بقلم: زيدون الحديد
ثلاثة أشهر من العدوان على غزة، ثلاثة
أشهر والمقاومة الفلسطينية تتصدي للكيان الصهيوني وتكبده الخسائر الأكبر في تاريخه
عسكريا واقتصاديا، فهذه الحرب الغاشمة بدأت تأخذ منحنى أكثر ضراوة وقسوة على
الكيان فالتفاصيل والمعطيات والأطراف أصبحت تتغير شيئا فشيئا وبشكل يجعل نهاية
الحرب قريبة.
فأطراف المعادلة بدأت بالتغير وهذا ما
يشكل هاجسا مرعبا للكيان الصهيوني، فلو قرأنا المشهد العام منذ أيام قليلة لشاهدنا
أن تحركات جيش الاحتلال أصبحت واقعا على أرض المعركة، فهو يحاول قدر المستطاع عدم
نقل الحرب إلى الضفة الغربية والتركيز على قطاع غزة.
التخوف الصهيوني من الانفجار داخل
الضفة الغربية جعله بين متقدم ومتأخر فتارة يدخل المدن والقرى الفلسطينية وتارة
ينسحب منها، فتكون حالة الكر والفر كما تسمى متواجدة بحذر شديد وذلك نتيجة تخوف
الكيان من انتفاضة تقضي عليه وتنهي المعركة لصالح المقاومة الإسلامية «حماس»،
والتي هي بالأصل أصبحت تشكل له كابوسا حقيقيا يريد الخروج منه بأي طريقة كانت.
فالأصوات في الضفة الغربية بدأت تعلو
وتحركات المقاومين فيها شتت تركيز العدو الصهيوني داخل قطاع غزة، وهو ما دفع جيش
الكيان لضرب مواقع جديدة في المنطقة بشكل عام، كريف دمشق والجنوب اللبناني لتوسيع
رقعة الحرب لطلب المزيد من الدعم الأميركي والغربي لبقائه صامدا أكبر فترة ممكنة،
كون الأمور خرجت عن السيطرة عسكريا واقتصاديا بالنسبة له.
فالخسائر المادية والمعنوية للكيان
والضغوط الخارجية بالفعل جعلت الكيان الصهيوني يفكر في وقف الحرب لشح الدعم وتخفيف
حجم الخسائر التي لم يعد لديه القدرة على تحملها وأفشلت مخططه في الاستمرار لوقت
أطول كما كان يأمل، إضافة الى فشله في تحقيق الأهداف التي نشبت من أجلها الحرب وهي
القضاء على حماس وتطهير القطاع من المقاومين.
فالانسحاب الإستراتيجي الذي يسعى إليه
الكيان اليوم سيكون على شكل سحب بعض القوات الصهيونية جزئيا من قطاع غزة، بشكل
تدريجي لتتحول معظمها إلى عمليات مركزة ضد المقاومة حماس لتخفيف الأعباء
الاقتصادية والضغوطات الدولية، إضافة إلى رفض عودة الغزيين إلى شمال القطاع بحجة
وجود المقاومة «حماس»، لإنجاح خطة التهجير بعد الفشل الذي لحق بهم عسكريا خلال
الفترة الماضية، وتبرير الانسحاب من داخل القطاع في غزة للرأي العام في الأراضي
المحتلة.
ومن ثم إعلان خطة لتقسيم القطاع في غزة
وتوزيع المناطق عشائريا تحت الغطاء والإشراف الدولي وهو ما يعتبر خطة خبيثة سيفشل
بها كما فشل في دخوله عسكريا.
هذه الخطة الخبيثة ستفشل كما فشل
الدخول العسكري للكيان إلى داخل القطاع ووجد نفسه أمام صخرة تكسرت عليه أمواج
القصف والتدمير الصاروخي الغاشم والهمجي الذي شنه الكيان على أبناء فلسطين
الصامدين في قطاع غزة.