بقلم: نائل ابو مروان
الشعب اليهودي والديانه اليهوديه ، هل هم ضحيه مؤامره من اليمين المسيحي؟؟ ،هل الهدف من تلك المؤامره طابعها ديني ؟؟ على وجه العموم، المسيحيه ورؤيتها لليهود على وجه الخصوص؛ بإعتبارهم قتلة المسيح ، لكن بعض المتطرفين في الاوساط البروتستانتيه المسيحيه وجدوا من اليهود وسيله أداة الخلاص لعودة المسيح،تتحدث البروتستانتيه المتطرفه أن تجمع اليهود في أرض فلسطين يسرع من خروج المسيح المنتظر، نادت بالعقيدة الاسترجاعية التي تعني ضرورة عودة اليهود إلى فلسطين شرطا لتحقيق الخلاص وعودة المسيح ، لكي نتحدث عن هذا الموضوع المهم علينا اولا الرجوع الى الماضي لفهم الحاضر، أول جهد وطرح فكرة الدعوة لإنشاء دولة يهودية لا ينسب إلى المنظمات اليهودية بل للمبشر المسيحي الأصولي وليام بلاكستون، وقد شن بلاكستون عام 1891 حملة سياسية للضغط على الرئيس بنيامين هاريسون من أجل دعم إنشاء دولة يهودية بفلسطين. ورغم أنها لم تسفر عن شيء، تعتبر حملة بلاكستون الظهور الأول للصهيونية المسيحية في السياسية الأميركية.الإيمان بحتمية ظهور دولة يهودية في فلسطين كجزء من النبوءة لعودة المسيح أمر يعود للقرن السادس عشر، قبل ظهور الصهيونيه، في انجلترا في القرن السابع عشر في بعض الأوساط البروتستانتية المتطرفة التي نادت بالعقيدة الاسترجاعية التي تعني ضرورة عودة اليهود إلى فلسطين شرطا لتحقيق الخلاص وعودة المسيح، لكن ما حصل هو أن الأوساط الاستعمارية العلمانية في إنجلترا تبنت هذه الأطروحات وعلمنتها ثم بلورتها بشكل كامل في منتصف القرن التاسع عشر على يد مفكرين غير يهود ، اندمج الواقع في بريطانيا بين الفكر السياسي والفكر الديني للاستفاده من تجميع الشعب اليهودي في أرض فلسطين . وما نتج عنه وعد بلفور عام 1917 .نتيجه لما سبق منذ القرن السابع عشر في جعل التجمع اليهودي في فلسطين يحقق ظهور المسيح المخلص كما يؤمن به الاوساط البروتستانتيه المتطرفه، وليس عطف على اليهود .
الصهيونيه : هي حركة سياسية يهودية، ظهرت في وسط وشرق قارة أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر ودعت اليهود للهجرة إلى أرض فلسطين بدعوى أنها أرض الآباء والأجداد، عندما بدأت الحركة الصهيونية في طرح إنشاء وطن قومي لليهود وجمعهم في فلسطين، رأت التيارات اليهودية الدينيه ذلك خطأ فادحًا؛ لأن الذي يُنهي شتات اليهود ويعيد جمعهم في أرض الميعاد هو «المسيا/المسيح»، وبالتالي فإن إنشاء دولة لليهود في فلسطين يُعتبر تَعديًا على الدور الخاص بالمسيح المنتظر. لكن اليمين المسيحي الذي يطلق عادة على معتقد جماعة من المسيحيين المنحدرين غالباً من الكنائس البروتستانتية الأصولية والتي تؤمن بأن تجمع اليهود مهم لتحقيق هدفهم وما يؤمنوا به، لذلك نظروا أن تجمع اليهود يصب في ظهور المسيح المخلص لهم من المسلمين واليهود وجميع الاشرار من وجهة نظرهم ـ ووجدوا في قيام دولة إسرائيل عام 1948 ضرورة حتمية لأنها تتمم نبؤات الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد وتشكل المقدمة لمجيء المسيح الثاني إلى الأرض كملكٍ منتصر. . لهذا يعتبرالصهاينة المسيحيون (اليمين المسيحي) أنه من واجبهم الدفاع عن الشعب اليهودي بشكل عام وعن الدولة العبرية بشكل خاص، ويعارضون أي نقد أو معارضة لإسرائيل خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يشكلون جزءاً من اللوبي المؤيد لإسرائيل. الرئيس ترامب من اليمين المسيحي .مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي هو في الحقيقة أسوأ من ترامب نفسه، وأنه يعتقد أن المسيح يكلمه!!وقد زار «بنس» ، اسرائيل، وألقى خطابه الصهيوني في الكنيست، كاشفا عن أفكار ه المتطرفة، متأثرا بما يؤمن به اليمين المسيحي في الولايات المتحدة الأمريكية.. وتقول الكاتبة الأمريكية «جريس هالسيل»: إن هؤلاء المنصّرين التوراتيين نجحوا من خلال برامجهم التليفزيونية وكتبهم في إقامة ما يعرف باسم «حزام التوراة » في مجموعة ولايات الجنوب والوسط الأمريكي والتي يوجد بها ملايين المسيحيين المتشددين دينيا والمؤمنين بنبوءة «الهرمجيدون» وقرب نهاية العالم بعد أن أصبح مملوءا بالشر الذي يمهد الطريق أمام ظهور«المسيخ الدجال» وجيوش الشر، وهو ما يفرض نزول المسيح المخلّص لحماية المسيحيين المؤمنين به، وأن من واجبهم الإسراع بتهيئة الظروف لنزول المسيح، وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا بدعم اليهود في إسرائيل، وأن بناء الهيكل هو الشرط الأساسي لعودة المسيح !! ..لهذا الشعب اليهودي يتم استغلاله، وسيله فقط لتحقيق أهداف وغاية اليمين المسيحي، وجدت اذان صاغيه لها مع وجود الفكر الصهيوني الذي إستغل الفكر الديني للمسيحيين المتطرفين لتحقيق أهداف الصهيونيه، في الاساس مشروع الصهيونيه قائم على فكر سياسي وليس ديني . وتعتبر إستغلال الدين اليهودي مهم في تحقيق اهدافها . لهذا منذ احتلال فلسطين عام 1948 وإنشاء اسرائيل لم توجد حكومه دينيه في اسرائيل بل جميع الحكومات فيها تم إنشائها بطابع علماني معارض للفكر الديني . لن أتحدث عن الجريمه بحق الشعب الفلسطيني لأنها معروفه للجميع ، وأرض فلسطين متعوده على سحق من يتواجد عليها غازي أو محتل والحروب الصليبيه مثال صغير ، الدول الاستعماريه والافكار الدينيه المتطرفه قائم على خرافات ظهور المسيح حسب فكرهم المريض، سيدفع ثمنها الشعب اليهودي ، يتم إستغلال الشعب اليهودي من أجل تحقيق حلم مجنون لأصحاب فكر متطرف ينتظروا ظهور المسيح الخاص بهم لتحقيق ما يؤمنوا به ، وتساوق الصهيونيه مع أحلامهم كذلك في إستغلال هذا الطرح ، إستغلال الشعب اليهودي وسيله لتحقيق غايه عند أصحاب فكر ديني ينظر اليهم أنهم قتلة المسيح ، تجمع اليهود في أرض فلسطين كما يريد المتطرفين من اليمين المسيحي وسيله لتحقيق غايتهم فقط ، وهو يتعارض مع الفكر اليهودي في جلب الشعب اليهودي الى أرض فلسطين بهذه الطريقه كما يريد اليمين المسيحي، لأن الذي يُنهي شتات اليهود ويعيد جمعهم في أرض الميعاد هو «المسيا/المسيح»، حسب الديانه اليهوديه . وبالتالي فإن إنشاء دولة لليهود في فلسطين يُعتبر تَعديًا على الدور الخاص بالمسيح المنتظر.