تحدث الملك عبدالله الثاني منذ سنوات
في كتابة الفرصه الاخيرة في طرح صادق و جرئ للقضية الفلسطينية و للصراع العربي
الاسرائيلي و ضمن رؤية عادلة للسلام و لخلق بيئة من التعاون و الازدهار دون انتقاص
حق طرف على اخر حيث ضمّن محورا كاملا عن مدينة القدس وأهميتها ورمزيتها بالنسبة
للمسلمين والعرب بشكل عام, وللعائلة الهاشمية ووالده الملك حسين رحمه الله و غفر
له بشكل خاص.
فالقدس تشكل قنبله موقوته تنفجر في وجه
كل من يحاول ان يستفز فيها مشاعر المسلمين و المسيحيين اصحاب الحق الاول حيث ان
تاجيل بحث وضع القدس و الانحياز الكامل من الادارة الامريكية السابقة لمصلحة
اسرائيل و التدخل سلبا بنقل السفارة الامريكية الى القدس بدون تسوية حقيقية تضمّن
بروز صراعات مستقبلية ادت الى هذا التفجر في الموقف فنحن لم نعد امام نزاع عادي و
تظهر الاحداث اننا امام ازمه خطيرة كانت كالجمر المشتعل تحت الخشب و اليوم ظهرت
الحرائق في كل مكان ليبث العرب المسيحيون و المسلمون مشاعرهم الغاضبة من عدم
احترام مقدساتهم ,و استفزاز ادارة نتنياهو لهذا الوسط منذ سنوات تراكمت لتخلق هذا
العنف الاعمى الذي سيكون حدا فاصلا و نهجا في المقاومه الفلسطينية.
لقد ذكر الملك عبدالله في كتابه كيف ان
مؤتمر كامب ديفيد أفشلته قضية القدس والمسؤولين عنها، و الزيارة الاستفزارية التي
وصفها “بالانتهاك” عندما قام بها آرييل شارون رئيس المعارضة الإسرائيلية في نهاية
سبتمبر للحرم القدسي عام 2000 والتي أدت إلى تفجر انتفاضة الأقصى.
وهذا ما قام به نتنياهو في الاشهر
الماضية في محاولة سياسية وصفها البعض رغبة نتنياهو للخروج من مأزق تشكيل الحكومه
او مهما كانت المبررات , فما قامت به ادارة اليمين المتطرف الاسرائيلي خلال
السنوات الماضية هو استهداف القيادات العربية الحقيقية المعتدلة و التي لها وجود
فاعل في الصراع و اضعافها و تحييدها كما حدث مع الاردن و السلطة الفلسطينية و
الاستعانه بحلفاء عرب جدد لا يملكون الخبرة و لا الادارك الكامل لطبيعة الصراع و
لا يملكون ايضا أي ثقل سياسي في الشارع الفلسطيني , و بالغ هو و حلفاؤة الجدد في
المنطقه في استفزاز المنظومه العربية من خلال رسائل تطبيعية ساذجه لا تشكل أي وزن
سياسي يقدم ما يمكن ان يحمي السلام في المنطقه .
لم يكتف نتنياهو بهذة السياسة التي
كشفت ضعف حلفاءه بل ايضا سعى الى تطوير مشروع شخصي له قائم على العنصرية من خلال
تسليح المستوطنين الاسرائيلين و قيامهم بحملات اعتداءات مستمرة على الاحياء
العربية و الشباب العربي شبيه بنظام (KKK)
وهي Knights of the Ku Klux Klan.
وهو تنظيم كلاوكس كلان العنصري القاتل لإرعاب العرب و ترحيلهم من منازلهم وسط صمت
العالم و غياب الاعلام الحر .
اليوم توسع الصراع و سيدفع ثمن هذة
السياسة الفاشلة الاسرائليون و الفلسطينيون على حد سواء وهنا اصبحنا نخجل ان نتحدث
عن مشروع السلام لان اطفالنا ينظرون الينا بكثير من العتب و اللوم على الجرائم
التي ترتكبها اسرائيل منذ اشهر بحق المقدسيين و لم تجد من يردعها سوى صواريخ حماس
, و بذلك منح نتنياهو بطاقة دخول و سيادة للتنظيمات العسكرية ككل لتجد لها مقعدا
على طاولة التفاوض و تفرض ارادتها و اسلوبها .
على ما يبدو ان العالم للاسف لم يستمع
لصوت الضمير الحقيقي عندما تحدث فية الملك عن فرصتنا الاخيرة من اجل السلام ومنذ
اليوم سنرى تحولا في الإراده الشعبية نحو القضية الفلسطينية و ان معادلات السلام
بين الشعوب اصبحت صعبة جدا .
* امينة سر لجنة الحريات في نقابة
المهندسين