من الطبيعي أن تتطلع الشعوب الواقعة تحت الاحتلال إلى أي بصيص أمل في أي نفق من أنفاقها المظلمة، ومن الطبيعي ان يتحمل المستبد عواقب قهره للشعوب الواقعة تحت احتلاله، الشعب فلسطيني يرزح تحت هذا الاحتلال والظلم عشرات السنوات؛ من الطبيعي جدا ان تكون مقاومه . المقاومة حق مشروع لكل شخص سوي يدافع عن وطنه وأهله.
القتل والقمع والاعتقالات والحصار لا توقف الثورة ولا الثوار؛ وإنما تزيدهم غضبا وانتقاما وإصراراً.. هذه قواعد وأسس معروفه يدعمها التاريخ وتدعمها تجارب الثورات والثائرين، الشعب الفلسطيني المظلوم منتصر بالايمان في عدالة قضيته، انتصار نقرؤه من معناة الفلسطيني ومن بين مجازر دباباتكم وحصاركم، ومن مواكب الشهداء وهي تسير فوق رؤوس المشيعين ، تموج بهم الساحات وهم يرددون معلقات النشوة والفرح ويلوحون بشارات النصر عند زفهم لأي شهيد ويزدادون ثباتا وإصراراً على زوال هذا الاحتلال البغيض.
شعبنا يتعرض للقتل والتهجير والحصار.. اعتقال وتنكيل بالنساء والشيوخ والاطفال، حتى لا يوجد أحد يأمن على نفسه وهو نائم في بيته ان يعتقل تحت سيادة السلطة او خارجها، احتلال يستبيح كل شيء ولا نسمع سوى الادانات، كلما تعالت الاصوات في قتل الشعب الفلسطيني وحصاره ومحاربته باسم السلام زاد الاصرار على الثورة . لم نجنِ من اوسلو سوى تدمير ما تبقى من الوطن، وازداد الاسرائيليون قمعا وقتلا واغتصابا للأرض وحصارا لشعب ذنبه الوحيد أنه يريد الحريه كباقي شعوب الارض .
الجميع يعرف ان تقديم «إسرائيل» لمحكمة الجنايات أمر مستحيل، لكن ها هو الشعب قد خرج في مسيرات العوده وفك الحصار في غزه والقدس تنتفض والضفه تشتعل , شعب معتمد على ايمانه واضحا تلقائيا متحمسا غاضبا مندفعا هائجا موحدا حرا منتقما كاسرا لجميع قيود الذل والخوف معتمد على نفسه أن النصر لا يتحقق الا بالمقاومه.. إن أصالة الشعب الفلسطيني الثورية لوطنه دفعت آلاف الشباب والنساء للمشاركة في هذه الانتفاضه الثورية مسيرات العوده وكسر الحصار في غزه؛ وانتفاضه شعبيه في القدس تفتح الابواب المغلقه محذره أن القدس لها شعب قادر على حمايتها وضفه تلتهب شبابها حامله رايات النصر والشهاده الأمر الذي أدهش الأصدقاء قبل الأعداء، بعد ان كانوا يتوقعوا خنوع وخضوع هذا الشعب، ظهر الكثير في هذه الأيام محذراً مرتعباً من الانتفاضة ومسيرات كسر الحصار والعوده التي ستكتب في كتاب تاريخ الشعب أنها ملحمة التحدي والكرامه والثوره والمقاومه في ملحمة التصدي لقتل الشعب الفلسطيني وحصاره لارغامه على الخضوع والقبول بهذا المحتل والرضوخ لامر الواقع من ضم القدس وابتلاع الارض بالمستوطنات وقانون القوميه الذي قتل أي امل للعوده ورسخ أن العوده فقط لليهودي دون باقي البشر .؛ المعركة والمقاومه والثوره ليست كراسي او مناصب، وإن كانت هكذا فعلى أصحاب المصالح ان يجلسوا في بيوتهم، وان يتركوا الشعب يجاهد في الميادين، وعلى أصحاب الحقوق والمظلومين ألا يعودوا إلى بيوتهم الا بعد تحقيق كل شيء؛ فالأجدر بالطلائع السياسية الوطنية ان تبادر لتفعيل قيادة ميدانية موحدة، وتطوير أشكال مقاومة الاحتلال، فما يواجه شعبنا اليوم هو حرب عدوانية ماحقة واحتلال همجي . تدمير وحرب على الشعب الفلسطيني وارضه باسم السلام . استغلال لاتفاقيات لم يوجد بند واحد بها يحقق أي أمل في ايجاد وطن او كيان او حريه للشعب الفلسطيني .ونذكر أبيات شعر ابو القاسم الشابي :
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر...
بعد سنين عجاف وطوال لم يذق الشعب الفلسطيني طعم الراحة والأمان ومنذ ان أبصرت عيوننا النور ونحن نشهد حروبا ودمارا وخرابا، وكأن المصائب لا تلبث ان تفارقنا حتى بدأت درجة الغليان تتصاعد شيئا فشيئا.
استمرار المقاومة بكل أشكالها لاستعادة الحقوق الوطنية الثابتة حق كفلته جميع القوانين الدوليه، لقد عانى الشعب الفلسطيني من الحروب والتشريد والاضطهاد والاحتلال، ولكنه لا يزال صامداً جيلاً بعد جيل، في وجه الطغيان الإسرائيلي، لم يستسلم ولم يركع، الشعب الفلسطيني بصموده الأسطوري سينتصر ويستعيد حقه ووطنه مسيرات العوده وفك الحصار رفع رايته أهل غزه يعيد الى الواجهه ان هناك شعب فلسطيني حي حر أبي صامد يراد له القتل والموت جوعا وحربا ليس لشيء الا أنه اراد ان يعيش حر مثل باقي شعوب العالم .