مارست الإدارة الأمريكية السابقة دورها
في تضييق الخناق على الأردن ، وتوسيع فجوة التشاركية على أساس ثنائي في المجالات
السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية ، وفرض طوق أشبه بالحصار ، ومقايضة
الأردن بمواقف جلالة الملك المشرّفة وبوصايته الأبدية على المقدسات الإسلامية في
القدس الشريف ،وتمسكه المتين بثوابت الأردن الراسخة في الذاكرة والتاريخ والزمان
والمكان والقيم والشرعية الدينية المقدّسة ، مقابل حالة الانفراج العام وتحسين
الواقع الاقتصادي والتجاري والاستثماري ، ولكن لم تُشكّل مثل هذه الإغراءات أي
قيمة على المستويين : الرسمي والشعبي .
في ضوء جدل العلاقة بين الممكن
واللاممكن عَبَرَ جلالة الملك بنا
بقيادته سفينة الإصرار على تمسكه بالثوابت
الأردنية الأصلية ، إلى انتهاء حالة الضجر من سياسة الإدارة الأمريكية السابقة ،
لينهي كل المؤامرات والمكائد والفتن بكل هدوء سياسي وطمأنينة نالت إعجاب المجتمع
المحلي والدولي والعالمي ، فكان الانفلات من حالة الحصار والتطويق والتضييق محط
اهتمامه ؛ فشكلت زيارته الرسمية للولايات المتحدة الأمريكية ولروسيا أهمية كبيرة
في استرجاع الدور الإقليمي والدولي للأردن ومركزيته الأساسية في حسم ملفات أردنية
وعربية وإسلامية ، مثل : دعم الأردن في المجال الصحي للقضاء على فيروس كورونا
باللقاحات الضرورية ، والدعم الاقتصادي والتجاري والاستثماري من جهة ، و تثبت وقف
إطلاق النار بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ،و إحياء شؤون القضية الفلسطينية
كوضع القدس القانوني والتاريخي والديني ، ووقف تهجير سكان حي الشيخ جرّاح وسلوان ،
وبالحفاظ على وحدة التراب السوري وما يخص هذا الملف ، والأزمة اللبنانية والعراقية
.
وجاءت الاتفاقيات الاقتصادية
والاستثمارية خطوة استراتيجية مهمة مع دول الجوار كالعراق ومصر في إعادة الدور
المهم للأردن على صعيد السياسة الخارجية ، وتوسع جلالة الملك في الاهتمام بالدور
الأردني ليشمل لقاء قمة التعاون والشراكة مع العراق ودول عربية كالسعودية والكويت
والإمارات وقطر وإسلامية مثل إيران وأوروبية كفرنسا لتأسيس شراكات مستدامة وفاعلة وعاملة تخدم الشعوب في الحاضر والمستقبل
.
إنّ الدور الأردني واستراتيجيته تصب في
مصلحة الوطن والأمة والأُممية لغايات إنسانية واقتصادية وثقافية تخدم السلم الأهلي
والمجتمعي والأُممي ، وتعيد الحق إلى أصحابه ، وتؤسس للوئام والسلم والسلام
والمحبة ، وتحسين مستوى معيشة المواطنين والشعوب الأخرى، وواهم من يتجاهل الدور
الكبير للأردن الثابت على مواقفه الوطنية ،والأردن قادر على إثبات نفسه في كل
اختبار تعرّض له ؛نظراً لجهود جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم في كل
المجالات ، والقيمة السياسية الثمينة لكل طروحاته وتطلعاته وآماله في رسم المستقبل
المشرق للأردن كما كان مئويته الأولى ، ودخولنا عتبة المئوية الثانية من جهة أخرى
.
التفاؤل بمستقبل الأردن كبير جداً ،
ونحن ننتظر تنفيذ أوامر جلالة الملك في تحديث المنظومة السياسية وقوانين الإصلاح
كقانوني الانتخاب والأحزاب والتعديلات الدستورية المطلوبة والإدارة المحلية وتمكين
المرأة وقطاع الشباب كجزء من شأننا الداخلي في تطوير ذاتنا .