يوم طبي مجاني في مركز شابات سوف مندوبا عن جلالة الملك.. رئيس الوزراء يشارك في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي مواطنون: نوابنا لم ينفذوا ما وعدوا به.. تقرير تلفزيوني الآلاف يخرجون في لندن لوقف الحرب على غزة افتتاح مقر حزب نماء في محافظة جرش "ضريبة الدخل": غرامات تتراوح ما بين 100 – 500 دينار على من يتأخر بتقديم اقرارات الضريبة اكاديمي متخصص: الزيارات الملكية للمواقع الأثرية إشارة لضرورة الاهتمام بالسياحة.. فيديو انطلاق فعاليات المؤتمر المعماري الاردني الدولي السابع رئيس الديوان الملكي يفتتح مشاريع مبادرات ملكية في محافظة إربد زين راعي الاتصالات الحصري لسِباق ألترا ماراثون البحر الميت الامانة تعلن طوارئ متوسطة للتعامل مع حالة عدم الاستقرار الجوي المتوقعة الأشغال تنهي أعمال فتح وتعبيد طريق كثربا-الأغوار المرصد العمّالي: مستوى تطبيق معايير السلامة والصحة المهنية في الأردن ضعيف امين عمان يعلن 15 آيار بدء التشغيل التجريبي للباص سريع التردد عمان الزرقاء نتائج "ميتا" الفصلية تتجاوز التوقعات .. والسهم يربح 4.7 دولارات

القسم : بوابة الحقيقة
العلاقات السعودية الاميركية بعد تقرير خاشقجي
نشر بتاريخ : 3/2/2021 12:07:05 PM
د هايل ودعان الدعجة

يحاول البعض تنصيب نفسه محل الادارة الاميركية في تحديد شكل العلاقة مع المملكة العربية السعودية  على خلفية تقرير الاستخبارات الاميركية بشأن جمال خاشقجي ، محاولا شيطنتها والذهاب بعيدا في تحليلاته لدرجة التشفي والتمني بان تشهد هذه العلاقة تحولا لافتا يدفع بالولايات المتحدة حد استخدام لغة الوعيد والتهديد والقطيعة مع السعودية . وذلك على خلفية تأثر هذا البعض بالبيئة الفكرية والحزبية والمذهبية والتياراتية التي ينتمي لها ، والتي لم تجلب لامتنا الا الهزيمة والدمار والخراب . لدرجة انه بات يعلق امالا على دولة اجنبية في استهداف دولة عربية اسلامية ترجمة لمواقفه العدائية منها ، متجاهلا ان السعودية دولة ذات سيادة ومحورية ولها وزنها وكلمتها ومكانتها ، وتمثل ثقلا دينيا واقليميا واقتصاديا وماليا وسياسيا كبيرا وهاما في المنطقة ، يجعلها قادرة على توظيف قدراتها ومواردها وامكاناتها في تحشيد اطراف اقليمية الى جانبها وتحت قيادتها ، بما يمكنها من قلب موازين القوى ، وهي التي امكنها تشكيل تحالفات عربية واسلامية وقيادتها في مواجهة التنظيمات الارهابية في الاقليم ، اضافة الى استجابة الدول العربية والاسلامية مجتمعة لدعواتها في عقد اجتماعات ولقاءات مختلفة لبحث ملفات وقضايا ذات مصالح مشتركة . في تأكيد على فاعلية دورها وحضورها وتأثيرها ، الذي ليس من السهل على اي من الاطراف الدولية تجاوزه او تجاهله حتى وان كان بوزن الولايات المتحدة ، المشغولة والمصدومة هذه الايام بحجم تبعات تركة الرئيس السابق دونالد ترمب الثقيلة والخطيرة والمكلفة في ظل السقوط المدوي لمنظومتها القيمية والاخلاقية التي تهاوت على وقع ضربات الرئيس ترمب الموجعة ، وتحريضه على العنف والتمرد واقتحام احد اهم معاقل اميركا الديمقراطية ممثلا باقتحام مبنى الكونجرس وسقوط عدد من الضحايا ، بطريقة شحنت المشهد الاميركي بالعنصرية والفوضى والانفلات ، مما سيجعل الرئيس الاميركي جو بايدن امام هذا التحدي الداخلي ، الذي يتطلب جهودا كبيرة لتجاوز اثاره المدمرة على بلاده ، اذا ما اراد ان يعيد لها هيبتها ومكانتها وسمعتها ، بدلا من الهروب من هذا الواقع نحو افتعال مشكلات خارجية .

اضافة الى التداعيات السلبية التي تركها عهد ترمب على علاقات الولايات المتحدة مع العديد من دول العالم ، وانسحابها من بعض المنظمات والاتفاقيات الدولية  ، مما سيدفع بادارة بايدن نحو التفكير بضرورة التهدئة واعادة الدفء لعلاقات الولايات المتحدة الخارجية . مع الحرص على عدم فتح جبهات خلافية او الدخول في اشكاليات مع اطراف دولية حتى لا تفقد تركيزها في معالجة الاولوية التي فرضت نفسها على اجنداتها ، والا فان الامور قد تخرج عن السيطرة وتكون مرشحة الى مزيد من الفوضى والانفلات ، وبشكل قد يؤثر سلبيا على صورتها ومكانتها ، وربما على قيادتها للمنظومة الدولية ، ووجود اطرافا اخرى قد تقاسمها وتشاركها هذه القيادة بفعل هذه التطورات مجتمعة . مما يجعل المملكة العربية السعودية امام خيارات متعددة ومفتوحة ، قد تمارسها كاوراق ضغط على الادارة الاميركية ، وبحسب موقفها ورد فعلها من تقرير خاشجقي ،  وربما التفكير بالتخلي عن علاقتها المميزة والتاريخية بالولايات المتحدة ، والانضمام الى محاور وتحالفات مع اطراف دولية اخرى فاعلة ومؤثرة ، ستجد في السعودية التي تمثل ثقلا محوريا اقليميا وعالميا ، عاملا مهما في زيادة نفوذها وتأثيرها وحضورها وتدعيم كفتها في منافستها العالمية . الامر الذي لا يمكن للولايات المتحدة المجازفة او التضحية به تحت اي ظرف من الظروف . وهو ما يؤكده حرصها على الحفاظ على مصالحها الاقتصادية الكبرى مع السعودية ودعمها امنيا ، وابقاء المجال مفتوحا للتفاهمات المشتركة معها حيال الملفات العديدة التي تشهد اتفاقا متبادلا ، وعدم احداث اي شرخ او الذهاب بعيدا في علاقاتهما حد الدخول في صراع في ظل الروابط القوية والهامة والمميزة التي تجمع بينهما .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023