الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية بين ميسي ورونالدو.. رودري يختار الأفضل في التاريخ الأمن العام ينفذ تمريناً تعبوياً شاملاً لتعزيز الجاهزية والتنسيق في مواجهة الطوارئ على خطى بيكهام.. أول لاعب كرة لا يزال في الملعب يقتحم عالم الاستثمار في الدوري الأمريكي "غولاني".. أشرس ألوية الاحتلال تسقط في "كماشة" مقاومي غزة ولبنان كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو "الصناعة والتجارة” تطرح عطاء لشراء قمح وشعير ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين

القسم : بوابة الحقيقة
الهواء ملك للجميع.. التجسس الإلكتروني
نشر بتاريخ : 8/18/2019 4:10:35 PM
اسماعيل عايد الحباشنه

اعداد: العميد الركن المتقاعد اسماعيل عايد الحباشنه

 

أصبح التجسس الإلكتروني أحد أخطر وأجدى أنواع التجسس، فقد طغى بإمكانياته الهائلة ودقة نتائجه على أساليب التجسس المعهودة في السابق وممن أدرك أهمية هذا النوع مبكرا سعيا لتطوير أدوات استخدامه خدمة لاهدافها فقد سعت  إسرائيل  وخصصت إمكانياتها للتجسس على  إنشاء شركات ومراكز ابحاث متخصصه وتقديم الدعم اللازم  وبذلك امتد ذراع التجسس الإلكتروني الإسرائيلي إلى أقصى حد ممكن وبما  يخدم مصلحة الاحتلال الإسرائيلي  لانه يخترق الحدود دون تاشيرات أو استئذان تعزيزا لمبدأ استخباري يقول  (الهواء ملك للجميع ).

 

واعتمد جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، بشكل كبير على الأقمار الصناعية للتجسس على الدول العربية، فقد ارتفعت نسبة الاعتماد تلك من 150% إلى 200%، بهدف مراقبة ما يجري في المنطقة العربية، وتؤكد دراسات وتقارير  : "أن الاعتماد على الأقمار الصناعية في الحصول على المعلومات وعمليات الرصد لن يتوقف بل سيزداد خلال السنوات القادمة، نظرًا لما تتعرض له المنطقة من أحداث".

 

وكشفت صحيفة "إسرائيل اليوم"  أنّ دولة الاحتلال تُسيطر على فضاء جميع الدول العربية بواسطة 6 أقمار صناعية مهمتها تصوير كل صغيرة وكبيرة تحدث في الدول العربية وغير العربية، وتعرف الوحدة المسؤولة عن إدارة الأقمار الصناعية ذات أغراض التجسس في جيش الاحتلال، بمجموعة أقمار "عاموس"، حيث يقوم كل واحد من الأقمار الستة بتغطية الكرة الأرضية بأكملها كل 90 دقيقة.

 

ومن أخطر البرامج التي تم تطويرها واثبتت نجاعتها ما تم كشفه بتحقيق صحفي لصحيفة "هآرتس" العبرية  أن مجموعة "أن أس أو" الإسرائيلية المتخصصة بتطوير برامج التجسس أبرمت صفقة مع  لبيع برنامج لاختراق الهواتف الخلوية يدعى "بيغاسوس 3" مقابل مبلغ 55 مليون دولار، وأن ذلك تم لإحدى الدول وأثبت فعاليته ونجاحه وسهولة الحصول على معلومات وبيانات ذات خصوصية وحساسيه عاليه خدمت أهداف تلك الدوله فما هذا البرنامج؟ وما مدى خطورته؟

 

مجموعة أن أس أو

"أن أس أو" هي شركة إسرائيلية متخصصة في تطوير أدوات التجسس السيبراني، تأسست عام 2010 ويعمل فيها نحو 500 شخص وتقع قرب تل أبيب.

 

وقد كانت الشركة محل جدل كبير في السنوات الأخيرة، حيث من خلال تقرير  لمختبر سيتزن لاب الكندي لمراقبة الإنترنت، إن "بيغاسوس"، الذي تسوقه الشركة، تستخدمه دول تتميز "بسجلات مشبوهة في حقوق الإنسان وتواريخ من السلوك التعسفي لأجهزة أمن الدولة".

 

وبيغاسوس من برامج التجسس باهظة التكلفة، فوفقا لقائمة أسعار 2016 –بحسب موقع فاست كومباني- فإن شركة "أن أس أو" تطلب 650 ألف دولار من العملاء مقابل اختراق عشرة أجهزة إضافة إلى نصف مليون دولار رسوم تثبيت البرنامج.

 

ومن  بين  الشركات التي كشفت من خلال التحذير الذي أطلقته شركة أبل بعد اكتشاف برنامج تجسس يسمح باختراق أجهزة آيفون وآيباد، عن مدى التقدم الذي حققته الشركات الإسرائيلية المتخصصة في اعتراض الاتصالات.

