تمهيد مهّم جداً!.. السلام يحتاج إلى قوة ضاربة لنا أو ضعف العدو ليكون محل ترحيب للمجتمع الدولي.
قبل تقاعده في كانون ثاني هذا العام، أصدر أمين مظالم جنود كيان العدو اللواء احتياط "يتزاك بريك" تقريره العاشر في حزيران الماضي. هذا الرجل بعد خدمة دامت 53 عاماً في جيش الكيان، والذي تقول عنه الصحافة العبرية بأن حرب تشرين شكلت معتقداته إلى اليوم للتقليل من شأنه وما يتحدث به (فقد فتك به الجيش المصري ولكنه عاش لنتحدث عنه اليوم).
هذا الرجل يعلم ما الذي يجري داخل أروقة صنع القرار بالجيش ومالذي يحدث بالميدان أكثر من أي شخص أخر. ولغايات كتابة هذا التقرير، قابل حوالي 1400 وحدة عسكرية و الألاف من الجنود و القادة، ثلاث إلى أربع مرات بالأسبوع على مدى ثلاث ساعات لكل وحدة، و امتلاكه لآلاف التقارير عن ما يحدث داخل غرف صنع القرار وغرف العمليات التي لم يقم بنشرها خوفاً على المعنويات.
قال عن هذه التقارير أثناء "جلسة لجنة مراقبة الدولة"، بالثاني عشر من تشرين أول من العام المنصرم الذي انعقد برئاسة "شيلي ياكيموڤيتش" أن "الجيش مر بحالة من التدهور وصلت إلى ذروتها في السنوات الأخيرة"، وقال أيضاً أثناء الجلسة "لو قرأت لكِ هذه التقارير، ستسقطين على الأرض"، ولم أستطع إلا الحصول على معلومات ضئيلة عن فحواها إلى الآن.
فمع أخذ الحيطة والحذر عن ما يصدر من قيادات كيان العدو التي تُطلق بيانات و تصريحات وتسريبات فيها من الصحة وبعض المعلومات الخاطئة بقصد التضليل. أميل لحد بعيد جداً بأن ما ثرثر به "يتزاك بريك" هو الكلام الصحيح لوجود دلائل على الأرض تؤكد وتعكس ما قيل، وإليكم لماذا؟
هذا التقرير تحدث عن "المعضلات البنيوية"، (ولم استخدم مصطلح مشكلات هنا عمداً) التي يعانيها جيش العدو من آلية إتخاذ القرار وهيكلية تمرير الأوامر واتباعها التي اعتمدت في كثير منها على إرسال الأوامر القيادية عبر مجموعات الواتساب مثلاً، فقام الجيش بمنع حمل الهواتف أثناء الواجب بعد تصريحاته.
وتحدث التقرير عن عدم لياقة إعداد "القبة الحديدية" بالسرعة المطلوبة وانضباط الوحدات المختلفة لإسنادها، إضافةً لأسباب أخرى، كان هذا من أحد الأسباب لتنصيب محطات منظومة الدفاع الجوي للارتفاعات العالية (ثاد) لسد ثغرات منظومة القبة الحديدية في شباط الماضي بعد الإنتهاء من مناورات (فالكون جوبتر) الروتينية التي حاكت هذه المرة تدخل قوات أمريكية لمساعدة القوات البرية الصهيونية وإستحداث أوامر قيادية جديدة بالتعاون مع القيادة المركزية لجيش النظام الأمريكي بأوروبا بعد أن تحدث التقرير عن ضعف القدرة على المناورة وتنسيق الإحتياط مع العمليات كما دمج العمليات بعد ترتيب الإحتياط.
وبعد تصريحاته عن الضعف البنيوي في إدارة المخاطر و الأزمات في وقت سابق كانت أحد ردات الفعل من قبل الجيش هو إحراق الغابات بتشرين العام 2016 واتهام منظمة مجهولة بافتعال هذه الحرائق لتقليل الضغط و نقاط الضعف بالتعامل مع أزمة حراق أثناء الحرب، وهو ما أكده مرة أخرى بهذا التقرير في ما يخص إدارة المخاطر. كما رشح عن التقارير كذلك عدم الجاهزية القتالية لجيش العدو بالجولان، ووجود قواعد عسكرية مهملة هناك منذ زمن.
