ينبغي
على الأحزاب التفكير في كيفية الحفاظ على ديناميكيتها وجذب الناخبين.
لكن التحدي الأكبر باعتقادي لهذه
الأحزاب والتي من المتوقع أن تكون هي ردود الفعل الحادة من قبل المرشحين القدامى،
الذين قد يشعرون بالتهديد، مما يضاعف التحديات الكبيرة أمام الأحزاب في الحفاظ على
قاعدة داعمة وثابتة لهم كونهم جزءا من هذه الأحزاب.
في النهاية دعوني أقولها وبكل صراحة،
هذا كله ليس مهم بالنسبة لنا ولمستقبلنا، كونه متوقع بكل تأكيد وهو واقع لأي تغيير
أو تبديل جريء، ألا أن ما يأملونا أن القادم السياسي مبشر هو وجود روح جديدة ووجوه
جديدة في الحياة السياسية، يمكنها أن تسهم هذه التغييرات وإعادة هندسة المشهد
السياسي، مما يعني تحفيزا للحوار السياسي وتجديدا للفرص المتاحة للمواطنين
للاختيار بحرية.