بقلم: د. صلحي الشحاتيت
في ذكرى الاستقلال، يطيبُ لنا الحديثُ
عن الوطن، الذي نستذكر فيه مسيرة البناء، ونستلهم منه الحاضر بكل إشراق وأمل،
ونستشرف فيه المستقبل بالإيمان والعمل، إنها سيرة مباركة، ارتبطت فيها الأرض
بالتاريخ وبانجازات ماثلة لكل العيون.
ثلاث وسبعون نجمة تعلو سماء الوطن،
تزيّنه من البادية للحضر، ومن شماله لجنوبه، نقرأ من خلالها سيرة الوطن في هذا
اليوم وفي هذا الزمن الصعب، ففي الخامس والعشرين من أيار عام 1946، نالت المملكة
الأردنية الهاشمية استقلالها، و كان الملك عبد الله بن الشريف الحسين أول ملك
عليها، وحتى يومنا هذا مضى على استقلال الأردن 73 عاماً من العطاء والنمو والتطور،
ليصبح بلدًا عصريًا وأنموذجًا في كل شيء. فقد مثّل أبناء الأردن وطنهم خير تمثيل،
فالإنسان الأردني هو الأغلى في هذا الوطن، وهو الذي صنع الاستقلال من ذي قبل،
ويصنع الإنجاز في شتى المجالات، وهو الذي يرسم صورة الأردن الحضارة في كل المحافل
وكل المواقف، وهو محط العناية والرعاية والإهتمام من لدن قائد المسيرة الملك
عبدالله الثاني، الذي يرى فيه تقدم الأردن وتطوره ومعنى استقلاله.
ونحن ندرك اليوم أن الاستقلال مشروع
حياة، ومطلب إنساني تبذل الشعوب في سبيله المهج والأرواح، أراده الهاشميون منذ
الملك عبدالله الأول طيب الله ثراه؛ مفعما بالعطاء الموصول والنهوض الشامل
والسيادة المطلقة على امتداد خارطة الوطن والأمة لا يشوبه أي منغصات، وحتى يكتمل
الاستقلال على أفضل وجه، تم انجاز الدستور الأردني في عهد الملك طلال طيب الله ثراه،
ليتم بناء مقومات الدولة ومؤسساتها على أسس دستورية، ومن ثم تسلم الملك الحسين
رحمه الله سلطاته الدستورية، وقام بتعريب قيادة الجيش، وإلغاء المعاهدة الأردنية
البريطانية، وتوجه نحو بناء القوة الذاتية للوطن في المجالات المختلفة.
ثم توالت الإنجازات في عهد الملك
عبدالله الثاني فشملت مناحي الحياة كافة؛ حيث ركز جلالته على عنصر الشباب باعتباره
العنصر الأهم في قيادة العملية التنموية، وأُطلِقت المبادرات الملكية، ووُضِعت
الفلسفة الخاصة بالمراحل المختلفة في عملية التنمية، وقُدم الإنجاز والإبداع
باعتباره المعيار الأهم الذي نرجع إليه في تقييم عملية التنمية، كما أولت
المبادرات والأوراق النقاشية الملكية اهتمامها للحاجات الأساسية للوطن، والمتغيرات
العالمية المستجدة، كما وفرت كافة الإمكانات لجعل العملية التنموية فاعلة، وقسّمت
الأدوار والمهام على الفئات كافة. ولا ننسى الإهتمام بالقضية الفلسطينية التي هي
قضية الأردنيين الأولى، فالأردن كان وما يزال