كم نتذكر من حنين الماضي، ما الذي
يجعلنا أكثر حزنًا وغُربة، وكم نتذكر من حنين الماضي، مما يجعلنا أكثر انطوائية.
يعد أسلوب الحنين إلى الماضي أحد
الأساليب المهمة التي ظهرت كمصطلح حاسم في السنوات الأخيرة بين النقاد الأدبيين.
إنه لا يعني شيئًا لشخص ما، مجرد النقر بالأصابع والخربشة على الطاولة لقتل الوقت
في انتظار شيء ما.
الذكريات قد تثير فينا الشجن، قد تثير
فينا الحزن، قد تعود بنا إلى الماضي الذي نرفض نسيانه أو الذي نريد نسيانه، ولكن
ألا يكفي تذكرنا لها أنّها ما زالت باقية فينا وأنّ أصحابها ما زالوا معنا في
قلوبنا وأرواحنا؟
تعتقد أن كل شيء قد مضى إلى غير رجعة، لكن يجب
أن تكون صبوراً، تترك الزمن يأخذ مجراه، يجب أن نكون قد تعلّمنا مرة واحدة وإلى
الأبد أن القدر سيتقلّب كثيراً قبل أن يصل أي مكان.
وكثير من الحِكم والرسائل اليومية التي
تصل الي من الأحبة التي تحرك بداخلي مشاعر حنين الى زمن عايشت بعضه ونحِنُ الى
ذكرياته.
زمن كانت فيه ملابس الرجل تدل على
نظافة المرأة، وفي ملابس المرأة تظهر رجولة الرجل،
وفي ملابس البنات تظهر اخلاق الام، زمن
كانت الكلمة لها معنى.. والموعد كحد السيف، والمحبة بين الناس كأمر الهي.
نحن جيل تربينا على الحب والتسامح
والوفاء والعطاء والاحترام وكل القيم النبيلة.
كان للزمالة هيبة.. للصداقة هيبة وللكبير هيبة، وللإنسان مكان
وهيبة.
زمن كان فيه معنى للرحمة والانسانية..
زمن كنا نخاف فيه الله تعالى فرحمنا وأعطانا.
زمن ماضي..
كنا نحترم فيه سابع جار ونتقاسم مع الاخ والحبيب والصديق المصروف واللقمة
والاسرار.
زمن ماضي جميل له وفيه كل الاحترام، زكنا إن
خاطبنا جارا وضعنا رأسنا بالأرض للحظات. وإن صادفنا معلمنا في الطريق غيرنا
المسار.
كنا ننحني لوالدينا احتراما ونقبل
ايديهم اعترافا.
إهداء لمن عاش تلك اللحظات الجميلة،
والى الجيل الذي ربانا وهذبنا.
اما ما عندي انا فأقول لجيل اليوم:
تعلموا ممن سبقوكم، تعلموا الاصول في الحياة، ولا تجعلوا من سباقكم في التطور
والتكنولوجيا سبيلا الى نكران ايجابيات الماضي.
فأكبر منك بيوم.. افهم منك بسنة.. والي ماله ماضي ماله حاضر.