كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو "الصناعة والتجارة” تطرح عطاء لشراء قمح وشعير ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين العدوان على غزة يدخل يومه 412 والاحتلال يوصل ارتكاب المجازر جلسة تعريفية بالبرنامج الوطني للتشغيل في غرفة تجارة الزرقاء ناجحون في الامتحان التنافسي - سماء 3 وفيات و8 اصابات بحوادث على طرق خارجية وداخلية 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا شمال غزة

القسم : بوابة الحقيقة
توزيع المقاعد النيابية ما بين الجغرافيا والديمغرافيا
نشر بتاريخ : 8/11/2021 5:39:06 PM
د هايل ودعان الدعجة

تعتبر مسألة توزيع المقاعد النيابية من المسائل المعقدة والشائكة في الاردن ، والتي دائما ما تكون حاضرة ايضا ، اذا ما كان هناك توجه لزيادة عديد المقاعد او تقليصها . وبالتالي يصبح من الصعب التعاطي مع المعايير التي يمكن الاعتماد عليها في التوزيع ، خاصة ما يتعلق منها بمعياري الجغرافيا والديمغرافيا في ظل الحساسية التي تتسم بها التركيبة السكانية في الاردن ، اضافة الى خصوصية المجتمع الاردني المرتبطة بالبعد التاريخي ، الذي جعل من الجغرافيا هي المعيار المفضل على غيره لدى المشرع الاردني ، لعلاقة ذلك بتاريخ الاردن ومسيرته السياسية والنضالية وبالتضحيات والجهود التي بذلت وقدمت في سبيل تحقيق ذلك من قبل السكان على امتداد الجغرافيا الاردنية ، التي جعلت من كافة المناطق الاردنية المشاركة في هذه النجاحات الوطنية على مسافة واحدة وبنفس الدرجة من الاهمية . اخذين بعين الاعتبار انها تعيش او تمر بنفس الظروف والتحديات تقريبا ، مما يجعل من التعاطي معها على اساس المساواة والعدالة والتكافؤ هو الاقرب . لذلك لم يكن مستغربا اعتماد عامل الجغرافيا على حساب عامل السكان في الحسبة الانتخابية وتوزيع المقاعد الانتخابية طالما الامور متشابهة ، لدرجة التعاطي مع هذه المقاعد كحقوق مكتسبة . ومع الوقت برزت ظروف وتحديات جعلت من هذه التوزيعة تميل الى الجغرافيا ايضا ، ممثلة بالعوامل التنموية والتفاوت في توزيع مكتسبات التنمية وتركيزها في العاصمة عمان على حساب بقية المحافظات ، والتي بررت التوزيع الجغرافي للنهوض بهذه المحافظات  وتنميتها .. اضافة الى ان نسب الاقتراع الضعيفة في المحافظات الاكثر سكانا ، لا يبرر مكافأتها على هذا القصور في المشاركة الانتخابية بزيادة حصتها من المقاعد النيابية على حساب محافظات اخرى اقل سكانا ولكنها اكثر مشاركة واعلى نسبة من المحافظات الاكثر سكانا ..

فالعاصمة مثلا تسجل نسبة تصويت من ٢٠- ٣٠٪؜ مقارنة مع المحافظات الاخرى التي تتراوح فيها نسبة التصويت من ٦٠-٨٠٪؜ مثل الكرك ومعان والطفيلة وعجلون وجرش والمفرق وغيرها..

فكيف تمنح محافظات نسبة التصويت فيها قليلة وضعيفة مقاعد زيادة على حساب محافظات اخرى نسبة التصويت بها مرتفعة .. وهل يعقل ان تمنح محافظة نسبة التصويت بها ٢٠٪؜ مثل ٢٠ او ٣٠ مقعدا .. بينما تمنح محافظة اخرى ٣ او ٤ او ٥ مقاعد مع ان نسبة التصويت بها ٦٠ او ٧٠ او حتى ٨٠٪؜  .. وكيف سيكون شكل مجلس النواب .. وهل سيعكس الكثافة السكانية تحت القبة بشكل حقيقي .. ؟ وهل سيمثل الشارع تمثيلا حقيقيا في ظل ضعف المشاركة في المحافظات الاكثر سكانا ..؟.

عدا عن الخشية من سيطرة لون حزبي واحد على التركيبة النيابية .. في ظل ضعف الحالة الحزبية في الاردن . الى جانب وجود اعتبارات اخرى ذات ابعاد سياسية بالطبع ، جعلت الامور تميل لصالح الجغرافيا على حساب الديمغرافيا في عملية توزيع المقاعد النيابية .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023