كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو "الصناعة والتجارة” تطرح عطاء لشراء قمح وشعير ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين العدوان على غزة يدخل يومه 412 والاحتلال يوصل ارتكاب المجازر جلسة تعريفية بالبرنامج الوطني للتشغيل في غرفة تجارة الزرقاء ناجحون في الامتحان التنافسي - سماء 3 وفيات و8 اصابات بحوادث على طرق خارجية وداخلية 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا شمال غزة

القسم : بوابة الحقيقة
تحركنا السلبيات.. ولا تحركنا الايجابيات
نشر بتاريخ : 6/12/2024 1:54:17 PM
د هايل ودعان الدعجة


بقلم: د. هايل ودعان الدعجة

 

من الامور اللافتة في تعاطينا مع منصات التواصل في القضايا والامور التي تخص الوطن ، ذلك التفاعل الذي نبديه مع الاحداث والاخبار التي يمكن وصفها بالسلبية ، بحيث نطلق العنان لتعليقاتنا بمجرد ظهورها وسماعها ، حتى دون التحقق من صحتها ، طالما حفزتنا وحركت ما بداخلنا من نوازع جعلت منها مادة نتداولها وتتصدر احاديثنا ، لنتناولها بالهجوم وتوجيه الانتقادات . الامر الذي لا نقابله بنفس التفاعل والاهتمام اذا ما حصل العكس وكانت الصورة ايجابية ، تتحدث عن انجاز او نجاح مثلا قد يحصل او يتحقق هنا او هناك . وكأن هذه هي ساحتنا ومساحتنا التي نمارس عليها تعليقاتنا .. بحيث تحركنا السلبيات .. ولا تحركنا الايجابيات . ولربما نشعر بالخذلان والاحباط إن حدث ما يغير او يعكر صفو الصورة السلبية التي تجسد البيئة التي نتفاعل معها ..!! ويبدأ يدفع بها بالاتجاه  المقابل ، الذي سيحد من مشاركتنا وتفاعلنا واهتمامنا .

وهذا ربما ما يفسر اجواء او بيئة الرعب التي تغلف العمل العام ، حتى اننا من النادر جدا ما نسمع او نشاهد مسؤولا يخرج على الاعلام مدافعا عن مؤسسته من خلال بيان حقيقة ما يتم تداوله من اتهامات او افتراءات بشأنها او حتى يتحدث عن انجازات ونجاحات .. وحتى لو تحدث عن ذلك فلن تجد هناك من يوليها اي اهتمام .. وذلك بعكس لو كانت هناك احاديث او اقاويل عن سلبيات او مخالفات او اخفاقات  في المؤسسة التي يقودها .. الامر الذي يمكن ملاحظته عند تكذيب او نفي اخبار او معلومات مفبركة او مغلوطة على شكل شائعات ، بحيث لا تجد من يتداولها ويهتم بها وينشرها بنفس الاهتمام الذي كانت تحظى به عندما كانت شائعات .

مما يؤكد على ان البيئة التي تعيش بها السلبية متوفرة في مجتمعنا مع كل أسف وهناك من يساعد على تنشيطها ، ويصبح من السهل تمرير اي معلومات او اجندات يراد بها استهداف اشخاص او جهات معينة.. طالما ان اهتمامنا بالسلبية او بالمعلومة غير المؤكدة اكثر من اهتمامنا بالايجابية وبالحقيقة التي لا تجد هناك من يدافع عنها او ينشرها بنفس طريقة نشر السلبية ( الاشاعة ) .

في اشارة الى وجود قابلية للانجرار خلف السلبيات والشائعات وترويجها لمجرد انها تمس ما يعتقد البعض انها قضايا او مسائل مهمة وتعنيه وتعزز موقفه منها ويرى فيها ما يمكن ان يتوافق مع ما يفكر به او يعتقده تجاهها . وبالتالي فان الامور  مختلفة في كيفية الحكم على الاشياء .. بين شخص يبحث عن الايجابية ويتحلى بروح تفاؤلية ، وبين اخر يبحث عن السلبية تماهيا مع ما بداخله من نزعة تشاؤمية .. وبما يتوافق ونظرته وتعطشه لتوجيه الانتقادات كبيئة يعيش فيها ويرى فيها وسيلته المفضلى في التعاطي مع القضايا والملفات والانجازات والنجاحات الوطنية المختلفة التي تحدث هنا وهناك ، وحسب طبيعته وتركيبته ونظرته للامور .. وقد يرى في نفسه انه الوحيد الذي يملك الحقيقة او الصورة التي يجب ان يتعاطى معها غيره ، تماهيا مع نظرته وموقفه منها .. ووفقا لحساباته ومقاساته الخاصة .. فالحكم على الاشياء في النهاية .. يتوقف علينا نحن .. على شخصيتنا وتركيبتنا وطبيعتنا وتربيتنا .. ونظرتنا لها .. وما يهمنا منها ونريده ونبحث عنه في رحلة الحكم هذه ..

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023