لذلك هناك تأكيدات واضحة على الأرض تجعلني أميل إلى تصديق تقاريره وثرثرته على ما فاح به رئيس الأركان السابق "غادي أيزنكوت" في رسالته التي أخذت طابع "وثيقة مفصلة" إلى أعضاء المجلس الأمني ولجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست في أيلول المنصرم التي أكد فيها أن الجيش مستعد لأي جبهة بأي وقت بشكل كامل وقال أيضاً أنّ الإستعدادات تمت بإمتثال الكامل للقوانين التي أقرت بالعام 2008 بنائاً على "تقرير ڤينوجراد" حول حرب تموز بلبنان 2006 بما فيها (خطة جدعون) وذهب بعدها بدون تغطية إعلامية لترقيع إخفاقه في ما يخص عمل وحدات الإسناد والتزويد والتخزين (الياماخ) التي ذكر التقرير أنها أهملت بشكر كبير وهي غير قادرة على القيام بمهامها بالشكل المطلوب، وهو ما تم إثباته بالمحصلة مرة أخرى بقسم القدرة على المناورة وتنسيق الإحتياط مع العمليات و دمج العمليات.
كما أنّ وزير الدفاع السابق أڤيغدور ليبرمان الذي إعترض على هذا التقرير بعد صدوره وقال أنه مبالغ فيه. نسي ما نقله بحق "يتزاك بريك" على لسان "غادي أيزنكوت" أثناء حديثة في مؤتمر في تشرين ثاني الماضي، قبل تجاذبات الإنتخابات، حيث قال "سمعت رئيس الأركان يقول أن 90 إلى 95 بالمائة من النقد الموجه من يتزاك صحيح.
المراقب للوضع، يرى أن ما رشح في هذا التقرير يشابه ما صدر في "تقرير ڤينوغراد" وما أقصد هنا بأن المشاكل التي أدت لهزيمة تموز العام 2006 ما تزال بلا حل وهي ما تزال حاضرة بالبنية التنظيمية لجيش كيان العدو، وهى على شكل معضلة الأن.
فمنظومة جيش كيان العدو تستطيع هزيمة الجيش العربي السوري على الورق وبالخطط العسكرية التي تُنّتَج آلياً من أجهزة الكمبيوتر ولكن لا تستطيع أن تجابه منظومة الجيش العربي السوري الذي تحوّل من هيكلية نظامية مملة تقوم بحساب عدد الضباط و الأفراد السرايا والكتائب بالآلة الحاسبة كبقية جيوش العالم، إلى منظومة سريعة رشيقة أُلبَست بشكل إعجازي عقلية القوات الخاصة بحرب الشوارع لمنظومة جيش نظامي كامل بدون نماذج سابقة لجيوش أخرى وأحدثت تطوراً إستراتيجياً للمدرسة العسكرية العربية السورية. والذي لا يقف مبهوراً أمام هذا الإعجاز العسكري للجيش العربي السوري أعمى ولكن لن أتحث بإسهاب أكثر هنا بالشأن العسكري لأنه ليس موضوعنا، ولكن كان واجباً هذا التمهيد لنرى من أي منطلق يفكر كيان العدو ليصل إلى هذا النتيجة.
عن أخر محادثات بين سوريا وكيان العدو لإتمام اتفاقية السلام
فعلى ضوء هذه الحالة التراكمية من الإخفاقات، توجه النظام الأمريكي لبرم إتفاقية سلام بين كيان العدو بقيادة نتن ياهو و النظام السوري بقيادة بشار الأسد، بشهر أيلول بالعام 2010 حيث أعرب نتنياهو لبشار الأسد عن إستعداده للإنسحاب الكامل والشامل من الجولان مقابل تنازلات سياسية في ما يخص إيران و حزب الله. ولكن سرعان ما انسحب الإسرائيليون من هذه المحادثات بسبب تفائلهم بالأحداث التي بدأت بسوريا، و تحديداً في آذار بالعام 2011.
ولكن بعد تراكم الإنتصارات والتقدم بالميدان خصوصاً بعد الإنتصار الإستراتيجي المهم بمعركة القصير في حزيران/تموز الـ2013 ودخول روسيا على خط الحرب بأيلول العام 2015 وما تبعه من فشل كيان العدو من توسيع رقعة المنطقة العازلة والاستمكان على الأرض بعدها بحكم الواقع تم وضع قرار "تحييد الأعباء العسكرية" على الطاولة رسمياً. وذلك بالعودة لتوصيات تقرير ڤينوغراد وأقتبس ما ترجمت من التقرير "على إسرائيل أن تسعى لتحقيق السلام مع جيرانها وتقدم التنازلات المطلوبة لتحقيق ذلك سياسياً و أخلاقياً و هذه الحقائق لا تعتمد على أي آراء الحزبية أو السياسية".
ولترجمة هذا القرار تم إعلان نقل سفارة النظام الأمريكي إلى القدس، والتحدث عن صفقة القرن. ولمن لا يعلم: كانت القنصلية بالقدس تقوم مقام السفارة المُعرف مكانها سياسياً "بتل أبيب"، كما أن معظم المؤسسات السيادية لكيان العدو موجوده بها منذ البداية و الإجتماعات والاستقبالات الرسمية تتم بالقدس على أساس أنها عاصمتهم.
