لم يكن مفاجئاً لي اتصال مدير إدارة
السير المركزية العميد فراس الدويري الهاتفي معي بعدما سألت مجموعة من الأصدقاء
على جروبات الواتساب عن رقم هاتفه، لأنه بادر بالاتصال معي شخصياً، ليعرف ماذا
أريد، والسبب أني على يقين دائم بأن جهاز الأمن العام هو مع المواطنين في الميدان،
وهو فعلاً العين الساهرة، واللمسة الحانية، والكلمة الطيبة، لكل من يعيش على الأرض
الأردنية، الذين يزيد عددهم على (11) مليون إنسان، ولكن في ذات الوقت فإن هذا
الجهاز حريص على تطبيق القانون وتذكير ونُصح وتحذير وردع الذين يخالفونه، واتخاذ
قرارات مهمّة وحاسمة للذين يصرّوا على المخالفة حتى يكونوا عِبرة لغيرهم، مثلما
يؤكد لنا دائماً مدير الأمن العام اللواء عبيدالله المعايطة، الذي يدير بحكمة
وحِنكة جهاز الأمن العام المُنتشر على معظم أراضي الثرى الأردني الطاهر والكريم
والآمن.
وأنا على قناعة كغيري من الأردنيين
بأننا نتجاهل كبشر الكثير من القضايا المرتبطة بالسير يومياً، التي يرتكبها الكثير
من السواقين والمشاة، وذلك بسبب زحمة العمل والالتزامات اليومية المكثفة
والمتواصلة، وبسبب ضيق الوقت أيضاً، ولكن بعض هذه القضايا تتطلب منّا أن نضعها
أمام إدارة السير المركزية لأهميتها، لهذا تحدثت مع العميد الدويري في الاتصال
الهاتفي بقلب منفتح كرجل أمن عام وقيادي في إدارة مسؤولة عن قطاع السير في كل
أرجاء الوطن، وقد كنت أُدرك في حوارنا الهاتفي، بأني كنت أتحدث من خلاله مع كامل
رجال فريق السير بضباطه وأفراده في المملكة، الذين لا تفتر عزيمتهم صيفاً ولا
شتاء، ولا ترهقهم ساعات الليل والنهار مهما طالت أو تضاعفت على أكتافهم ساعة تلو
أخرى، لا بل إنهم يحتملون ويكظمون غيظهم في كثير من الأحيان، بسبب المضاعفات التي
قد تحدث جرّاء تطبيقهم للقانون، أو لروح القانون، أو حتى لقلب القانون.
ورجال الأمن العام بشكل عام في إيماني
الراسخ هم جزء رئيسي من صناديد الرجولة الحقيقية، وهم بواسل يحملون أرواحهم على
أكفهم عندما يتم تهديد أمن الوطن الداخلي، ويقومون بجهود عظيمة لحماية الأمن
الداخلي، والسِلم المجتمعي، والمساهمة في محاربة الإرهاب والتطرّف ومكافحة
المخدرات، وترسيخ الأمن السيبراني، والتصدي للجرائم الاليكترونية وغير ذلك، لا بل
إنهم حُماة حقيقيون كذلك للأسرة والمرأة والطفولة والأبوّة، مثلما هُم حُماة أيضاً
للاقتصاد والاستثمار وضيوف الأردن وزوّاره.
لهذا أحببت أن أوجه رسالة شكر إلى
مدير الأمن العام اللواء عبيدالله المعايطة من خِلال العميد فراس الدويري، وكذلك
من خلال المقدم طارق فريحات رئيس قسم سير وسط العاصمة عمّان، وكل نشامى السير بشكل
خاص، ونشامى الأمن العام بشكل عام، وأقول له عطوفة الباشا: (نحن سعداء بأن خارطة
الأردن محفورة في قلب كل رجال الأمن العام وأنت مديرهم الأعلى والقدوة الحسنة)،
لأنها توجههم نحو مزيد من العطاء والإنجاز لتعظيم أمن الأردن، ونفخر أيضاً بأن
مصلحة المواطن هي الأساس في مهمتكم الوطنية السامية، التي نراها أمناً وأماناً،
وسِلماً وسلاماً، وتنمية ونماءً، وراحة وطمأنينة في كل بيت وزِقاقٍ وشارعٍ وحيٍّ
وقرية ومخيم ومدينة، وفي كلّ رُكنٍ من أركان هذا الوطن الكبير بهاشميته، وبقائده
جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يؤمن بأن جميع الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة
الأردنية (الجيش العربي)، هم أهم ركائز القوة الرئيسية والسلام والأمن لهذه الدولة
العميقة والعريقة، التي صمدت ودخلت مئويتها الثانية بعزم وعزيمة الأردنيين وقائد
الوطن.
فشكراً لكم في مديرية الأمن العام،
لأنكم فرسان في ميدان الوطنية والوطن والمواطن، وشكراً لكم لأن ثقة قائد الوطن
فيكم هي وسامٌ تحملونه في مهمّاتكم الوطنية، ولأنكم أيضاً نلتم ثقة الشعب وكل ضيوف
الأردن بترسيخكم للأمن الداخلي والسِلم المجتمعي.