ان انتخاب رئيس جديد لتونس، انما يدشن
لمرحلة جديدة مختلفة عن سابقتها، فالرئيس التونسي قيس سعيد بتوجهاته العروبية
القومية الخالصة، يريد معها ان يجعل تونس نموذجا متميزا ومقصدا للشعوب العربية،
خاصة وان الشعب التونسي قد صوت باغلبية كبيرة لصالحه، وهو في ذلك يحاول ان يضع
تونس في موضعها الحقيقي كدولة عربية مسلمة تراعي مصالحها الوطنية والعربية في
المقام الاول.
فتونس قد مرت بعدة مراحل، اهلتها لان
تطلع بدور مهم وملهم للعديد من الشعوب العربية، وقد اثارت مبادرة الرئيس التونسي
قيس سعيد، بان تكون وجهته فور تسميته رئيسا لتونس التوجه الى الجزائر، في بادرة
لاقت ترحيبا كبيرا من معظم التونسيين، فهل تحتاج تونس بالفعل الى دماء جديدة
وافكار وطروحات تتناغم وتتطلعات الشعب التونسي؟
لقد اظهر التونسيين تاييدا منقطع
النظير للرئيس الجديد، واعلنت مساندتها له وللمسيرة الديمقراطية التي اتطلعت بها
تونس، فقد كانت تونس سباقة في وضع المدماك الاول لانتخابات رئاسية بمفاهيم منفتحة
لحرية الترشح لمن يجدفي نفسه الكفاءة والقدرة على تحمل مهام مسؤولية الحكم، حيث
لوحظ عدم اعتماد الحملة الانتخابية لقيس سعيد ذاك الزخم من الاعلانات الانتخابية
والتي تكلف اموالا كثيره، فقد اكتفت حملته الانتخابية بتطوع الشباب والأهالي في
المدن والارياف، وكما صرح قيس سعيد ان الانفاق لا يذكر بالمقارنة مع ما تعارف عليه
في معظم الانتخابات الرئاسية.
تونس وبعد اختيارها لرئيس جديد، انما
تطمح بان تكون مثالا يحتذى به، وذلك باختيار رئيس يمثل الارادة الشعبية مستقلا
بعيدا عن الاحزاب والمحاصصات السياسية، فقيس سعيد بما يمثله من واجهة قانونية
واكاديمية، يحظى بسمعة طيبة وتواضع وثقة عالية وقدرة على التحدث باللغة العربية
الفصحى بشكل ملحوظ، برغبته بان يعيد لتونس
ثقلها الذي تستحق، بدعمه للحريات العامة والمبادئ والقيم ودعمه للقضايا العربية
كالقضية الفلسطينية، ورفضه التطبيع مع اسرائيل بقوة.