ليفربول يمنح ريال مدريد "صفقة الحلم" في الصيف.. تطور مفاجئ أنشيلوتي يخبر لاعبيه بتفاصيل تكتيكية قبل لقاء بايرن آرسنال ينجو من ريمونتادا توتنهام بسيناريو يحبس الأنفاس غموض مستقبل صلاح بعد واقعة كلوب "الملتقى الطلابي لدعم المقاومة" يدعو إلى وقفة في الجامعات تضامنا مع غزة المركز الوطني للإبداع يطلق مسرداً عربياً بمصطلحاتِ الابتكارِ وريادةِ الأعمال وزيرة التنمية الاجتماعية تبحث مع السفيرة التونسية آفاق التعاون المشترك وزيرة العمل تبحث مع نظيرها القطري آلية زيادة أعداد المشتغلين الأردنيين في قطر من هو النائب الذي يرغب الأردنيون بانتخابه؟.. تقرير تلفزيوني تراجع إيرادات قناة السويس 50% بسبب الأحداث بالبحر الأحمر الخارجية السعودية: أي توسع للعمليات العسكرية في غزة سيؤدي لعواقب وخيمة مؤسسة الأنوف الحمراء- الأردن تطلق المهمة الثانية من مشروع قلب السيرك الأزرق في مأدبا الدخل والمبيعات: لا غرامات على الملزمين بالفوترة حال الانضمام للنظام قبل نهاية ايار "الادارة المحلية" تدعو الى الحيطة والحذر خلال حالة عدم الاستقرار الجوي المتوقعة وزير الداخلية يرأس اجتماعا لمتابعة جهود إزالة الاعتداءات على مصادر المياه

القسم : بوابة الحقيقة
صراع الغاز في شرق المتوسط (٢-٢)
نشر بتاريخ : 12/22/2019 11:17:36 AM
د هايل ودعان الدعجة

بقلم: د. هايل ودعان الدعجة

 

استكمالا للمقال السابق حول صراع الغاز في شرق المتوسط ، فلا بد من الاشارة الى ان التطورات التي يشهدها ملفا ليبيا وشرق المتوسط من شأنهما الدفع بالمنطقة الى مزيد من الصراعات والتوترات ، بعد ان تحولت الى ساحة مشروعة للنزاعات الاقليمية والدولية ، مدفوعة بمصالح الاطراف المتنازعة والمتصارعة وحساباتها المختلفة ، خاصة مع دخول كل من تركيا وروسيا ( والولايات المتحدة ) الساحة من بوابة المنافسة على مصادر الطاقة والثروات الطبيعية ، التي باتت مرتبطة بامنها القومي وحضورها ونفوذها في الساحة العالمية . دون ان نغفل التقارب بين مصر وقبرص اليونانية واليونان واسرائيل ، الذي اثمر عن توقيع اتفاقيات لاعادة ترسيم الحدود بينهم بغية الاستفادة من غاز شرق المتوسط واستخراجه ، بصورة قادت المشهد الى مزيد من التعقيد والتأزيم خاصة بعد عقد منتدى غاز شرق المتوسط في القاهرة ، بهدف التضييق على تركيا الساعية الى التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط ، والحد من الدور الروسي في تصدير الغاز الى اوروبا . مما دفع تركيا الى توقيع اتفاقية مع حكومة الوفاق الوطني الليبية ، تتيح لها التنقيب عن الغاز قبالة السواحل الليبية والقبرصية ايضا لسد احتياجاتها المتزايدة من الطاقة ، التي انفقت عليها اكثر من ٤٠ مليار دولار العام الماضي . في حين دخلت روسيا على الخط من البوابة الليبية  لمواجهة اي محاولات اقليمية تستهدف توفير امدادات غاز بديلة عنها الى اوروبا ، والذي تعتبره بمثابة خط احمر  . . مما دفع البعض بادراج تدخلها في سورية في هذا الاطار ، نظرا للاهمية الاسترتيجية التي تحتلها سوريا ( الى جانب تركيا ) نتيجة احتلالها موقعا هاما تمر من خلاله امدادات الطاقة من ايران ودول الخليج الى اوروبا . حيث وقعت روسيا عقود استثمار للتنقيب عن الغاز الطبيعي في السواحل والمياه الاقليمية السورية ، لتشارك في مشاريع الطاقة المستقبلية لحوض المتوسط . اضافة الى استعداد روسيا للتعاون مع تركيا في قطاع الطاقة شرق المتوسط لضمان احكام سيطرتها على السوق الاوروبية . مما قد يضع التقارب الروسي التركي في مواجهة منتدى غاز شرق المتوسط . الامر الذي قد تكون له تداعياته على موقف البلدين من المشهد الليبي ، وذلك رغم التباعد والتناقض في موقفهما من طرفي الصراع في ليبيا ، حيث تدعم روسيا قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ، بينما تساند تركيا قوات حكومة الوفاق ، ولكنهما بنفس الوقت يطمحان للاستفادة من غاز ليبيا ونفطها ، بطريقة قد تدفع بهما بتكرار السيناريو السوري في شمال سوريا بادلب وشرق الفرات وتطبيقه في ليبيا ، خاصة ان تركيا عازمة على تعزيز حضورها وموقفها في ليبيا ، مما قد يشكل ورقة ضغط لها امام روسيا ويحقق نوعا من توازن القوى في المنطقة ، بشكل قد يؤدي الى توافقات وتفاهمات بينهما لتسوية الوضع في ليبيا على غرار التوافق بينهما في الملف السوري .  اخذين بعين الاعتبار حالة القلق التي تغلف الموقف الاميركي من هذا التدخل التركي والروسي في منطقة تمثل اهمية استراتيجية للولايات المتحدة ، التي قد تجد نفسها مضطرة لاعادة تفكيرها بموقفها السلبي من الازمة الليبية من خلال وضع ليبيا في دائرة اهتماماتها واولوياتها . اضافة الى التفكير بتفعيل دورها عبر الدخول بعقد صفقات والحصول على امتيازات للتنقيب عن الغاز والنفط شرق المتوسط من خلال الشركات التابعة لها ، بشكل قد ينعكس سلبيا على الحسابات التركية والروسية . لدرجة ان ان هناك من يرى بان اميركا ربما تكون قد اعطت تركيا الضوء الاخضر في تركيا لتحجيم مساعي روسيا والحد من طموحاتها في حوض المتوسط على وقع القلق الذي ينتابها من احتمالية وجود تفاهم ولغة مشتركة بين تركيا وروسيا على تقاسم المصالح والادوار وتوزيع مناطق النفوذ من البوابة الليبية ومنطقة شرق المتوسط .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023