فما يريدون كان موجوداً بالأساس والنظام الأمريكي ومعه كيان العدو ليس بأغبياء لإثارة هذا الملف وزيادة العبء الأمنى في هذا الوقت الصعب إقتصادياً في ظل جغرافيا سياسية تتغير كل دقيقة لصالح محور على حساب آخر. وعلى نفس السياق بالضبط أتى قرار ضم الجولان و التلميح لمحاولة ضم الضفة الغربية لكيان العدو الأمر الذي يشكل معضلة ديموغرافية ليست لصالح الكيان مطلقاً.
إذاً ما حقيقة مايحدث ؟
هناك صراع إنتخابي عميق غير معلن على ملف "تحييد الأعباء العسكرية"، التي أصبحت الجولان عنوانه الرئيسي بعد أن فاز نتنياهو بإعلان القدس. فقام "يائير لابيد" بالرابع من آذار هذا العام بإطلاق وعود بتشكيل حكومة وحدة وطنية مع الليكود إسترضائاً لنتنياهو وجعل الجولان شياً أساسياً بلوحاته الإعلانية فيما قام شريكه "بيني غانتس" في "كاحول لڤان" بنفس اليوم بزيارة للشمال بالقول "لن نتخلى عن الجولان".
فبعد أن تحدد الصراع بين "الليكود" و "كاحول لڤان" أتى إعلان الجولان هدية إنتخابية وعيدية لنتنياهو بعيد البوريم، لرفع أسهم الليكود على حساب إتحاد اليسار التي أرادت القوائم العربية الاستمكان في تجمعها بعد إعلان القدس. فعلينا أنّ لا ننخدع بهذه القرارات التي أتت من منطلق "فن الصفقة" و إدارة المفاوضات لا أكثر، ولمساعدة نتنياهو بالإنتخابات المقبلة مرحلياً ليقود هذه العملية التاريخية لاحقاً مع إدارة ترمب.
لذلك إعلان الجولان أتى للدخول مع سوريا لاحقاً بمفاوضات من منطلق قوة إضافةً لصناعة حالة عربية سياسية ممانعة لتبيض موقفها من الصفقة الحقيقية المبرم عقدها، وهي صفقة القرن، ولظهور النظام الأمريكي وكيان العدو أيضأً بمظهر المتنازل عند عقد الحل ولتحقيق الأنظمة العربية الرسمية إنتصاراً وهمياً لحفظ ماء الوجه بالمحصلة.
وبنفس السياق وتأطيراً لمخرجات القمة العربية الأوروبية تم الضغط خلال الإجتماعات التحضيرية للقمة العربية القادمة لعدم دعوة سوريا لحضورها وحصر النقاش الرسمي المتعلق بسوريا بجدول الأعمال بعودة سوريا لجامعة الدول العربية بالتسوية السياسية وعلاقتها مع إيران وذلك في إطار إضافة كرت ضغط أخر على سوريا في هذا الخصوص في هذه القمة التي كان النظام السعودي والإماراتي أول المدعوين رسمياً لحضورها.
ولذلك تم التحضير لقمة ثلاثية مفاجئة بالقاهرة بدعوة العراق وذلك لممارسة المزيد من الضغط على سوريا فيما يتعلق بمنطقة شرق الفرات كما بربط العراق إقتصادياً بالأردن ومصر لإبعادها عن إيران، لتقليل وزن البعد الإيراني أثناء المفاوضات مع سوريا من جهة و عزل إيران من جهة أخرى.
والأمر الذي زاد من سوء هذا الموقف، هو ما تفوه به رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس الشورى الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، حين قال أن "على مدى سنوات التعاون في الحرب بين إيران وسوريا، فإن حكومة دمشق أصبح عليها ديون كبيرة لإيران، ويجب على حكومتنا إقرار هذه الديون بشكل قانوني مع دمشق".
هذا الموقف الذي أقل ما يقال عنه أنه إستفزازي خصوصاً بهذا الوقت وبهذا الشكل وبعد وجود قنوات مفتوحة تم الحديث بها عن هذا الأمر مراراً خلال القنوات المختصة المعنية. علماً بأني كنت أريد أن أفتعل مشكلة حينها، ولكن لم أريد أن أفسد فرحة الأصدقاء والرفاق بإعلان الميزانية السورية للعام 2019 ولم أريد المساس بمعنوياتهم حينها. ولكن، سيكون لنا رد على هذا الهراء لاحقاً.