 

وفي مواجهة هذا بالتهديد الإلكتروني، عمدت الشركة الأمريكية بشكل عاجل إلى تحديث نظام تشغيل أجهزة الآيفون التي وزعتها في الأسواق منذ عام 2011 لحمايتها من برنامج "بيغاسوس" الذي صممته مجموعة (أن.أس.أو) ومقرها هرتسيليا المعروفة بـ "وادي السيليكون" الإسرائيلي، شمال تل أبيب.

 

وليست مجموعة (إن. إس. أو) الوحيدة في هذا المجال في إسرائيل التي تطلق على نفسها لقب "أمة الشركات الناشئة" والتي تعتبر عملية جمع المعلومات ضرورة حيوية في ظل المخاطر الأمنية.

 

تقدر منظمة "برايفيسي انترناشونال" البريطانية غير الحكومية أن هناك 27 شركة إسرائيلية على الأقل ناشطة في هذا المجال، وهذا الرقم يضع إسرائيل البالغ عدد سكانها 8 ملايين نسمة، في طليعة التصنيف العالمي للشركات في هذا المجال، أي 3.3 شركة لكل مليون شخص، مقابل 0.4 في الولايات المتحدة و1.6 في بريطانيا، بين مستخدمي هذه البرمجيات حكومات في أمريكا اللاتينية وآسيا الوسطى وإفريقيا.

 

ووصفت شركة  "أوت لوك" لأمن الهواتف النقالة برنامج بيغاسوس بأنه الهجوم الأكثر تطورًا، الذي اكتشفته بسبب قدرته على التسلل خلسة إلى أجهزة الهاتف التي يخترقها وصولًا إلى المكالمات والكاميرات والبريد الإلكتروني ونظام تحديد الموقع الجغرافي وكلمات المرور والتطبيقات مثل فيسبوك وسكايب وواتساب وفايبر وغيرها.

 

وعند استعراض  وجهة النظر المقابلة ومن  خلال متحدثون باسم مجموعة (إن. إس. أو) الإسرائيلية في بيان أن "مهمة برامج المجموعة هي المساعدة في جعل العالم مكانًا أكثر أمانًا عبر تزويد الحكومات الشرعية بتكنولوجيا تساعدها على محاربة الإرهاب والجريمة".

 

وأن المجموعة "تلتزم تمامًا بالقوانين والأنظمة المتعلقة بالرقابة على الصادرات"، في إشارة إلى التراخيص اللازمة التي تصدرها وزارة الدفاع الإسرائيلية لبيع الأسلحة والتقنيات، التي يمكن أن تكون لها استخدامات عسكرية في الخارج .

 

والحقيقة أن بيغاسوس هو برنامج تجسسي يُمكِن تثبيته على أجهزة تشغيل بعض إصدارات نظام آي أو إس (أبل) من أجل التجسس على الشخص المُستهدف ومعرفة ما يقومُ به على هاتفه المحمول وكذا الاطلاع على ملفاته وكل الوسائط التي يحتفظُ بها في الذاكرة الداخليّة للجوال. اكتُشفت هذه البرمجيّة في آب/أغسطس 2016 وذلكَ بعد فشل تثبيتها على آي فون أحد النشطاء في مجال حقوق الإنسان – لم يُكشف عن اسمه – ما مكّن شركة أبل من الانتباه لها والانتباه لاستغلالها الثغرات الأمنية بهدف الاختراق والتجسّس.

 

ومن بين وثائق بيغاسوس من مجموعة NSO يوضح مدى المعلومات التي يتم جمعها من جهاز مخترق ببيغاسوس. المصدر: ايميلات مسربة لـ Hacking Team.

 

روابط بيغاسوس الخبيثة ومخدمّات التحكم تستخدم HTTPS، مما يتطلب من المشغّلين أن يقوموا بحجز وإدارة أسماء نطاقات. أسماء النطاقات للروابط الخبيثة في بعض الأحيان تقوم بانتحال شخصية مزودي خدمات الهاتف المحمول، أو مزودي خدمات عبر الانترنت، أو بنوك، أو مواقع حكومية؛ مما قد يجعل الروابط تبدو سليمة للوهلة الأولى. قد يكون لدى المشغّل العديد من أسماء النطاقات التي يستخدمها في الروابط الخبيثة التي يرسلها، ولديه أيضًا العديد من أسماء النطاقات التي يستخدمها لمخدمات مراكز التحكم (C&C). أسماء النطاقات غالباً ما تقوم بتحويل الزائر إلى مخدمات خاصة وهمية (VPS) (نسميها مخدمات الواجهة)، يتم استئجارهم من قبل مجموعة NSO أو من قبل المشغّل.يبدو أن خوادم الواجهة تعمل على إعادة توجيه حركة المرور (عبر سلسلة من الخوادم الأخرى) إلى الخوادم الموجودة في موقع المشغل (تسمى خوادم بيغاسوس الخلفية).

