وصفي التل إنسان ورئيس وزراء فذ، لا
أحد من الاطهار لا يعرفه، واكبنا مع صدقه وشجاعته بأصعب الفترات في السبعينات.
في هذه الايام كان وصفي كالعادة في
الطليعة والصدارة واختار مكانه بعيدا عن الاشتباك ولبس بزته وطبع على صدره الوسام
الاردني وغادر الى القاهرة.. لكن الارهابين الجبناء وقتلة الشعوب والانسانية الابرياء
اختاروه ليكون في مثل هذه الايام هدفهم برصاصات غادرة في انحاء جسده الطاهر، تعرف
منذ انطلاقها وجهتها وطريقها الي جسد وصفي الطاهر.
استنكر العالم وتألم ونادى بتشكيل
اللجان وجمع المحققين للبحث عن الحقيقة.. ولكن الحقيقة أن الاردن.. وارى جثمان
شهيدها التراب وسيواري العالم من امثاله الشجعان .
وهاهم الاردنيين يتذكرون ابنهم وصفي
ويبكونه بعد ان شيعوا جثمان حبيب الامة الطاهر في مثل هذه الايام الي مثواه الأخير.
وودعوا رجلا لم يكن كالرجال فهو حارب الدخلاء
والارهابيين وقتلة الشعوب وجابه الحياة وصارع القدر وطوعه.. فكان تلميذا ناجحا
وطالبا متميزا وباحثا فذا وانسانا خلوقا
طيب القلب لطيف المعشر ، مهذب بشوش نشيط ، لا يثنيه عن طيب عزمه شيء .
اختاره العزيز الجليل الي جواره ودعاه
اليه فجاءت المنية لتأخذه الي البارئ خالقه.. وها هي السنوات الطويلة، يا ربي، هو عبدك
وضيفك، فجد عليه بفضلك ورحمتك وأكرمه بعفوك، وأحسن مثواه وجازه بالحسنات احسانا
وبالسيئات عفوا ومغفرة، وارحمه فوق الأرض وتحت الارض ويوم العرض عليك.. ..وانسه
اللهم في وحدته ووحشته وغربته واملأ قبره بالرضا والنور والفسحة والسرور .