الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية بين ميسي ورونالدو.. رودري يختار الأفضل في التاريخ الأمن العام ينفذ تمريناً تعبوياً شاملاً لتعزيز الجاهزية والتنسيق في مواجهة الطوارئ على خطى بيكهام.. أول لاعب كرة لا يزال في الملعب يقتحم عالم الاستثمار في الدوري الأمريكي "غولاني".. أشرس ألوية الاحتلال تسقط في "كماشة" مقاومي غزة ولبنان كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو "الصناعة والتجارة” تطرح عطاء لشراء قمح وشعير ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين

القسم : بوابة الحقيقة
قراءة في مؤشرات بورصة البلطجة
نشر بتاريخ : 7/6/2021 3:26:14 PM
د. مهند العزة


البلطجية... البلاطجة... الشبيحة... المطبلاتية... السحيجة... كلها مسميات تجارية لمنتج رخيص إزداد رواجاً وارتفعت معدلات تداوله في بورصة الإرتزاق أثناء وعقب "ثورات الربيع العربي" لتتفادى من خلالها الأنظمة الآيلة للسقوط إنهيارها ولتثبت الأنظمة المستبدة أركانها في وجه حركات التغيير والمطالبة بالإصلاح.

شهدت سوق الإرتزاق السياسي نشاطاً كبيراً وتحولاً جذرياً في أسهمه المتداولة التي لم يعد الإكتتاب فيها مقتصراً على الأنظمة والحكومات بل لوحظ فيه شهية إستثمارية نهمة من جانب القوى المناوئة للدولة، حيث شهدت بورصة البلطجة الإلكترونية إرتفاعاً ملحوظاً في معدلات التداول خصوصاً أثناء الأزمات التي وجد فيها عدد من المستثمرين الإقليميين وبعض شركائهم من المضاربين المحليين فرصةً سانحةً لزيادة حجم إستثماراتهم الرخيصة في زعزعة إستقرار الوطن الذي لا يعدو أن يكون في عيونهم سركاً يجرب فيه مروّضو "الأسد و"البهلوان" "حسن" حظهم علّهم يخرجون بـ "سبوبة" من الجماهير المنوّمة مغناطيسياً قبل أن تستفيق.

 

لا شك أن معدلات التضخم المرتفعة في الفساد وزيادة العجز في ميزان العدالة والمساواة وبلوغ معدل الإطالة في الإصلاح مستويات قياسية... تشكل جميعها مناخاً استحمارياً جاذباً لرؤوس الأموات للمُستَحمرين الذين يستحمرون في قطاع واسع ممن لديهم إستعداد فطري أو مكتسب لذلك، فيبدأون خلال الأزمات عملية ضخ الأقوال والتوزيع النقد الهدام في كل اتجاه وصولاً إلى حالة من الكساد العام في الإنتماء تفضي إلى منح شيك على بياض لتجار الأوطان خائني الائتمان.

 

رجال الأقوال ومدراء أعمالهم ومندوبي مبيعاتهم يتحينون كل فرصة ولو كانت هفوة في خطاب أو زلة لسان أو عثرة قلم في بيان ليبدأوا حملات الترويج والتسويق لبضاعتهم التي بدأت تشهد تراجعاً في معدلات الطلب عليها نتيجة ظهور عيوبها ورداءة وسوء منشأها، إلا أن هذا الركود في قطاع البلطجة وإثارة الفتن لا يعني إفلاسه، فهو مؤقت سرعان ما يزول ما لم تقم الدولة بإنتاج حالة جديدة من الثقة تقلص من نسبة الإحتقان وتزيد من معدلات المكاشفة والمشاركة وتتيح عملية تداول فعلي للسلطة وتعمل على إشباع حاجة المواطنين للحريات والتمتع بالحقوق.

 

بعد أن أنعشت "قضية الفتنة" وتبعات قرار فصل النائب السابق أسامة العجارمة بورصة التخوين والتنمر على كل من أعرب عن إصطفافه إلى جانب استقرار الوطن والمحافظة على تماسك جبهته الداخلية بمعزل عن أي خلاف أو اختلاف مع الحكومة وأسلوبها في إدارة الدولة، أقفلت هذه البورصة مسجلةً إنهياراً في أسهم أبطال الديجيتال الذين رفعهم مؤيدوهم على أكتاف تغريداتهم. بعدها قرر بلطجية وسائل التواصل الاجتماعي تغيير تكتيكاتهم، فأخذوا يبحثون عن ضحايا حقيقيين عوضاً عن أبطال إفتراضيين، فشرعوا يقلّبون في حسابات معارضيهم أو من يختلفون معهم في الرأي والرؤيا أو حتى من ينتمون إلى تيار أو مكون يكنّون له الكراهية لأسباب عنصرية، ليجدوا ضالّتهم في عريب الرنتاوي ثم زيد النابلسي، لتعود بورصتهم إلى التداول ويغلق مؤشرها مسجلاً إرتفاعاً طفيفاً عوّض شيءً من الخسارة التي منيت بها عقب التسريبات الأخيرة في "قضية الفتنة" وفيديوهات التحريض على القتل والتهديد به التي بثها النائب السابق أسامة العجارمة.

 

لن يتوقف تجار السوق "السوداء" من مثيري النعرات وسماسرة الفتن عن البحث عن ضحية جديدة تكون وقوداً يبقي نار عنصريتهم وكراهيتهم مستعرة ويحافظوا من خلال الإتّجار بسمعتها وأشلاء حيثيتها الإجتماعية على سوق نخاستهم مفتوحةً حيث يبيعون أنفسهم لمواليهم لقاء دراهم أو ريالات معدودات، ومن غير المطلوب إرهاب هؤلاء ولا حتى تكميم أفواههم، وإنما حماية المستهلك من بضاعتهم الفاسدة الكاسدة، وذلك بتسليح أفراد المجتمع صغارهم قبل كبارهم من خلال مناهج تعليمية وتربوية وممارسات عملية وأساليب إبداعية؛ بثقافة حقوق الإنسان وإحترام الإختلاف وقبول التنوع ونبذ العنف، فتندثر سلعة المستنقعات والأرض البور وتزدهر الأوطان ببضاعة التعايش والتسامح التي لا تبور.

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023