مؤتمر التعدين الاردني الدولي العاشر ينطلق السبت المقبل الوحدات يفرط بصدارته الآسيوية توقيف موظف سابق في أمانة عمان احتال على مواطن مستثمرًا وظيفته الملك يلتقي في بروكسل أمين عام الناتو ووزراء خارجية الدول الأعضاء فيه نصراوين تعليقا على فصل الجراح : يجب تأييد قرار الفصل بقرار قضائي قطعي من المحكمة الإدارية مصدر رسمي : (حمزة الطوباسي) مرشح الشباب هو من يخلف الجراح إذا قرار الفصل اصبح قطعيا رئيس كوريا الجنوبية يعلن الأحكام العرفية.. والجيش يرفع حالة التأهب أسرة جامعة جرش تنعى عميد كلية تكنولوجيا المعلومات النائب الجراح: قرار فصلي من الحزب مفاجئ وسأطعن به أمام المحكمة الحزبية.. فيديو الصفدي يبحث مع وزير الخارجية التركي والمبعوث الأممي تطورات الأوضاع في سوريا والعدوان على غزة رئيس هيئة الأركان المشتركة يزور واجهتي المنطقتين العسكريتين الشمالية والشرقية وزيرة التنمية ترعى افتتاح أعمال الندوة الإقليمية حول حماية المرأة من العنف الإقتصادي نائب امين عام حزب العمال لـ"الحقيقة الدولية": "الاحتيال" احد أسباب فصل النائب الجراح مدير عام الغذاء والدواء يطلع خلال جولة ميدانية على مشروع بيض المائدة الذكي "خارجية الأعيان" تناقش تطورات الأوضاع في المنطقة

القسم : بوابة الحقيقة
هل مِن رقابةٍ على الطيور والدواجن الحَيَّة التي تُباع على الأرصفة تحديداً ؟
نشر بتاريخ : 9/1/2021 1:10:33 PM
حنا ميخائيل سلامة


بقلم: حنا ميخائيل سلامة

 

لا أحدَ ينكر الدورَ الذي قامت به الجهات الرقابية الصِّحية والبيئية المختصة في ظل تفشي وباء كورونا الذي اجتاح منطقتنا كما حال العَالَم كله. هذا الدور الذي تبدَّى بتشديد الرقابة على الجانب الصحي، وشمل أيضاً إلزام أفراد المجتمع تطبيق أقصى شروط السلامة الصحية والطبية والمحافظة على النظافة سواء الشخصية أم نظافة البيئة، وما واكبَ ذلك مِن تعليمات اقتضتها الضرورة. وقد قامت الجهات المَعنيَّةِ بالمراقبةِ والتفتيشِ بتطبيقِ القوانين والتعليمات ومخالفة مَن يتجاوزها حفاظاً على الصحة العامة ولمنع تفشي الوباء.

 

غيرَ أنَّ ظاهرة صحية بيئية مُزمِنة ينبغي التنبيه إليها لأهميتها وخطورتها وتتعلق بالطيور والدواجن الحَيَّة التي يُصار إلى عرضها وبيعها على أرصفةٍ مُحدَّدَة لشوارعَ رئيسية وفي مناطق وأحياء مختلفة وقُربَ تجمعات سكانية. ومِن متابعة متواصلة ومشاهدات عن قُرب تبين أنَّ ما يُعْرَضُ ويُباع  على الأرصفة -وليس في محلاتٍ مرخصة -ليس تحت نظر ومتابعة الرقابة الصحية، والصحية البيطرية بما في ذلك الرقابة البيئية على النَّحو المنشود. وقبل أن ينبري مَن يقول هذا الأمر يُجانب الحقيقة ندعوهُ وكمثالٍ واحدٍ مِن عشرات الأمثلة لزيارة وسط عمان ورؤية واقع الحال بالعين المُجرَّدة. حيث يزدحم الدجاج الحيُّ ومثله الديوك والحمام والبط والإِوَزّ المُدجَّن والأرانب وغير ذلكَ في أقفاصٍ ومِن غير أقفاص على الرصيف العام قُبالة مداخل سوق الخضار في شارع الملك طلال دون تطبيق أدنى الشروط الصحية أو المعايير البيئية ودون تعقيم الموقع يومياً حسب الأصول، بحيث تنبعث من تلك المعروضات الحَيَّة ومِن نَفضِ رِيشِها المُستمر وتناثُره ومِن مخلفاتها داخل الأقفاص وخارجها ولمسافة بعيدة روائح كريهة تزكم الأنفاس وخاصةً في فصل الصيف. علماً أن الشارع عينه مطروقٌ ودون انقطاع من السُّياح الذين يَجوبُونه لقربه من المدرج الروماني الشهير. وتراهم يلتقطون الصور ويُسجلون ملاحظاتٍ عن كل كبيرة وصغيرة بما لا يصُبّ والحالة هذه في الجهود الرامية للجذب السياحي لبلدنا.

