بقلم: الأستاذ
الدكتور صلحي الشحاتيت
يحيي
الأردنيون اليوم، الرابع عشر من تشرين
الثاني، بكل إجلال وإكبار ذكرى ميلاد رائد نهضة الأردن الحديثة، وباني أردن العزة
والفخار المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال -طيب الله ثراه. هذه الذكرى التي
أرادها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين- حفظه الله- وشعبه الوفي أن تبقى خالدة خلود الوطن ورمزًا
للعطاء والبذل والتضحية.
والأمم
العظيمة هي التي تحتفي بقادتها وعظمائها أحياءً كانوا أم رحلوا وتركوا للأجيال طيب
الأثر ، فتأتي هذه الذكرى تخليدًا لميلاد رجل عظيم قاد ركب الأردنيين في أقسى
المراحل والفترات التاريخية من عمر الدولة، واستطاع بما كان لديه من حنكة وما
يتمتع به من مصداقية بين زعماء العالم وشعوبه أن يصل بسفينة النهضة الأردنية الى
شاطىء الأمان رغم كل الظروف الداخلية والخارجية التي واجهت الأمة، ورغم الصعاب
التي أبت خلال سنوات وعقود متتالية إلّا أن تحط رحالها على مواجع الأردن وشعبه التي
ما كان قادرًا لولا الحسين العظيم على مواجهة هذه الآلام وتحمل الصعاب وحده.
كان الحسين-
رحمه الله-حادي الركب وقائد المسيرة، وكان رغيفنا إذا جعنا، ونبع الماء العذب إذا
عطشنا، والمواسي لنا إذا جزعنا.
جاهد -رحمه
الله- ليصل بشعبه الى ذرى الآمال وعالي
الطموحات، فها هي ثمار جهده- واضحة للجميع حتى أصبح الأردن يتيه فخرًا، ، ويتألق
عظمة، ويتفوق اقتدارًا.
لم ننس ولن
ننسى إنجازاتك وطيب أثرك مليك القلوب، فمن الاستقلال إلى تنظيم شؤون البلاد
والعباد وصياغة دستور عصري لهم، إلى تعريب الجيش العربي الهاشمي، إلى النهضة العلمية
والثقافية والاقتصادية، فإرساء مبدأ الديمقراطية لتصبح نهجًا ونورًا للأردنيين
جميعا في حياتهم اليومية والسياسية. ولم
تنس يومًا القضية الفلسطينية في الحرب
والسلم فكنت خصمًا شريفًا في الحرب وشريكًا شريفًا في السلام، فلم تغدر ولم تنكث بالعهود.
وها هو جلالة
الملك عبدالله الثاني ابن الحسين- حفظه الله ورعاه، خير خلف لخير سلف، يواصل
الطريق-طريق الخير، والبناء، والعطاء بكل اقتدار سائرًا على نهجكم، شبلًا من
أشبالكم المغاوير، له من سعة الأفق والحنكة والتعامل مع الأحداث الإقليمية
والدولية حتى أصبح الأردن محط إعجاب وتقدير دول العالم نظرًا لإصرار جلالته على
الإنجاز وتأمين الحياة الكريمة للشعب الأردني، وقد تفاءل الشعب بعهده الميمون منذ
اللحظات الأولى لاستلامه سلطاته الدستورية عندما وقف أمام صورة والده الملك الراحل
ولسان حاله يقول : "ها أنذا استلمت الراية – راية الهاشميين – التي ما سقطت
ولن تسقط في يوم من الأيام، وها أنذا سأمتطي صهوة جواد بني هاشم الذي ما كبا ولن
يكبو ما حيينا". فسر على بركة الله
سيدي أبا الحسين، تحيطك عناية الله ورعايته.
لن ننساك - طيب الله ثراك. رحمك الله، وأسكنك
فسيح جناته، وتقبلك في الشهداء، والصديقين، والصالحين الأبرار .
* رئيس جامعة العقبة للتكنولوجيا