فنحن نحب إيران ونحترمها وندافع عنها دوماً ولكن عندما يأتي المقام بحقوقنا العربية، لا يوجد لنا صديق، كما أمتلك وثيقة تثبت أنه في عهد رئيس الوزراء المالكي تم سرقة (116) مليار دولار من خزينة العراق دعماً للإقتصاد الإيراني على أن تقوم الدولة بإخفائها في مشروحات الميزانية، القرار الموقع بالسابع والعشرين من كانون أول من العام 2014 والذي على ما يبدو بأن أخر فصول محاولة إخفائه كان بمسرحية غرق البنك المركزي وتلف العملات الورقية بالإضافة لإتهام الفساد المجهول وتصدير ميزانيات بعجز غير حقيقي.
لذلك، لا أستبعد معرفة دمشق بهذا، كما دخول إيران كان دفاعاً عنها بالمقام الأول كدخول روسيا (التي تمارس نفس نوعية الضغط على القيادة السورية)، بعد صمود الجيش العربي السوري ثلاث سنوات ضد العالم لوحده. فلا يتفتق علينا أحد بمنه. كما علينا أن لا نستبعد قبول سوريا ببعض التنازلات السياسية بما يخص إيران فالباطن ليس بجمال الظاهر, وهو ليس سيئ كثيراً.وانا أتحدث عن العراق أيضاً هنا.
فلم تأتي إدانة النظام السعودي للنظام الأمريكي وإعتراض مجلس الأمن بسرعة قياسية وإعتراض الكثير من دول العالم على هذا القرار، كما سنسمع إعتراض عربي قوى في القمة القادمة، إلا لتسجيل موقف سياسي فارغ المضمون ولإحداث حالة دولية وإقليمية استطاعت تحقيق شيء.
على ماذا تنص الاتفاقية باختصار
أهم ما في هذا المورد هو قبول نتنياهو في أخر محادثات مع القيادة السورية هو التراجع إلى خلف خط العام 1967 (أي، الخروج من الجولان بشكل كامل) أي وصول سوريا إلى بحيرة طبريا و الإنتهاء من تخطيط ألية إنسحاب القوات تدريجياً وتسليم المواقع العسكرية للجانب السوري بعد إنتاج خرائط حاسوبية عالية الدقة للحدود الجديدة على أساس خط العام 1967 (الأمر الذي تم سابقاً) مقابل تنازلات سياسية في ما يتعلق بإيران و حزب الله وبعض الترتيبات الأمنية بين الجانبين.
ولكن طلب التنازلات السياسية كان قبل العام 2011 وهناك بعض الأصوات السياسية داخل الكيان مثل "زاڤي هوسر" الذي كان سكرتراً لحكومة نتنياهو والمرشح الحالي بقائمة كاحول لڤان مع بيني غانتز و يائير لابيد قال أن مطلباً كهذا "ساذج". لذلك من الممكن أن تجد دمشق نفسها بموقع قوة بمفاوضاتها على هذا الملف.
ولا ننسى التقاعس الفلسطيني السحيق من قبل سلطة أوسلو وموافقتها على بنود صفقة القرن على الأرض ومعارضتها لها بالإعلام الأمر الذي لن تجد سوريا لنفسها عمق تستطيع التحرك من خلاله فيما يخص القضية الفلسطينية وهذا ينطبق على مصر و الأردن أيضاً. كما يجب أن لا نستغرب أن يكون حزب الله منخرطاً بعملية مشابهة مقابل استرداد الأراضي اللبنانية المحتلة.
فعطفاً على ما ذكرته أنفاً، القيادة السورية الآن ستختار قبول الضغط الروسي العربي الدولي والمضي قدماً بإتفاقية سلام مع كيان العدو ودفع حزب الله للقبول بالسلام بعد تسليم مزارع شبعا معتمدين على تخاذل و تواطؤ السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس مع التنازل الطفيف سياسياً في ما يتعلق بإيران، وهنا نعذر النظام السوري سياسياً ولكن لن نستطيع أن نغفر له هذا شعبياً. أو التمسك بالموقف المعروف عروبياً في ما يخص القضية الفلسطينية التي لا يمثلها عباس و سلطة أوسلو، بل نمثلها نحن، ولكن لا توجد هناك قواعد في عالم صراع العروش ودهاليز الحكم.
ختاماً:
السبب الحقيقي وراء وجود "صفقة القرن" على الساحة الأن وبهذا الزخم هو لـ "تحييد الأعباء العسكرية" على جيش كيان العدو لأن النظام الأمريكي غير قادر على مواصلة دعم وجود هذا الكيان إقتصادياً وعسكرياً ووجوده هي مصلحة أمريكية عليا وصفقة القرن هي السبيل الوحيد للإبقاء علية بكلفة أقل سياسياً وأمنياً وعسكرياً. لو أردت أن يخرج القارئ بمعلومة واحدة من هذا التحليل ستكون أن "الصمود"، هذه الكلمة التي أصبحت مستهلكة: (الصمود) نعم الصمود الأن في هذه الساعة يعادل حرب مئة عام.