القسم : بوابة الحقيقة
الدور الذي قدمته نقابة المعلمين في ملف المناهج
نشر بتاريخ : 11/17/2016 5:36:27 PM
تامر البواليز



بقلم: تامر البواليز

نقابة المعلمين قدمت في ملف المناهج وجدلها موقفا لا غاية منه الا اظهار حقيقة التدليس الذي مورس بأبشع الصور وأبخسها في قضية التعديلات والتشوهات التي طرأت على المناهج.

 نقابة المعلمين كانت من اللحظة الأولى تؤكد على رفضها وانسلاخها عن تلك الخطوة التي زادت الكتب المدرسية تنفيسا وتبخيسا في قدرتها على بناء عقول الطلبة،وكانت كل المؤشرات تؤكد بأن الكتب المدرسية خضعت لمؤامرة واضحة غرضها ومفادها حذف اكبر قدر ممكن من الآيات والاحاديث النبوية وما تلك الجنحة الخطيرة الا مقدمة لما هو اخطر واعظم من حذف مبرمج وسحق يتوج بالغاء كل ما يمت للدين الاسلامي بصلة ! و من يعتقد ان هذا التحليل جاء من باب التخمين فهو واهم ولعل قريحة التفكير لديه غاب عنها فهم ما صرح به نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وغيره من الذين لف لفهم وتبرعوا بقدحهم لكل فكر ارهابي ومتطرف انتجت جيلا داعشيا منغمس ومندفس حتى النخاع بالفكر المتطرف ! وعليه كانت مقشقشة التوالي وقاصمة الظهر التي استباحت كتب اللغة العربية وغيرها .

على كل حال وبعد مرور شهرين واكثر على الضجة والهبة الشعبية التي نددت واستنكرت شكل ومضمون المناهج وفي ظل موقف رسمي سطرته نقابة المعلمين الاردنيين شهد له الجميع بالموقف العقلاني وغير المتسرع وفي الوقت الذي راهن فيه بعض المغرضين على موقف النقابة الداعم للتعديلات واعتبارهم جزءا منها !  وبحمد الله خاب ظنهم واثبتت وتحدثت النقابة مرارا وتكرارا عن موقفها الرسمي والمؤسسي من تشوهات المناهج وأفردت مساحة كبيرة من قنواتها الاعلامية المتاحة لابراز الحدث بشكل يؤكد على صحة موقفها فكان لها من التصريحات والتوضيحات حصة كبيرة في الاعلام المرئي والالكتروني والمسموع وابلى فيها البلاء الحسن الناطق الاعلامي لنقابة المعلمين الدكتور احمد الحجايا الذي عجز عن مواجهته عتاة واباطرة المناهج الجديدة ، وكان لرئيس لجنة الازمات في قضية المناهج الاستاذ حسن العتوم دورا كبيرا وجهدا عظيما لاظهار زيف المطبلين والمنتفخين كذبا وادعاءا ، وكانت النقابة حاضرة بفروعها التي عملت في كافة محافظات المملكة على لعب دور مميز وكبير في اعلاء شأن الموقف الذي اعلنت عنه نقابة المعلمين وباجماع كل الفروع دون استثناء .

الزملاء والزميلات : على الرغم من قلة الامكانيات المتاحة لاعلام نقابة المعلمين وتحديدا مكتبها الاعلامي الا انه كان بالامكان خلال الفترة الماضية تصدير وتقديم موقف النقابة عبر كل المنابر الاعلامية في قضية المناهج وكان لبرنامجنا استديو التعليم جهدا كبيرا في اعداد ثلاث حلقات متتابعة للحديث عن المناهج وكان حضور اعلام نقابة المعلمين يتقدم كل الخطابات المناهضة للتشوهات والتعديلات وبحمد الله ايضا استطاع اعلام النقابة اصدار ملفين يتضمن كل واحد منهم العديد من  النماذج التي تبرز حجم التغول والتبجح في حذف الايات والاحاديث وكان البعض وهم قلة يتحدثون عن موقف غير علمي وبحثي للنقابة في قضية المناهج وبرز هذا الرأي خلال المؤتمر الصحفي لوزيري الاعلام والتربية ، ولا ندري اي تحليل هذا الذي تتطلبه مسألة واضحة المعالم بكل تفاصيلها !! فهل يعقل ان تحتاج احدى الصفحات في كتاب اللغة العربية للتحليل والتحميض والتخمير لفهم المغزى والمكنون الذي ادى لحذف اية من القرأن الكريم كانت في وسط الصفحة او اسفلها وفي نفس الوقت بقيت الصفحة كما هي دون زيادة او نقصان بحروفها وصورها والوانها ومدلولها اللغوي ومقصدها الفكري ! فهل تحتاج هذه الصفحة لدراسة بحثية لفهم ما حدث فيها !؟ وبحمد الله استمر العمل على دحض ونفي كل الافكار البائسة في تبرير التعديلات وكانت الفعاليات التي تقام في المحافظات اثرا كبيرا وملموسا في بيان الحقيقة واثباتها وما كان لصاحب القرار بعد ضعف الحجة وغياب البرهان لديه الا السعي وراء الهاء واشغال الرأي العام عن هذه الطامة وكان الطالب ضحيتها ودرعها البشري الذي تلقى قرار تعديل التوقيت دون مقدمات تذكر ودون اي مبرر يذكر وغاية نبيلة تعود بالنفع والايجابية على العملية التعليمية في مدارس المملكة واقتصرت ديباجة القرار على زيادة وقت الحصة والدوام الرسمي فقط ، وعندها لجأ الطالب للاحتجاج والاندفاع بعفوية ضد قرار ارعن وساذج وعمت الفوضى ودب التعطيل للدوام في العديد من المدارس وكانت الدعوات البريئة للاحتجاج والاعتصام والتظاهر تدب في ساحات المدارس وامام مديريات التربية ومسيرات تجوب الشوارع واشتباكات واعتقالات بين صفوف الطلبة ومظاهر التخريب وحرق الاطارات وازعاج المارة ، مما استدعى من الاجهزة الامنية ان تستنزف جزءا كبيرا من دورها الذي تقدمه في خدمة الوطن وامنه ولنا فيه الفخر العظيم في كل اصقاع الارض وفي محيط ملتهب عاثت فيه الحروب وانعدام الامن فسادا وخرابا ، لتجد نفسها امام معضلة مفتعلة وخصومهم فيها أبناءهم من الطلبة الابرياء !!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023