تحدثنا في مقال لوجستيات كورونا ( CORONA LOGISTICS) السابق عن واجبات قطاعات المجتمع المختلفة في العمليات اللوجستية ( LOGISTIC OPERATIONS ) اللازمة لاستمرار الحياة في ظروف الحظر الذي فرضه علينا انتشار جائحة كورونا وكان ملخص المقـــــــــال " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ".
سنتحدث في هذا المقال المكمل للمقال السابق والذي آمل ان يفتح باب عصف ذهني للمختصين في هذا المجال لتقديم افكارهم لمساعدة اصحاب القرار لبناء خطط واليات قابلة للتطبيق يمكن للقطاعات الاستفادة منها واعداد خطط فرعية مبنية على قواعد سليمة مستفيدين من تجارب الاخرين لضيق الوقت المتاح للتخطيط وارتفاع التكاليف سواءا" بشرية او مادية بحيث يتم بناء اليات عمل لتخفيف اثار هذه الجائحة. وسنتطرق لجانين مهمين في بناء الخطط الوجستية في مثل هذه الظروف العصيبة وهما:
الدعم المادي:
احسنت الحكومة صنعا" بتخصيص حساب بنكي لجمع المعونات للقطاعات المتاثرة وعليها سرعة اعداد ونشر خطة وحجم الدعم لكل قطاع بحيث يستطيع المتأثر عمل موازنة ما بين موارده المتوقعة والاستهلاك ، فالمشاهد لغاية الان هو ارتفاع سقف توقعات الدعم والذي سيتم تامينه وصرفه للمتأثرين وكانهم سيحصلون على واردات لا تقل عن وارداتهم الاعتيادية السابقة.
من المفرح ان اجراءات الحكومة التي تعلن عنها تباعا" اجراءات سليمة وامنة صحيا" واجتماعيا" وسهلة التطبيق ومنها على سبيل المثال المحافظ الالكترونية التي يستطيع المواطن استخدامها بشكل امن ومريح وهنا اسجل للحكومة ذكائها في تسريع عملية التحول الالكتروني مستغلة حاجة القطاعات للوسائل الحديثة لتسهيل عملها.
(3) على الحكومة ضمان توفر الموارد المالية لتغطية تكاليف النشاطات المستجدة كتكاليف الرعاية الصحية الاضافية التي فرضها تفشي الجائحة والمصاريف الامنية غير الاعتيادية وتكاليف الدعم القطاعي سواءا" بتعديل على الموازنة للمناقلات ما بين البنود اوالقروض او اية وسيلة متاحة يمكن تحصيل الدعم منها مثل المساعدات والمنح.
(4) على قطاع الاعمال توفير ما يلزم وما يمكن توفيره من تكنولوجيا وموارد مالية لاستعادة عجلة الانتاج باسرع وقت ممكن وتوفير ظروف عمل مناسبة للمناخ السائد تحت تاثير الجائحة من حيث تقسيم العمل حسب طبيعته بحيث تكون الادارة عن بعد وتقسيم العمل ميداني (عمليات الانتاج/التصنيع الخ...) الى اجزاء ( ما يمكن تنفيذه من المنازل او بالموقع ) وتقسيم عمل الموقع الى جزئيات بحيث تنفذ بالحد الادنى من التقارب وليس الاختلاط وبالحد الادنى من تنقل العاملين بتامين سكن لعمال المصنع لقضاء اكبر مدة زمنية بعيدين عم المجتمع ( يمكن الاعتماد على عنصر الشباب وغير المتزوجين مثلا").
الدعم التنظيمي:
تامين المتطلبات : وهي من اهم العمليات اللوجستية وليكون النجاح حليفها لا بد من:
اعداد قاعدة بيانات بالمخزون الاستراتيجي واحتياجات جميع القطاعات بما فيها الامنية.
اعداد خطط استهلاك لجميع القطاعات بناءا" على قاعدة البيانات اعلاه للموازنة ما بين المتوفر والممكن توفيره تحت الظروف والاستهلاك المقنن.
تدوير المال: لا بد من توفر السيولة النقدية لتنفيذ عمليات الشراء والبيع ويمكن تشجيع بعض الاساليب التكنولوجية لتداول المال خلال الازمة ومنها:
تسيير سيارات كبنوك متحرك وبالتعاون ما بين جميع البنوك العاملة للوصول الى القرى والمناطق النائية التي تخلو من فروع البنوك بحيث يقدم البنك المتحرك الواحد الخدمة البنكية من بنوك عدة للمتعاملين (ATM).
تشجيع جميع المحلات التجارية على استخدام الكاشات الذكية والمزودة بماسح ضوئي.
(جـ) تشجيع المواطنين والمؤسسات والمحال التجارية لاستخدام الدفع طريق البطاقات الائتمانية.
التسوق :
لتقليل الاختلاط لا بد من اتباع تنظيم لضمان تواجد الافراد بالحد الادنى في الاسواق والاماكن العامة وتاليا" مقترحات للمناقشة:
اصدار بطاقات تسوق بالتعاون مع الشركات العاملة في تكنولوجيا المعلومات بحيث يصدر بطاقة واحدة لكل رب عائلة وحسب دفتر العائلة وبلونين احدهما للارقام الفردية والاخر للارقام الزوجية لضمان متسوق واحد لكل عائلة ويتم تحديد ايام لحاملي البطاقات ذوات الارقام الفردية وايام اخرى لحاملي بطاقات ذوات الارقام الزوجية.
اصدار بطاقات تسوق للمقيمين بنفس النظام وحسب جواز السفر او وثيقة مفوضية الامم المتحدة ويتم التسوق بنفس الطريقة.
(جـ) اعداد حملة اعلامية بجميع الوسائل المتاحة لتوجية الراي العام للتاقلم مع نمط استهلاكي جديد يحافظ على المخزون الاستراتيجي من المواد الاساسية ومنع الاستهلاك الجائر للموارد والحد من التالف في المواد الغذائية.
وفي الختام فان نجاح اي اجراء لا يتأتى الا بتفهم وتعاون الجميع وحرص كل قطاع على تنفيذ واجباته وما يراه في الصالح العام حمى الله الاردن واعانه على مكافحة هذه الجائحة اللعينة وادام عليه الامن والامان في ظل الراية الهاشمية.