 

وبالرغم من أن احتمالية إصابة الهواتف ببرامج تجسس مماثلة هي احتمالية صغيرة، إلا أن جوجل توصي مستخدميها باتخاذ تدابير وقائية، مثل عدم تحميل تطبيقات إلا من مصادر ذات سمعة جيدة، وتحميل أحدث نُسَخ من برامج الحماية على هواتفهم الذكية.

 

وفي الجانب البحثي فقد أعلن باحثون أميركيون،  أنهم رصدوا استخدام  برنامج تجسس خبيث، من صناعة مجموعة التكنولوجية الإسرائيلية "إن إس أو"، في 45 دولة حول العالم.

 

وقد تبين من خلال فريق البحث الذي يعمل في المركز الحقوقي البحثي التكنولوجي ما يسمى "مختبر المواطن" في جامعة تورنوتو في الولايات المتحدة، إن النتيجة التي توصلوا إليها  كانت بعد مسح أجروه على الإنترنت ووجد فريق البحث،  في التقرير الذي نُشر اليوم، أن برنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس" يعمل في 45 دولة على الأقل، ومن خلالها يُجري مُشغلوا البرنامج عمليات تجسس.

 

وأكد "مختبر المواطن" أنه استخدم أسلوبا لمراقبة الانترنت للتعرف على عدوى التجسس المشتبه بها المرتبطة بمجموعة "إن إس أو" الإسرائيلية في دول كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والهند وتركيا وغيرها.

 

ويوضح الخبراء في الأمن الإلكتروني  أن برنامج بيغاسوس استغل ثلاث ثغرات في نظام "أي أو أس" الذي يشغل هواتف آيفونف لاختراق الهواتف المستهدفة، وأن هذه الثغرات لم تكتشفها من قبل شركة آبل، كما لا يمكن لبرامج مكافحة الفيروسات رصد بيغاسوس الذي يتسلل بهدوء.

 

وكما   أن سبب غياب أي تحرك في الدول العربية لكشف حجم استهداف هواتف نشطاء وصحفيين ببرنامج بيغاسوس هو أن تلك الدول تفتقر لمختبرات متخصصة تجري أبحاثا معمقة على التهديدات الإلكترونية التي تتعرض لها، إذ لا توجد جهة حكومية أو غير حكومية تمول إنشاء مثل هذه المؤسسات.

 

وتاليا بعض النصائح التي يمكن اعتمادها للتقليل من تأثير هذه البرامج الخطيرة على هواتفنا:

 

 أوّلها:   التأكّد من أن أفراد الأسرة جميعهم يدركون الأخطار التي ترافق استخدام الإنترنت، وأن عليهم عدم مشاركة المعلومات الرقميّة، كالصور ورسائل البريد الإلكتروني ومقاطع الفيديو الحسّاسة، عبر الـ «ويب».

 

 النصيحة الثانية  التشديد على ضرورة الحذر عند مشاركة الآخرين معلومات حسّاسة كالعنوان والموقع وتاريخ الميلاد وأرقام الهواتف والمعلومات المالية والأرقام الوطنية وأرقام الأمن الاجتماعي وكلمات المرور وخطط العطلات وغيرها. وينطبق الوصف عينه على أهمية تعليم الأطفال طُرُق استخدام إعدادات الخصوصيّة للخدمات الإلكترونية عبر الإنترنت.

 

 النصيحة الثالثة: تدعو إلى تصفّح الإنترنت بذكاء، بمعنى الابتعاد عن المواقع المشبوهة وغير الموثوقة، وعدم فتح الرسائل الإلكترونية المشكوك فيها، خصوصاً تلك التي تطلب تزويد المُرسِل بمعلومات شخصية، أو تحميل برنامج من الإنترنت قد تُخرب الكومبيوتر، أو استعمال رابط إلكتروني ربما يقود إلى موقع لسرقة البيانات الشخصية.

 

 النصيحة الرابعة : تدعو  إلى إبطال ميزة تحديد الموقع الجغرافي الموجودة في كثير من التطبيقات الرقمية،  وأهميةل التأكّد من اتّباع الأطفال هذه القاعدة أثناء استخدامهم الإنترنت.

 

النصيحة الخامسة :  التحصّن ببرامج مختصّة في الحماية الرقمية، خصوصاً عند الاتصال هبالإنترنت عبر شبكات الاتصال اللاسلكي العامّة،  واستخدام برامج الحماية الرقميّة مثل برنامج «هوت سبوت شيلد» Hot Spot Shield الذي تنتجه «آنكورفري»، لأنه يوفر للأجهزة الإلكترونية المحمولة والمكتبية، اتصالاً مشفراً وآمناً بالإنترنت.

 

ولنتذكر جميعا عند استخدام هواتفنا الخلوية والتعامل مع الإنترنت ان الهواء ملك للجميع..

 

وللحديث بقية.....

* المصادر أكثر من مصدر مختص

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023