من الطبيعي ان من سعادة الانسان في هذه
الدنيا أن لا يتعلق قلبه بالدنيا لأنها مهما طالت فهي الفانية، وعليه بالأخرة لأنها
الباقية..
فمن تعلق قلبه بها إفتتنته وكثُر همّه
وزاد غمّه وأنسته آخرته التي هي دار مقره.. ولهذا يقول الإمام علي ابي طالب كرم
الله وجهه كن في الحياة كعابر سبيل واترك وراءك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا الا
ضيوف وما على الضيوف الا الرحيل
ويقول ايضا:
إنَّما الدُّنيا فَنَاء ٌ ليس للدنيا
ثبوت
إِنّما الدُّنيا كَبَيْتٍ نسجتهُ
العنكبوت
وَلَقَدْ يَكْفِيكَ مِنْهَا أيها
الطالب قوت
ولعمري عن قليلٍ كُلُّ من فيها يموتُ.
ولهذا يقال انه كان هناك رجلا غنيا نظر
من نافذة منزله فرأى شخصا يبحث عن اشياء في اكوام القمامة، فقال الحمد لله إني لست
فقيرا،
والفقير رفع نظره فرأى شخصا مجنونا
يتجول في الشارع، فقال: الحمد لله اني لست مجنونا.
والمجنون تأمل قليلا فرأى سيارة إسعاف
فقال بنفسه الحمد لله إني لست مريضا.
في المستشفى شخص مريض يجتاز جثة أحد
الموتى فيقول: الحمد لله اني على قيد الحياة.
إلا الميت لم يستطع اي يشكر الله على
اي شيء.
وبعد كل هذه المواقف وحتى نفهم الحياة
جيدا يامن تتمرد وتتبطر في الارض وتردد قول فرعون اللعين انا ربكم الاعلى. عليك ان
تزور ثلاثة اماكن لتتعلم معنى واصول الحياة وهي: المستشفى، السجن، المقبرة. فلو نظرت للمستشفى وما يدور فيها من احداث فسوف ترى وتتأكد بانه لا يوجد
أجمل وأعظم وأبهى من دوام الصحة.
ولو زرت السجن فسوف تتأكد انه لا يوجد شيء
أجمل من الحرية، ولو زرت المقبرة سترى ان الحياة لا تستحق شيئا وهذه الارض التي
ندوسها اليوم سوف تكون سقفا لنا غدا.
إذا بعد هذا القول وبما استندنا عليه
وجب علينا ان نفهم جميعا اننا في هذه الحياة مجرد ضيوف فقط، سنذهب منها مفلسين الا
من الذكر الجميل والاثر الطيب والعمل الصالح، لهذا يجب علينا ان نكون متواضعين، متسامحين،
قانعين مقتنعين بما عندنا، فما نملكه قد يفقده غيرنا. الحمد لله الذي عافانا مما
ابتلي به الكثير منا.