إن النفس البشرية السليمة بطبيعتها
تقدر من يحسن اليها ويقدم لها المعروف ولكن وللأسف الشديد هنالك نفوس تحسن اليها
الدهر كله وتقصر معها في يوم واحد فتنسى
الدهر وتتذكر اليوم ...
وهذه نفوس جبلت على النكران وعبرت بشكل واضح
وصريح عن وضاعة أصحابها ولؤم طباعهم .
لا بد أن منا من سمع أو شاهد قصصا حقيقية لنكران الجميل .... فالذي يتخلى عن رعاية والديه بعد أن تمكن
منهم المرض ومشى بهم العمر ليزج بهم في مأوى العجزة ودار المسنين أليس هذا بناكر
للجميل؟
والذي ينكر فضل معلمه "
وأستاذه" ورئيسه في العمل وأخيه وصديقه وزوجته وجاره وزميله وربما كانوا هم
السبب الرئيس في المكانة التي وصل اليها
... أليس هذا بناكر للجميل؟
لا تخذلوا من مدوا اليكم يد العون
ليخرجوكم من القاع الى القمة ... حتى لا
يفقدوا الثقة بالآخرين ويندموا على فعل الخير ويضيع المعروف بين الناس ...
اعترفوا على الأقل بالجميل حتى وان
عجزتم عن رده لا تنكروه...
ولا تحفروا أخطاء من احسنوا اليكم على النحاس بينما تكتبون فضائلهم على الماء،
حتى لا تكونوا مثل ذلك الأعمى الذي كسر عصاه بعد أن عاد اليه بصره.
أشكروا من أسدى اليكم معروفا أو قدم
اليكم خدمة إياكم ونكران الجميل ... فإن الكريم يحفظ ود ساعة.