بقلم: علاء القصراوي
هنا الأردن؛ أرض الحشد والرباط، هي حصنٌ ما زالت وستبقى عصية على الكافرين، منذ فتحتها جيوش المسلمين.. هنا الأردن؛ أرض الإخاء والوفاء الذين ينصرون أخوانهم في كل مكان.. هنا الأردن؛ برجالها وشبابها، نسائها وفتياتها، أطفالها وشيوخها، يرحبون بكل أبناء العروبة من كل أقطار الوطن العربي.
ساعات تفصلنا عن القمة العربية الثامنة والعشرون العادية على مستوى القادة والمزمع عقدها على شاطئ البحر الميت، هدوء في الشوارع، ترقب منشود في الصالونات السياسية لأعمالها، إستنفار أمني لتأمين القمة وضمان الإستقرار رغم إضطرابات المنطقة، تغطية من كافة وسائل الإعلام لمجريات القمة ووصول الزعماء والوفود المرافقة واللقاءات المرتقبة على هامش القمة.
ملفات حافلة أمام القادة العرب، أزمات متفاقمة في المنطقة منذ سنوات لم تجد الحلول، تحديات إقتصادية وسياسية وأمنية تمر بها المنطقة العربية، عدم وجود خطوات عملية وملموسة لتفعيل وتطوير منظومة العمل العربي المشترك، لا توافق في تحقيق مصالح شعوب الأمة العربية وخدمة قضاياها العادلة، القضية الفلسطينية والدولة المستقلة، وجود الخلافات العربية أبرز ما تتميز به القمم العربية، قضايا الإرهاب والفكر التكفيري المُستشري في بعض بؤر المنطقة.
الظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، وتلك الأزمات والخلافات المعلنة والصامتة في الداخل والخارج، والقادة العرب أمام تحدٍ كبير، إما أن تكون القمة على مستوى الواقع العربي وتحديات الأمن القومي العربي، وأن يُسفر لقاؤهم عن مبادرات وخطط لحل الأزمات المستعصية، أو تكون القمة من غير ذلك بمثابة منتدى وتسجيل مواقف وإبراء ذمة.
تبقى الآمال منعقدة على أن تتبنى هذه القمة مبادرات لرأب الصدع وتحقيق المصالحة وتهيئة الأجواء للعمل العربي المشترك، والتواصل إلى حد أدنى للإتفاق حول الملفات الخلافية.