بقلم: الأستاذ الدكتور عمر علي الخشمان
الهوية الوطنية مصلحة وطنية تدعو
الجميع الى الالتقاء على محبة الوطن والعمل بكل الطاقات والامكانيات من اجل رفعتة
وتطويرة والوصول به الى مصاف الدول المتقدمة والمتطورة ونحن نمتلك طاقات بشرية
مؤهلة ومدربة ومتعلمة ومواطن واعي ومنتمي
وقيادة هاشمية حكيمة.
القيم الوطنية هي مجموعة من المبادي
التي تحدد سلوكيات ابناء المجتمع وتتمثل في الكثير من السلوكيات الايجابية التي
تتمثل في محبة الوطن والاخلاص له والمحافظة عليه والسعي نحو البناء والاصلاح,
السلوكيات الايجابية والاخلاق الحميدة وهذة القيم الوطنية تصقلها الاخلاق الدينية
التي تدعو الى الاخلاق والقيم الحميدة, لانها سمات المجتمعات المتطورة الحضارية
فاينما وجدت الاخلاق كانت الحضارة والتقدم والتطور والسلوك الانساني المتحضر.
منظومة القيم الاخلاقية والتي تتمثل في
التربية الاخلاقية التي تعتبر الاساس المتين لاستدامة الشعوب ولها دور بارز في
بناء الشخصية الوطنية للشباب المعتز بدينة وهويتة العربية الاصيلة وقيمها النبيلة
وارثها الحضاري المميز, ولذلك تضافرت النصوص الشرعية في الحث على حسن الاخلاق
والتاكيد عليها والتمسك بها لان الاخلاق اساس بناء الامم والشعوب وقال نبينا محمد
صلى الله عليه وسلم" انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق" وقال الله سبحانة
وتعالى في مدح الرسول الكريم " وانك لعلى خلق عظيم".
فإذا كان بناء المجتمع والقيم الوطنية
لا تقوم إلا في بيئة وطنية مبينة على التسامح والمحبة ونبل الأخلاق والعدالة
والمساواة وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة فان دور الجامعات والمؤسسات
التربوية لها دورهام ومحوري في تجسيد هذه المبادي
من خلال تطوير المناهج الدراسية وفي مقدمتها مناهج التربية الاخلاقية في
إبراز المواطنة الصالحة, والتحلي بالاخلاق الحميدة والسلوكيات الايجابية من خلال
تعزيز مفهوم المواطنة الصالحة والانتماء الحقيقي للوطن, ومن خلال الانشطة المنهجية واللامنهجية التي
تعزز قيم الاخلاق النبيلة وتجذرها لدى الطلبة, فالمعيار الحقيقي للمواطنة هو الانتماء للوطن الذي يجعله حصينا
في مواجهة الإخطار والتحديات, ويحول دون اختراق القوى الطامعة بالمجتمع, ويكون
الانتماء بالعمل الصادق الدؤوب في خدمة الوطن والتضحية في سبيله, ويتجسد ذلك
الانتماء سلوكا وممارسة بالعديد من المعايير وفي مقدمتها تعزيز الهوية الوطنية
والتمسك بالدستور والحفاظ على سيادة الوطن واستقلاله والاعتزاز بة والحفاظ علية
والعمل على رفعته, وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة,واحترام سيادة
القانون.
من هنا لابد فانة يجب علينا جميعا ان نعتبر القيم الوطنية وهويتنا هدفا ساميا
نعمل جميعا من أجلة معتمدين في ذلك على ديننا الإسلامي الحنيف و رؤى وتطلعات جلالة
الملك عبداللة الثاني المعظم قائد المسيرة بنشر المحبة والاحترام بين أبناء الوطن
الواحد, وجعل لغة التسامح والحوار الهادف الايجابي و قيمنا وعاداتنا العربية
الرفيعة عنوان وحدتنا الوطنية والمواطنة الصالحة التي تحرص على التجمع بين الصفوف
وتنبذ الفرقة والفتنة وتساعد على ترسيخ الأمن والاستقرار والمحافظة على مكتسبات
الوطن وانجازاته, واننا في الاردن نعتز ونفخر في وحدتنا عبر مسيرنا الوطنية, ليس
على اساس الوطن الواحد والشعب الواحد, وانما ايضا ما تمتاز بة الشخصية الوطنية
للمواطن الاردني من روح التكافل, والتضامن والتسامح والانفتاح على الاخر,هذة
الوحدة والتجانس لم تمنع من قيام تعددية في اطار اثراء الحياة الثقافية والسياسية
والاجتماعية.
الامن والاستقرار والمواطنة الصالحة
والانتماء الوطنى والمحافظة على قيمنا وهويتنا الوطنية ونبذ العنف والتطرف واحترام الراي والراي الاخر
كلها عوامل هامة تساعد في بناء نموذج وطني رائع من التكاتف والتلاحم وهي الطريق
الى الوحدة الوطنية الدائمة ضمن منظومة قيم وطنية اخلاقية سامية تظهر لنا مفهوم
القيم الوطنية والاخلاق ونراها جميعا في سلوكنا وتعاملنا مع بعض ومع الاخرين
وتدفعنا الى الابتعاد عن السلوكيات السلبية وتقديم المصلحة الشخصية على المصلحة
العامة وان ندرك ان الاخلاق هي سمة المجتمعات المتطورة الحضارية ونستذكر ما قال
الشاعر احمد شوقي"انما الامم الاخلاق ما بقيت فان ذهبت اخلاقهم ذهبوا"