بقلم: عميد ركن متقاعد اسماعيل الحباشنة
إن الأوطان التي تنعم بالهدوء
والاستقرار هي التي يوجد فيها تناغم بين شعوبها وبين قائد مسيرتها، وهذا التناغم
الذي يوجده العدل في الحكم والتساوي في التعامل، والتجاوب مع حاجات الشعب ورغباته،
وإيجاد المؤسسات التي تنظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وخلق نظام محاسبة المخطئ
ودعم المخلص، وإيجاد مثل هذا النظام في المُجتمع لا يجعل احترام السلطة فقط على
المستوى المحلي، بل إنَّ احترام مثل هذا النظام سيكون على المستوى العالمي أيضًا.
لذلك فقد نالت المملكة الأردنية الهاشمية
ثقة الجميع، وقامت بأدوار الوساطة بين الدول بنجاح، وتمتعت باستقلالية القرار، ولم
تتجرأ أية دولة على محاولة فرض سياستها عليها، فنالت احترام وهيبة الجميع، وهذا ما
زاد من اعتزازنا بقيادتنا وسياستنا المتوازنة في التعاطي مع قضايانا الوطنية
والإقليمية والدولية على الدوام .
يبقي علينا نحن كأردنيين أن نسعى
بعطاءاتنا وإخلاصنا وأكثر إلى التغيير بإيمانٍ ثابت، وبمقتضى الروح والعلم، والعمل
لحاضر الوطن ومكتسباته، ودعم قيادتنا الهاشمية
ورؤيتها الراسخة والتي تصب في مصلحتنا الوطنية العليا ، ليبقى وطننا ساحةً
خضراء، نقيّاً من الشوائب كما ورثناه كابرا
عن كابر وواجب علينا جميعا مبادلة
الوفاء بالانتماءً والولاءً حتى يكون وطننا أنموذجاً في البناء والتشييد بطريقة
واعية ترى الأمور في نصاب لا تحيد أبداً عنه؛ لننعم في ظله الوارف خلوداً، وننشد
قيثارة الأرض وزغرودة الوطن التي نتغنى به جميعا .
وتعد الوحدة الوطنية الأردنية التي بدأ مسيرتها الملك المؤسس الملك عبدالله بن الحسين -طيب الله
ثراه- أعظم وحدة عرفها التاريخ المعاصر، إذ توافرت فيها كل مقومات الوحدة والوطنية
الشرعية والولاء والبيعة للقيادة ، والذي تحقق بسببها لهذا الوطن الأمن والأمان
والاستقرار، والتقدم والنماء والتطور، وذلك بفضل الله -عز وجل- ثم بما بذله
الهاشميون المخلصون الأوفياء وابناء وطننا
الاحرار الذين واكبو تأسيس وطننا العزيز فشكلوا فسيفساء جميله ونسيج وطني قل نظيره
ونسأل الله أن يديم علينا هذه الوحدة والحب والتلاحم بين القيادة والشعب.
ففي اليوبيل الفضي نستحضر عهداً من
العطاء، وقصة من الوفاء، ونستذكر مسيرةً أردنية هاشميةً راسخةً، تطاولت فوق سنين
العمر كشجرة طيبة أصلها في الأرض وفرعها في السماء، نتفيأ ظلالها الوارفة في ربيع
مَرَّ على الوطن كغيث من السماء أصابنا في سنوات خير فسقى أرضاً طاهرة، وأهلاً
طيبين. خمسة وعشرون عاماً مضينا بها، وسنمضي بإذن الله نحو مستقبل الوطن، في ظل
قائدنا ورائدنا، الملك الإنسان الذي عرفناه بيننا قوياً بعزمه، كريماً متواضعاً
بخُلُقه، قريباً من شعبه، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، جلالة الملك عبدالله
الثاني، حفظه الله، وسدد على طريق الخير خطاه، فارس آل هاشم وعميد آل البيت، راعي
المسيرة وسيدها، ملتفين حول لواء هاشمي كان أصل حرية الأمة وأساس نهضتها.....