التعديل الوزاري الذي جرى بالامس ، بعث
برسالة خطيرة جدا ، مفادها ان لا امل يرجى لمعالجة ما يعانيه بلدنا من مشاكل
اقتصادية ومالية واجتماعية ، طالما ان الحقائب الوزارية باتت حقائب ترضية يتولاها
وزراء غير مختصين وغير مؤهلين ، وان التمثيل والمحاصصة باتا اهم بكثير من التخصص
والمؤهل وحتى من مصلحة الوطن . في الوقت الذي بقي فيه عنصر الشخصنة فارضا نفسه حتى
مع تقديم البيانات الوزارية التي لا تحمل الا الاوهام .. ويبدو ان موضوع تشكيل
الحكومات وتعديلها اصبح خارج اهتمامات الشارع الذي بات اليأس والاحباط يسيطران
عليه . وان فجوة عدم الثقة بمؤسسات الدولة وتحديدا الحكومة اخذت تتسع .. في تأكيد
على ان عهد الحكومات القوية قد ولى وربما الى غير رجعة .. يوم امس كان يوما حزينا
في تاريخ الوطن ونحن نشاهد الى اين وصلت الامور في دولة تعاني بطالة وفقر وعجز
ومديونية بنسب وارقام مرعبة ، تترجم الوضع الاقتصادي المتردي .. حزينا ونحن نشاهد
الاعتبارات الشخصية والتمثيلية والمحاصصة تتقدم على الاعتبارات الوطنية حتى اصبحنا
نخشى على مستقبل ابنائنا .. وبما ان الحكومات التي جرى تشكيلها ( وتعديلها ) في
السنوات الاخيرة ، تتشابه في طريقة
تكوينها .. ففي ذلك اشارة الى ان هناك من يتحكم بمسارها ويريدها ان تسير في هذا
الاتجاه المعاكس والمتعارض مع المصالح الوطنية .. وان هذا يؤكد ان الامور باتت
بالفعل صعبة .. صعبة لان الحكومات ليست في مستوى التحديات والتطلعات والظروف
الصعبة التي نعاني منها .. ولاننا ما زلنا نزج بوزراء ليسوا مؤهلين وقد تولوا حقائب
وزارية تفوق امكاناتهم وقدراتهم ومؤهلاتهم المتواضعة ..
نعم .. لا امل يرجى .. وما هذا الذي
نسمعه من خطط وبرامج واستراتيجيات وبيانات وزارية الا مجرد شعارات لا تمت للواقع
بصلة .. فهل الاردن مجرد هؤلاء الاشخاص الذين يتداورون المناصب الحكومية رغم عدم
اهليتهم ، لدرجة اننا استبدلنا مصطلح الاستقالة بمصطلح الاستراحة وكأن الاردن ليس
فيه الا هذه الحفنة من الوزراء غير المؤهلين ..!! .