كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو "الصناعة والتجارة” تطرح عطاء لشراء قمح وشعير ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين العدوان على غزة يدخل يومه 412 والاحتلال يوصل ارتكاب المجازر جلسة تعريفية بالبرنامج الوطني للتشغيل في غرفة تجارة الزرقاء ناجحون في الامتحان التنافسي - سماء 3 وفيات و8 اصابات بحوادث على طرق خارجية وداخلية 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا شمال غزة
التفسير العلمي – من الناحية الإعلامية الرقمية- للمسارعة فِي نشر أخبار كاذبة، وغَيْر مثبتة بِسَبَب حادثة الانْفِجَار الَّتِي حصلت فِي الزَّرْقاء أمس مرده إلى وفرة عالية فِي أدوات بث الـمُحْتَوى (منصات التواصل الاجتماعي، وأدوات الاتصال الـمُخْتَلِفَة)، مُقابِل قلة وندرة فِيما يُمْكِنُ للمرء أن يناقشه فِي هَذِهِ الْوَسائِل، فيؤدي بِهِ إلى التقاط أي مَعْلُومَة بغض النظر عَن صحتها، وَمُحَاوَلَة إيجاد تفسير لَهَا، فيسرع إلى بثها مُدَّعِيًا أن لَدَيْهِ الحَقِيقَة، وَالـمَعْلُومَات الصحيحة.
ولتقريب الصُّورَة أكثر، لنفرض أن شخصًا وجد نَفْسه فَجْأةً وسط كَمِّيَة هائلة من أشهى الطَّعَام، وَبِطَرِيقَة لَمْ يتوقعها فِي حياته، سيقع فِي مفارقة أن حاجته لِلْطَعامِ محدودة، وقليلة، والمتوفر كثير، وهَذَا سيؤدي فِي بَعْض الأحيان إلى تناوله كميات هائلة من الطَّعَام تقوده إلى التهلكة، وهَذَا ما يَحْصل مَعَنَا فِي حَيَاتنَا الواقعية بِسَبَب منصات التواصل الاجتماعي وَعَلَى رأسها الفيس بوك والتويتر، عِنْدَمَا يَجِد المواطن العادي فَمهِ مَفْتوحًا ولا كَلام موجود فِي رأسه ليقوله، فيلجأ إلى خياله الَّذِي يخلط جزءًا من خزعبلاته مَع الوَاقِع الصحيح، فينتج لَدَيْنا محتوى كاذب من الدرجة الأولى، وقابل للتصديق أيضا للأسف.
فَهَذِهِ الـمَنَصات، والأدوات وفرت لأيّ إنسان القُدْرَة عَلَى البث الْمُباشر، ونشر أي محتوى بأيِّ وَقْت، وَدونَ تكلفة تذكر، وَدونَ وُجُود أي رقيب أوْ حسيب، وَفِي الـمُقَابِل لَمْ يَتِمّ تأهيل من يَقُوُم باستعمال هَذِهِ الـمَنَصات والأدوات – ولا يُمْكِنُ أن يَكُون هَذَا متوفرًا فِي الـمُسْتَقْبل القريب- فنتج عَن ذلِكَ حُصُول فيض كَبِير فِي الـمَعْلُومَات المتناقضة، وتشويش أكبر عِنْدَ المتلقي.
لَنْ يتوقف سيل الأكاذيب، وفيض التضليل، وَالـمَعْلُومَات المتناقضة عَن الظهور فِي أي فُرْصَة سانحة، وخاصة أثناء الحوادث الخطيرة، وَلِلأسَفِ فإن وَسَائل الإعلام الرسمية فِي بلادنا، ونتيجة ظروف مُعَيَّنَة لا تَسْتَطِيع مجاراة شغف، وَحُبّ النَّاس لِلْحُصولِ عَلَى الـمَعْلُومَات، وحسب القاعدة المعروفة، فإن كل شَيء لا يقبل الفراغ، وإذا لَمْ يقم المختصون (الإعلاميون المؤهلون) بتعبئة الفراغ، وَفُضُوُل النَّاس لِلْحُصولِ عَلَى الـمَعْلومَة، فإن مغامري العالم الرقمي هم الأقدر والأسرع عَلَى سد هَذِهِ الثغرة الخطيرة، وهم مثل الدواء غير المجرب، يعالج عَرضًا صغيرًا، وَلكِنَّهُ قَدْ يأخذ روح الإنسان فِي طريقه. فَهَلْ يعي المسؤولون فِي بلادنا ذلِكَ؟
* أستاذ الإعلام الرقمي جامعة الشرق الأوسط