بقلم: زيدون الحديد
لم يكن متوقعا ان يقوم الكيان الصهيوني
بحظر النشر فيما يتعلق بالتغطية الإعلامية لحرب غزة «طوفان الأقصى» والتشديد على
اهم المواد والقضايا التي يجب على الاعلام بثها ونشرها للرأي العام في الداخل
المحتل.
هذا الحظر الذي تم بموجب أوامر عسكرية
من مجلس الحرب لدى الكيان خلق صورة لدى الصهاينة في الداخل والخارج بأن القيادة
لديهم بدأت لتهيئة نفسها والرأي العام بقبول الهدنة مع المقاومة الإسلامية حماس
على طاولة مفاوضات مذلة تشبه الهزيمة كونها هدنة طالما رفض الكيان الجلوس عليها
منذ بدء الحرب والعدوان على قطاع غزة.
وبغض النظر عن مجموعة القضايا التي تم
حظر النشر فيها إلا انه توجد في مذكرة الحظر قضيتان مهمتان يجب الوقوف عليهما
وتحليل أسباب حظر النشر فيهما وهما حظر النشر عن اجتماعات حكومة الكيان ومجلس الحرب
وأي معلومات تكشف تفاصيل الاجتماعات، وهذا يعني ان الكيان شعر بالاختراق الامني
والمعلوماتي لأسرار مجلس حربه، وذلك ما جعله يفرض على وسائل الإعلام بحظر النشر في
التفاصيل والمعلومات التي تنشأ عن تلك الاجتماعات.
هذه المعلومات والتفاصيل السرية التي
يتكتم عليها الكيان في مجالسه المغلقة أصبحت لدى المقاومة قبل الاخذ بها، وهو ما
جعل الكيان عاجز في تكذيب أي من السرديات والحقائق التي تنشرها المقاومة حماس عن
الحرب في غزة كما حدث في مسرحية كشف الانفاق المهجورة ومقتل الاسرى المحتجزين لدى
المقاومة، الذي اعترف الكيان بقتلهم عن طريق الخطأ خوفا من كشف المقاومة لهم حال
تم اختلاق أكاذيب لطريقة مقتلهم.
رعب الاختراق والخلل الأمني الذي وقع
نفوس حكومة نتنياهو ومجلس حربه ظهر أيضا في مدى وحجم الإجراءات المشددة المتخذة في
حظر النشر والتكتم الإعلامي على التفاصيل الأخرى.
أما القضية الثانية التي حظر العدو
النشر فيها هي القضية المتعلقة بالهدنة ومفاوضات الافراج عن المحتجزين، وبتحليلي
ان تلك المعلومات جعلت الكيان مكشوف الأفكار والخطط مما اضعفه من ناحية فرض الشروط
على المقاومة، فالكيان يعتمد دائما على سرية أهدافه من المفاوضات وخاصة المتعلقة بالتبادل
والهدنة وذلك ليتمكن من الحصول على اكبر المكاسب الممكنة منها.
في المقابل ربما يحمل هذا الحظر في
طياته ضربة قاسية يحاول مجلس حرب الكيان الصهيوني استباق الهجوم عليه وتخفيف حجم
وطأته كون القضية تتعلق بنتائج الحرب وتبعاتها وتداعياتها التي أصبحت غير محتملة
وغير مبررة للداخل المحتل والرأي العام الخارجي، الذي وجد في هذه الحرب انها فشلت
في تحقيق اهم أهدافها وهو القضاء على المقاومة حماس.
إضافة الى تصاعد النداءات الإقليمية
والدولية وتزايد الغضب العام العالمي لما شاهده العالم من حجم مفزع للمجازر
والدمار الذي ألحقة الكيان الصهيوني بقطاع غزة بشكل غير مسبوق تاريخيا.