(1)
من خلال متابعتنا للجلسة المشتركة التي عقدها مجلس الأمةالاثنين الماضي ، لحسم الخلاف حول قانون الأحوال الشخصية .. كانت سعادتنا كبيرة ونحن نتابع مستوى النقاشات والمداخلات الرائع والناضج والحضاري ، الذي فرض نفسه في مشهد المداولات ، بصورة أكدت على أن مسيرتنا البرلمانية تمضي إلى الأمام بخطى ثابتة وواثقة تؤشر إلى اننا نسير في الاتجاه الصحيح ، وبما يعزز من مسيرة بلدنا الإصلاحية من بوابة تجويد الأداء البرلماني الحضاري وتفعيله والارتقاء به إلى مستويات ناضجة ومتقدمة وطموحة تعزيزا لنهجنا الديمقراطي ، وبما يرفد مشروعنا الإصلاحي بالنجاحات والانجازات الوطنية . دون أن نغفل الدور الكبير الذي لعبه دولة الأستاذ فيصل الفايز رئيس مجلس الأعيان ، بإدارة الجلسة بحكمة وحنكة واقتدار ، دلت اننا أمام قامة سياسية وبرلمانية اردنية متمكنة ، قادتها خبرتها وتجربتها الطويلة في ميادين العمل العام إلى توظيف مهاراتها وقدراتها الوطنية التي اكتسبتها عبر مواقع المسؤولية التي تقلدتها في إخراج مشهد الجلسة بهذه الصورة الرائعة والمميزة والناجحة..
وبهذه المناسبة أيضا نستذكر الأداء المميز والمتقن الذي جسده ايضا المهندس عاطف الطراونة رئيس الاتحاد البرلماني العربي .. رئيس مجلس النواب الأردني كقامة برلمانية وطنية حققت نجاحات لافتة ومقدرة ، سواء في إدارة جلسات مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي عقد مؤخرا في الأردن وسط أجواء عربية بالغة الحساسية والتعقيد أو ادارة جلسات مجلس النواب عبر أكثر من محطة نيابية هامة وحساسة ايضا ، ترجمة للظروف والأجواء والتحديات التي مر بها بلدنا ، والتي أمكن للمهندس الطراونة تطويعها والتعاطي معها بمسؤولية وحس وطني ، جعلته موضع احترام وتقدير الجميع .. ليفرض حضوره اللافت كشخصية قيادية برلمانية اردنية مميزة في المشهد السياسي الوطني .
(2)
البعض منا يهوى إحراج الأردن وقيادته من خلال إساءته لبعض الدول والزعامات العربية ، دون أن يراعي وقوف هذه الدول إلى جانبنا ومساعدتها لنا في مواجهة التحديات والظروف الصعبة التي نمر بها في الكثير من المناسبات . ودون أن يدرك أيضا ، بان قوة بلدنا تكمن في سياسته ودبلوماسيته الناجحة التي يقودها جلالة الملك ، بصورة منحته رصيدا كبيرا من العلاقات الخارجية ، التي عوضته كثيرا عن شح امكاناته وموارده . ليأتي هذا البعض ويتصرف بطريقة مسيئة وغير مسؤولة لعلاقات بلدنا مع الأقطار العربية الشقيقة ، ويسهم في نسف هذا الرصيد الوطني بشكل لا يخدم مصالح بلدنا ، وربما تدفع الجاليات الأردنية في بعض الدول العربية الثمن باهظا لقاء هذه العنتريات والغزوات اللامسؤولة ، لمجرد أن هذا البعض لم يحسن تقدير تصرفه والتداعيات السلبية المترتبة عليه ، عندما قرر الزج بمصالح البلد وتعريضها للخطر ، لأن له موقفا شخصيا من هذا البلد أو ذاك . أو ربما اختار مصالح بلدنا ساحة لمعركته الخاسرة ، لمهاجمة دولة شقيقة أو زعيمها ، انتصارا لدولة أخرى أو تيار معين يتبنى طروحاته وتوجهاته واجنداته .. ما يجعلنا نقول لهذا البعض .. إذا كنت غير قادر على تحقيق منفعة أو فائدة للبلد ، فعلى الأقل التزم الصمت ولا تضره وتعرض مصالحه للخطر .
(3)
يلاحظ على الحوارات والنقاشات والمداخلات التي تشهدها منصات التواصل .. أن من يطالب بالديمقراطية والتعددية وإطلاق الحريات واحترام الرأي والرأي الآخر ويشكك بوجودها وتوفرها.. هو الأكثر دكتاتورية وتفردا بالرأي .. ودائما ما يرى نفسه ولا أحد غيره على صواب وانه وحده دون غيره من يمتلك الحقيقة وغيره على خطأ . ناهيك عن اللغة الهجومية التي تميز طرحه ورد فعله .. حتى أنك تتخيل نفسك ، وانت تطرح رأيك في موضوع أو قضية ما ، وكأنك داخل معركة .. لذلك قالوا .. الجمل لا يرى حردبته .. لذلك تحتار أين الخطأ .. وأين الصواب .. ومن أين تبدأ إذا ما أردت تصحيح الخطأ والسير في طريق الصواب .. لأنك غير قادر على تحديد أو تشخيص هذا الخطأ على اعتبار أن الجميع يرى أنه على صواب بغض النظر عن الجهات أو التيارات أو التوجهات التي ينتمي لها .. لذلك يخطر في البال أحيانا مع وجود هذه النوعية المتناقضة مع نفسها وطرحها .. أن نرسل لها على الخاص ما ننوي طرحه للحصول على مباركتها وموافقتها قبل نشره من باب مكافات الشر وعدم الدخول في نقاشات بيزنطية قد تقود إلى خلافات وخصومات وربما عداوات نحن بالغنى عنها .