ربما لا ترى في
هذا المقال توافقا مع مقالاتي السابقة المنشورة في هذه الزاوية والتي نشرت معبرة
عن احداثا واقعية، وربما لا ترى أن الوقت قد يبدو مناسبا للكلام عن التفاؤل ووطني
الأردني الشامخ الذي الذى يبدو من بعيد
مشرقا وقطعة من ماضٍ كان فيه يوما ما متحضرا ومتحررا ونظيفا ومثقفا ، فكيف أحدثك
عن جمال العطاء والديمقراطية والمستقبل الذى يبدو مشرقا، ولكن من بعيد، وأنت ترى
بعينيك كل هذا الارتباك والضباب، وتلمس بيديك كل هذه الفوضى، وتشم بأنفك كل هذا
الخوف.
ولكن يا عزيزي ،
اعرف أن الوطن الذى انتصر في الكرامة وقدم
للإنسانية حضارة خصبة أنبتت كل العلوم منذ عصر الغساسنة والبيزنطيين والرومان ومملكة الأنباط ،
وقدم الشهيد وصفي التل، وهزاع وحابس
ومشهور الجازي والشريف زيد بن شاكر وصادق الشرع ونوح القضاة ، استدعى لذاكرتك كل
هذه الشخصيات العظيمة في تاريخ الأردن وكل المعارك التي خاضها هذا الشعب من أجل
كرامته وعرضه وأرضه، لكى تؤمن بأن كل كبوة في عمر هذا الوطن مؤقتة حتى ولو طالت
سنواتها بعض الشيء، ولكى تعرف أن أحدا من الغزاة العتاة لم يفلح فى أن يتلاعب
بهوية هذا الوطن أو يخضعه لفترات طويلة.. كل شىء عابس فى حياة هذا الوطن مؤقت مثل
من نهبـوه ومثل أخطاء من حمل الأمانة وخانها.
انظر إلى هذه
الصور التي تحكى تاريخا، كان هؤلاء الأشخاص جزءا منه، واسأل نفسك هل يمكن أن يموت
وطن أنجب يوما ما مثل هؤلاء الأفـذاذ والرجال العظام الذين عاشوا طويلا وقدموا
للوطن الأردني الكثير الكثير؟ طبعا ناهيك عن الألاف امثال هؤلاء من ابناء وطني النشامى.
هل يمكن أن تذبل الفكرة أو تختفي الضحكة في وطن عاش به كل هؤلاء
الرجال المخلصين؟
لا تدع الإحباط
يتسلل إلى قلبك يا صديقي، فهذا ما يبحثون عنه، أن تضع أحمالك وترتكن إلى الحائط في
انتظار أن يمنحوك حقوقك، لا تترك الطريق وتعود إلى ظل الحائط خوفا من فوضى. لا
تترك الفرصة لأحد، سواء كان من كبار القوم المزيفين أو أي تيار سياسي أو ديني آخر
ليخطف منك البلد بعد أن استعدته بعرقك وتعبك طوال الفترة الماضية.
وكما قلنا منذ البداية واقولها الآن وفي كل زمان ومكان ، وطن وبلد اردني شامخ كان فيه
وصفي وحابس وهزاع ونوح القضاة وزيد بن شاكر وغيرهم من المخلصين المبدعين ،
لايمكن ان يحزن او يموت ابــدا .
بلد فيه شاعر مثل حيدر محمود لا يفقد قدرته على الإبداع سيبقى الى الابـد،
بلد فيه ثنائي مثل نبيل صوالحة وهشام يانس لا يمكن أن تذبل روحه أبدا، بلد كان فيه
نوح القضاة لا يمكن أن يموت عقله او يزول دينه أبدا، بلد ما زال فيه الهاشميين لا
يمكن أن يضيع أبدا.