بقلم: زيدون الحديد
ما نزال منذ اليوم السابع من أكتوبر
الماضي ونحن نشاهد ونتابع الحرب الغاشمة والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني
بحق أهلنا المرابطين في قطاع غزة وخاصة عبر مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي، هذه
المنصات والتي لم نعد نستغني عنها كونها أصبحت تشكل جزءا أساسيا من الروتين
الحياتي لنا، أعلنت هي الأخرى الحرب على الشعوب المناصرة لغزة وذلك من منطلق إعلان
الدعم الكامل والمطلق للكيان المحتل في حربه على غزة.
منصات التواصل الاجتماعي وخاصة ميتا
وجوجل المنصتين الأقوى والأكثر انتشارا بينهما أعلنا وبشكل صريح دعمهما وانحيازهما
للكيان الصهيوني، وتطبيق سياسة الكيل بمكيالين على حساب القضية الفلسطينية، حين
انسحبت شركة ميتا المالكة لفيسبوك وإنستغرام، وعملاق البحث جوجل من أحد أكبر
مؤتمرات التكنولوجيا في العالم «قمة الويب" أو «Web
Summit"، بعد أن انتقد منظم القمة تصرفات
إسرائيل في أعقاب الأحداث الدائرة في قطاع غزة.
فكانت مقاطعة الشركتين وانسحابهما من
المؤتمر لهما نتائج قوية ووسيلة ضغط كافية جعلت منظم القمة يتراجع عن موقفه
وانتقاده للمجازر التي يقوم بها الكيان الصهيوني في قطاع غزة، بعد تصريحاته القوية
وقوله ان ما تقوم به إسرائيل في غزة هي جرائم حرب ويجب التوقف عنها.
من هنا يمكننا الاستنتاج أن ما تقوم به
الشعوب المناصرة للقضية الفلسطينية من حملات شعبية لمقاطعة الشركات التابعة
والداعمة للكيان الصهيوني لها ارتدادات عكسية قوية يمكنها التأثير على مجريات
الأحداث والحرب هناك، فبوجهة نظري اننا بحاجة ماسة لمقاطعة شركتي ميتا وجوجل من
خلال وقف الترويج والإعلان عليهما وعلى أي منصة داعمة للكيان، في حال لم نتمكن من
وقف الإدمان على استخدامهما على الأقل.
فالأرقام تتحدث عن ان 6 بالمائة من
عوائد فيسبوك تأتي من الشركات الكبرى، اما باقي العوائد فهي من الشركات الصغيرة
والمتوسطة، وهذا دليل واضح على أن المستخدم البسيط لهذه المنصة له تأثير كبير على
إضعاف أكبر الشركات نفوذا وهيمنة في العالم.
فالمقاطعة هنا ستكون أقوى من خلال وقف
نشر الإعلانات على فيسبوك كون المنصة تعتمد على الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم في
عوائدها، التي تذهب بها إلى دعم الكيان الصهيوني، بغض النظر عن الموضوع الآخر الذي
يخص تكميم الأفواه وتقييد حرية التعبير والرأي الداعم للقضية الفلسطينية.
ولرد عدوان منصة فيسبوك السافر على
الشعوب العربية المناصرة للقضية الفلسطينية علينا أن نجعل هذه المنصة أو غيرها ممن
يكيلون بمكيالين التراجع عن موقفها كما فعلت هي، من خلال بعض خطوات بسيطة لكنها
مهمة يمكنها أن تغير مجريات الأحداث وهي: وقف جميع الإعلانات الممولة من قبل
الشركات المحلية والتوجه لبديل آخر، اختيار موعد محدد لمقاطعة فيسبوك، إغلاق
المنصة وعمل تسجيل خروج دون العودة لاستخدامه لمدة لا تقل عن 24 ساعة، تقييم التطبيق عبر متاجر الهواتف بنجمة واحدة،
في المقابل هذه الإجراءات البسيطة هي من تجعلنا نعلم جيدا مدى قدرتنا على مواجهة
أعدائنا الحقيقيين.