منذ ان كبرت وبلغت من العمر عتيا ، واصبح عمري مايقارب من ال 65 عاما وعشت في هذا الوطن كثيرا، ولما انتقلت لأوطان اخرى للعمل فيها بدأت اسمع إسطوانة (الأردن فقير) .
وحيث ان الراحلة جدتي رحمها الله نعالى كانت تقول « لو مات صاحب النحل، "النحل يموت نصه " وذلك في إشارة منها إلى أن من يدير شؤونه ورأس ماله هو الأجدر بذلك ، وهذا بدوره إشارة إلى فساد الترهل الإداري في القطاع العام، القطاع العام هو قطاع بلا صاحب، والحكومة نفسها عاجزة عن الرقابة على القطاع الخاص ايضا بما يمنع أو حتى يقلل من استغلال المواطن .
ومن المضحكات المبكيات أن يلوم الناس انفسهم على الفقر، والمتسبب فيه هو الحكومات المتعاقبة، ويبدو أن حكومتنا الحالية تسير على خطى الحكومات السابقة ، التي ما كادت أن تبدأ حتى سمعنا عن التغيير الوزاري لعدة مرات كأننا نعيش في وطن تجارب وزراء او حتى نصل لمعرفة من هو الوزير الأنسب .
الحكومة لا تراقب المستشفيات الخاصة والحكومية إلا مانـدر ، الخاصــة تهدف إلى الربح بلا أدني مسؤولية اجتماعية ، وعلى الحكومة أن لا ترخص لأي مستشفى خاص دون الاتفاق على نسبة علاج داخل تلك المستشفيات للفقراء المحتاجين والمعوزين منهم .
وأما الحكومية فحدث بلا حرج ، معاملة بعض المرضي كما لو كانوا يتسولوا العلاج ، إهمال ، تعالـي ، عدم سماع لألامهم ، وكثيرا احتقـارهم ، وبعض الإهمال لغياب الرقابة، ومستوي النظافة العامة داخل المستشفيات يثير الشفقة ومانشاهده من صور مخزية لتدني النظافة في مستشفى البشير وغيرها من الحكومية .
على الحكومة ومجلس النواب ذو الدور الرقابي الوهمي ، فمجلس النواب يعمل بتخبط ،وعادة ماتتخذ القرارات بعنجهية ومحسوبيات ، قرارات لم يستفد من المواطن بشىء ولم تصب بصالحه في اي فترة من الفترات .
هذا هو نوع الديمقراطية القائم في وطني الأردني.
ينسحب ما نقول على الجامعات الخاصة والحكومية . ولا بد هنا أن ندرك أن بعض أساتذة الجامعات.
اقول " بعض " في الجامعات الحكومية يتمتع بسلطات ولا يخضع لرقابة ما ، فقد يتغيب عن المحاضرة دون عذر أو حتي إخطار، وفي بعض الأحيان يملي على الطلبة والطالبات آراءه السياسية أو الدينية، وفي حالة من البلطجة قد يقوم بسحب كارنية الطالب . إذاما هو دور وزير التعليم العالي في هذه الحالة ياترى !؟
سؤال لن تستطيع الحكومة أن تجيب عليه، ليس لأنها لا تريد المساعدة، بل لأنها لا تعرف الإجابة!
أما الجامعات الخاصة، فبعضها ليس له دور اجتماعي على الإطـلاق ، ولا دعم للمحتاجيـن او مساعدة للطلبة المعوزين ، هي تعمل فقط للربح المادي، ولذا فإني اقترح على الحكومة حين ترخص لتلك الجامعات أن تتفق معها على نسبة منح للمتفوقين ومحدودي الدخل ، ويتفقوا على قيام تلك الجامعة بمساهمة للبيئة، ليس بالإجبار لكن وفقاً لقوانين يتصدر لها مجلس النواب الغائب، الذي يبدو أنه لا يعرف الدور المنوط به على وجه الدقة.
و من ثم فعلى الحكومة والرئيس ومجلس النواب القيام بالدور المتفق عليه ، فلم ينتخب الناس الرئيس والنواب كي ترتفع الأسعار وتظل الخدمات في أدنى مستوياتها ، وتزداد البطالة ، ويحرم المواطن الأردني من العمل ، او توفير فرص العمل له ، المواطن عملي ونفعي في كافة أنحاء العالم ، المواطن هو دافع الضرائب، راتب الرئيس والحكومة ومجلس النواب الغير فعال من ثروات الأردن وعرق مواطنيها الفقـراء .
ونقولها بكل امانـة انه لا توجد دول فقيرة ، بل توجد إدارة فاشلة وإدارة ناجحة للموارد ، فوطني الأردن ملىء بالخيرات وأراضيـه شاسعـة وواسعة وزراعته جيدة ونباته عطر ومزارعه خيرة وتربته طاهـرة ، لكن الحكومة تعمل وبإستمرا على اجهاض مقومات العطاء عند المواطن الأردني ولننظر لليابان والسويد ونفكر قليلاً .
مرة اخـرى اقولها لكم وبملىء الفــم : عفواً ياسادة ياكرام الأردن ليس فقير !! ويكفيه شهامة اهله ورجولتهم وسواعدهم التي علمت العالم اصول العمل والبناء والعطاء ، وهنا استذكر ماقاله الشاعر بالتالي .
أردن يا وطن للسيف والقلم .. من اول الدهر يجري فيك خير دم
ما في ترابك لا ماس ولا ذهب .. لكنه واحة للجود والكرم
يا خيمة اللغة الفصحة ونخلتها .. من لا يراك بعين القلب فهو عمي
لو انصف الناس طافوا حول قلعتنا .. على الرموش وباسوها بكل فمي
إنا نحبك بحرا ميتا وصخورا صلبة وزمانا طائل القدم
إنا نحبك في حاليك مبستما أو نصف مبستم أو غير مبستم
أردن يا وطن للسيف والقلم .. من اول الدهر يجري فيك خير دم
ما في ترابك لا ماس ولا ذهب .. لكنه واحة للجود والكرم.