لا يعقل أن نكون هدفا للدعايات
الإنتخابية الأمريكية والإسرائيلية على حد سواء ، لايمكن أن نرتضي بأن يكون الوطن
مادة للتداول الإعلامي ، ضمن ما يسمى بخدعة القرن ونبدأ نحن بترويج الإشاعات بالضم
والتخلي والبعد عن ثوابتنا الرئيسية التي لاتقبل المساومة والتنازل عنها ، فــ
فلسطين قبلتنا ووجهتنا التي ما حادت عنها بوصلة الهواشم وما توقفت خطاهم عن دعم
قضيتها الى أن أصبحت قضيتهم الأولى ، والأردن بكامل حدوده السياسية والجغرافية تحت
السيادة الأردنية الهاشمية ، فالمخططات الاستيطانية الامبريالية مجرد أضغاث أحلام
لا يمكن أن تأخذ بعدا حقيقيا أو خطوة لتكن أمرا واقعا .
منذ أيام ليست بالقليلة بدأ ماراثون
الدعاية الإنتخابية المبكرة لكل من الرئيس الأمريكي ترامب ونتنياهو في الأراضي
المحتلة بحثا عن شعبوية قياسية وإنجاز مزعوم فكلاهما يروج لذات المشروع بإعتباره
انجاز القرن والحل الأخير لإحلال السلام في المنطقة وفي الأراضي الفلسطينية دون
دراية بأنه المسمار الأخير في نعش عملية السلام المزعومة والسابقة (أوسلو)
ومخرجاتها ، وبداية توحيد المتفرق ولم شمل الصف الفلسطيني والأردني على حد سواء .
بالواقع حالة التخبط والاحتقان الشعبي
جاءت نتيجة عدم فهم وإدراك خيوط اللعبة الأمريكية والتي بدأت ببث (تغريدات ،
وتدوينات) أو مقتطفات لتصريحات وخطابات إعلامية والتي ما تجاوزت حالة حمى الخطاب و
التعايش مع اللحظة عبر الفضاءات الإلكترونية لتغرس سمومها فيما وجدته من أصداء
شعبية على اعتبار أن صفقة القرن املاءات جادة ستفرض قسرا على الشعبين الأردني و
الفلسطيني ، بالنسبة لشعب الجبارين نعلم جيدا ونراهن على انتفاضتهم ووعيهم وحقهم
منفردين في تقرير مصيرهم دون أن يكون مسطرا ومدعوما بتوجيهات أمريكية .
أما بالنسبة للأردن يكفي أن نقول وكلنا
يقين أن لاءات الملك الثلاث دستور لايمكن التراجع عنها ، فموقف القيادات الهاشمية
واضح لايشوبه لبس أو تسويف ، لايمكن التفاوض أو النقاش فيه ، الأردن هو الأردن
بقيادته وشعبه وموقفه الداعم لفلسطين ،والوصاية الهاشمية حق متفق عليه يجمع عليه الفلسطينيون
قبل الأردنيون ، فما دامت الوصاية دام الحق ودامت القضية في إطارها الصحيح وطريقها
الصواب.
وبغض النظر عما يقال ويشاع دعونا من التسويق
و الترويج للشائعات وننتظر فقط الصفعة الحقيقية لصفقة القرن ، ونكن على ثقة بأنها
لن تكن ولن تمضي لأن الأردن حجر الأساس في القضية وفي مسار تقدمها ، فلن يكون
شريكا في مؤامرة على نفسه .
نكرر لاءات الملك الثلاث دستور ،
والملك عبدالله وضع خارطة الطريق بشأن القضية ، لنصمت وندع الامور لأصحاب الأختصاص
وكفانا لعب دور أبواق الشائعات وناقلي الاخبار المسمومة ، المرحلة أشد خطرا من
التبرع بالتحليلات غير المسؤولة ، فقط علينا أن نثق بقيادتنا .