قرعة كأس العالم لكرة السلة للشباب تضع الأردن وكيان الاحتلال بمجموعة واحدة مواجهات مرتقبة في قرعة الملحق المؤهل إلى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى كتائب القسام تعلن أسماء 3 محتجزين ستفرج عنهم السبت الحكومة تقرر رفع أسعار المحروقات لشهر شباط رئيس الوزراء يدشن المرحلة الأولى من مشروع مرسى زايد في العقبة هيئة البث العبرية: معبر رفح سيُفتح اليوم الجمعة التوثيق الملكي يعرض وثيقة بمناسبة ميلاد جلالة الملك وتسميته وليا للعهد حريق كبير يلتهم سفناً في السويس غارات تستهدف الحدود اللبنانية السورية "الأونروا": القانونان اللذان أقرهما الكنيست "الإسرائيلي" يسعيان إلى تضييق وعرقلة عمل الوكالة "الملكية الأردنية" تسير أولى رحلاتها إلى دمشق بعد توقف 13 عاما مطلية بالذهب.. بيع فيلا "قصر الرخام" في دبي بـ 115.8 مليون دولار الصين.. سمكة كبيرة تهاجم حورية البحر! لويس إنريكي: لا أريد مواجهة برشلونة أو ليفربول

القسم : مقالات مختاره
زلزال ترامب
نشر بتاريخ : 11/13/2016 1:00:12 PM
احمد ذيبان
احمد ذيبان

يدخل « ترامب» البيت الابيض، عن طريق انتخابات «غير مزورة « كانت نتائجها ، أشبه ب»الصدمة والترويع» لشرائح واسعة من المجتمع الاميركي ، كما شكل فوزه مفاجأة مذهلة لغالبية دول العالم ! بعد أن تم «شيطنة « شخصيته في وسائل الاعلام ، استنادا الى تصريحاته ومواقفه المتقلبة والغريبة المقلقة خلال الحملة الانتخابية ، وكانت أكثر عناوين حملته إثارة للجدل والقلق ، مواقفه العدائية ضد المسلمين والنساء والسود ومن أصول أميركا اللاتينية، ومع ذلك حصد ترامب نسبة كبيرة من أصوات هؤلاء، من مختلف «الأصول والمنابت».

وربما كانت كلمة السر في ذلك ، أن المحاور الأساسية لحملة ترامب ، ركزت على قضايا حياتية أساسية تعني المواطن الأميركي ، مثل الضرائب والضمان الاجتماعي والتأمين الصحي والتوظيف، وكانت السياسة الخارجية هامشية في خطاباته، رغم أن أميركا هي الدولة الأعظم في العالم، وصاحبة أكبر نفوذ سياسي ووجود عسكري خارجي ، ومصالحها تعتمد على نفوذها الخارجي في مختلف القارات! حتى أنه لم يعرف أن روسيا ضمت شبه جزيرة القرم.

وتحت وقع الصدمة ، نسي الكثيرون أن رئيس أميركا، ليس مثل الحكام في غالبية دول العرب، يوصف بألقاب استثنائية مثل الحكمة والإلهام ، وصاحب الرؤية الثاقبة و» القائد الضرورة».

وكراهيتنا لسياسة أميركا الخارجية لا تلغي حقيقة، أنها دولة مؤسسات مدنية وعسكرية وللكونغرس دور أساسي في صنع السياسات وإقرار التشريعات ، ومن الطبيعي أن يكون لكل رئيس أسلوبه في التعبير عن مواقفه.

لا أقلل من تطرف ترامب وتوجهاته العنصرية، لكن كثيراً من شعارات المرشحين تكون وقتية ، حيث يضطر المرشح الذي يفوز الى التعامل بواقعية ومسؤولية ، وبشكل مختلف عن الشعارات التي كان يطرحها خلال الحملة الانتخابية، وسنلاحظ ذلك عمليا عندما يتسلم ترامب مسؤوليات الحكم في شهر يناير- كانون الثاني المقبل، بل إنه فور إعلان فوزه تغيرت لهجته في خطاب النصر الذي ألقاه ، حيث أشاد بمنافسته المهزومة هيلاري التي أشبعها شتما خلال حملته الانتخابية ، ودعا الى وحدة الأميركيين ! ثم أن الاميركيين يحبون التغيير، وعبر تاريخ الولايات المتحدة ، نادرة هي الحالات التي حكم فيها ، أي من الحزبين الرئيسيين «الجمهوري والديمقراطي» أكثر من ولايتين متتالتين.

أميركا بلد مفاجآت ، فهي تنتخب ترامب رئيسا ، ولنتذكر أن انتخاب أوباما عام 2008 شكل «زلزالا « سياسيا ، فهو أول رئيس أميركي أسود من أصول أفريقية ، في بلد كان السود يعانون فيه من سياسات وسلوكيات عنصرية قاهرة، لكن وفي سياق نزوع الاميركيين للتغيير فان كثيرين منهم، يعتبرون أن سياسة أوباما « المائعة» إزاء العديد من الملفات الخارجة ضربت هيبة أميركا، وكانت محبطة للعديد من حلفاء واشنطن ، وخاصة فيما يتعلق بالملفات والازمات الطاحنة في الشرق الاوسط ! وكان واضحا أن هيلاري وهي من نفس حزبه ، لو فازت ستكون امتدادا لعهد أوباما ، الذي شارك بفعاليته في دعمها خلال حملتها الانتخابية.

ربما كان أكثر الخاسرين بعد هيلاري في الانتخابات الاميركية ، الصحف ووسائل الاعلام ومراكز استطلاعات الرأي العام ، التي كانت ترجح بنسبة كبيرة فوزها، واعتبرت أنها تفوقت على ترامب في المناظرات الثلاث الكبرى التي أجرتها محطات التلفزة ، وكانت تلك الوسائل تعتبر أن فوز ترامب ، سيكون كارثة على أميركا والعالم ، وأعلنت كبريات الصحف الاميركية مثل «واشنطن بوست» و»نيويورك تايمز « دعمها لهيلاري، وهذا يعيد طرح سؤال جوهري حول نزاهة وموضوعية المحللين ووسائل الاعلام ، ودقة ونزاهة استطلاعات الرأي العام ، وتأثرها بالمواقف المسبقة والرغبات السياسية.

تبقى الاشارة الى ما ينتظره الفلسطينيون والعرب من ترامب ، الذين كانوا دائما ينتظرون «الترياق»، مما ستفرزه الانتخابات الاميركية والاسرائيلية من تغيير ، ويتناسون أن ثمة ثوابت استراتيجية تحكم السياسة الخارجية الاميركية، وأن الأمر لا يتعلق بتغيير الوجوه بل المصالح، فكما تعامل أوباما مع ملف القضية الفلسطينية ، لن يحدث تغيير جوهري في عهد ترامب ، ويمكن ملاحظة ذلك من الترحيب الاسرائيلي بالساكن الجديد للبيت الابيض ، الذي كان أول مبادراته دعوة لنتنياهو للاجتماع به في واشنطن ! فيما تسابق العديد من الحكام العرب على الإعلان أنه كان أول المتصلين مع ترامب لتهنئته.

عن الرأي

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023