بقلم: علاء القصراوي
عندما يتم تداول أخبار شركة الكهرباء بالصحف والمواقع الإخبارية وإنتقاد عملها فإننا نسعى دائماً إلى أن تكون ذات حرفية ومهنية في تقديم خدماتها، عندما يتم ذكر الأمور المالية للشركة فالهدف تسليط الضوء على الأعباء المالية التي تغرق فيها لإيجاد حلول مناسبة، وعندما يتم التطرق للميزانية وحجم المديونية الخاصة بها فإننا نوجه رسالة لأصحاب القرار في الحكومة لإتخاذ اللازم ووقف الهدر المالي والعجز المستمر الذي ينعكس على المواطن بشكل سلبي.
إن عملية التوظيف للموارد البشرية داخل الشركة تتم بالتأكيد من خلال سلسلة من الإجراءات التي تنتهي بإختيار الأنسب والأفضل من المتقدمين كعضو وموظف بشركة الكهرباء، الفني والإداري والمهندس والمستشار والجابي والسائق وغيرها من وظائف ومسميات وظيفية هي ركائز وأعمدة وقواعد متكاملة داخل حدود الشركة لتقديم أفضل الخدمات للمقيمين داخل حدود المملكة. دائرة خدمية متسلسلة تقدم (قدر الإمكان) للوطن والمواطن جزء من حقوقه الإنسانية في العصر الحديث بما يتواكب مع عصر النهضة والتنمية، فيتم إستيفاء رسوم وأثمان مقابل هذه الخدمة للفرد أو المنظمة، وبالتالي فهي عملية طردية بالتأكيد بين طرفي المعادلة، وللجهتين الحق في تبادل المنفعة من خلال تقديم الخدمة ودفع ثمن هذه الخدمة، إذاً كمواطن أو مستفيد لي كل الحق بأن أحصل على أفضل وأسرع خدمة مقابل إلتزامي بسداد الذمم المترتبة علي من إستخدام هذه الخدمة والحصول على تيار كهربائي.
تجربة شخصية مع كوادر الطوارئ بشركة الكهرباء إستمرت لمدة شهر كامل من أجل إصلاح خلل فني كهربائي يُسمى بالتيار المتردد، فبعد 30 إتصال على أعطال الكهرباء ومراجعة مقر الشركة لثلاث مرات، ووصول 5 فرق ميدانية (بأوقات مختلفة) لتشخيص ذلك الخلل الفني والعمل على إصلاحه -وحتى من خلال إستخدام مواردي الخاصة لجلب من يصلح ذلك العطل والخلل الفني (الكهربائي)- بقي الوضع على حاله وعلى مدار شهر كامل بين القرارات المختلفة لأراء الفرق الميدانية الفنية المتعددة وبين أراء المهندسين داخل مقر الشركة، وبين قسم الطوارئ الذي يتواصل معي على الهاتف، وكلٌ يُغني على ليلاه ويُبدي حُلولاً عبثية لا ترتقي للحد الأدنى من المنطق ! كل طرف منهم يحاول إلقاء اللوم والمسؤولية على غيره ورميها عن كاهله وأنت يا مواطن دَبِّر راسك !!
شركة رأس مالها بالملايين، ولديها مقدرات وتسهيلات من الدولة كبيرة، وعندها المئات من الكوادر البشرية المتخصصة في جميع الأقسام والداوئر، ولا تتوانى عن مطالبة حقوقها من المواطن بإستمرار وبالطبع تتحصل عليها، كيف لعطل بسيط أن يستمر لمدة شهر كامل؟ كيف للفنيين أن لا يمتلكوا القدرة الفعلية على تقييم المشكلة بالسرعة وبالشكل الصحيح والعمل على حلها ؟ هل أقوم بالتعاقد مع أحد الإختصاصيين من خارج الأردن وإحضاره من وطنه وعلى نفقتي الخاصة لتشخيص وحل المشكلة ؟
سرحان المراهفة، علي مساعفة، عمر السكسك.. فريق فني ميداني لطوارئ الكهرباء، شباب طموح ومُقبل على عمله من وازع ديني وأخلاقي، قام بالكشف الصحيح وإتباع القواعد الفنية السليمة لمعرفة الخلل الذي عجزت عن معرفته باقي الفرق الميدانية وتاهت فيها الحلول بالتخمينات بين المهندسين والادارة، قام هذا الفريق بتشخيص العطل والخلل الفني والعمل على إصلاحه في خلال فترة زمنية لم تتجاوز النصف ساعة فقط !
هذه الكوادر هي التي تستحق كل الشكر والعرفان منا، هم من أبناء الوطن والذين يسعون لتحليل رواتبهم من خلال العمل الدؤوب والجاد والواضح، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
بالنهاية؛ أتمنى من أصحاب القرار في شركة الكهرباء الأخذ بما كُتب بين السطور في هذه المقالة، ودراسة الواقع العملي لطرق وأساليب معالجة المشاكل المختلفة، وتحمل المسؤولية الكاملة المُلقاه على عاتقهم، واللجوء دائماً إلى تقييم وقياس جودة الكوادر العاملة لديها وبشكل دوري، والإرتقاء بهم إلى أعلى درجات المهنية والحرفية بالدورات التدريبية المستمرة، والعمل على إكسابهم الخبرة والمعرفة من خلال تجارب الآخرين في داخل الدولة أو خارجها أو حتى من زملاء العمل أنفسهم.