 

ولن نخوض في باب الأمراض المُعْدِية وخاصة الفيروسية والفطرية والبكتيرية وغيرها التي يمكن أن تنقلها تلك الدواجن والطيور، أو ما تُعانيه أصلاً هي نفسها مِن أمراض. فذلك متروكٌ لأطبائنا من ذوي الاختصاص الذين يمكنهم وبِحُكم خبرتهم الواسعة تبيان الأمراض وإعطاء فكرة عن سرعة تفشيها والاحتياطات الاحترازية والوقائية المفترض اتباعها.

 

وفي السياق، ترى الأطفال الذين يذهبون بمعية ذويهم في جولةٍ وحال مشاهدتهم للطيور الصغيرة المُلَوَّنة وخاصة الصيصان المصبوغة بألوان متنوعة اصطناعية يُلِحُّونَ عليهم شراء بعضها، وما هي إلا ساعتين أو ثلاث ساعات حتى تَنْفُق. وقد يكون السبب مِن جرَّاء الأصباغ أو لبكتيريا وأمراض معينة كما يُرجِّح البعض بما يُشكِّل هذا خطراً عليهم وعلى ذويهم، علماً أن أغلب الدول ومن سنوات طويلة عمَّمَت ومنعت صبغ الطيور، بل تُعاقب مَن يفعل ذلك.

 

ولعلَّ مَن يَبْرُز على ما جاء في سياق المقال ويقول: نقوم بأخذ عينات من الدواجن والطيور الحَيَّة المعروضة للبيع لفحصها مخبرياً.غير أنَّ الرد على قول كهذا يكون بتوجيه سؤالٍ للقائل: تُرى وهل يتم إجراء حجز تحفظي على بقية المعروض مِن الطيور او الدواجن التي أُخِذت عينة منها إلى أن تظهر النتائج؟ ومِن أجل الدقة والشفافية نقول حتى تظهر نتيجة الفحص بعدَ مرور وقتٍ تكون بقية الطيور والدواجن قد بيعت وتوزَّعَ الباعة وتفرقوا لأنهم باعة أرْصِفَةٍ وغير مُرخَّصين ولا عناوين ومعلومات مخزَّنة عنهم! 

 

وإتاحةً لِمن أرزاقهم من تلك التجارة فإن تخصيص أماكن خاصة مًحدَّدة تَجْمَعُ مِن سائر الأرصفة والأحياء والتجمعات السكانية جميع العاملين بتجارة الدواجن والطيور الحَيّة ومعروضاتهم وتكون تحت الرقابة الصحية والبيطرية والبيئية المُشدَّدة مع بياناتٍ رسمية عن الباعة الذين يُفترض حصولهم على شهادات طبية كتلك التي يتم إصدارها للعاملين في مهن أخرى مسألة بالغة الأهمية

         وفي الختام فإن تَتَبُّع أية بُؤَرٍ قد تكون على حينِ غَفْلَةٍ سبباً لانتشار أوبئة وأمراض وإزالتها، أولى مِن الانتظار لحين حصول ما لا نتمناه.. حيث لا ينفع الندم وقتئذٍ ولا تُجدي الأعذار!  

 

[email protected] 

 

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023